الخميس، 2 فبراير 2012

مصر في مأتم !


مصر في مأتم !  ...

لم أرى عيون المصريين زائغة كما رأيتها اليوم ...
العيون تسأل ، هل أخطأنا عندما طلبنا حريتنا ؟! ، هل أخطأنا عندما أردنا أن نحكم أنفسنا ، أم أخطأنا عندما ظننا أن ثورتنا كما ظلوا يرددون على مسامعنا بيضاء لا دماء فيها ؟! ...

أحاول أن أستشف أقصى الألم والحزن المكتوم في العيون ، وأجيب بعيون تشاركم ذات الحزن والألم : لا ..  لم نخطئ ، وكفانا جلدا لأنفسنا ، فالمخطئون يملؤون كل مكان ، المجرمون منهم يقبعون في السجون يلبسون ملابس بيضاء لا يحلم أن يلبسها الفقير الشريف !! ، وتحرسهم الجنود وكأنما كان قتلهم هو الطامة الكبرى التي ستقيم الحروب !!! ، والفاسدون خارج السجون يبحثون عن مصالحهم ، تجار دم يقاضيون حياة البشر مقابل بقائهم أسيادا في هذه الدنيا ، والمهملون يعيثون في كل أوصال البلاد ، يترأسون أجهزتها ، يضلون السعي فيها ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !! ، المخطئون يعرفون أنفسهم ، ولكنهم يتوارون هربا من مسئوليتهم ، يتوارون ليس خوفا من العقاب - فهم يعرفون أن لا عقاب يدنو من المخطئ في هذه البلاد -  ، وإنما يتوارون خسة وجبنا ، و خوفا على صحائفهم الدنيوية التي كانت ولا زالت تلوث إلى الآن بدماء الأبرياء.


مصر في مأتم ، والأحمق فقط من يظن أن صبر شعبها قد ينفذ خوفا ، فيهب ليتمنى عودة رئيسه المخلوع الفاسد وهو الذي زرع كل هذه الأنبتة الشيطانية في جسده وبين أطرافه ، الأحمق من يظن أن صبره قد ينفذ جبنا فيطلب العون والحماية ممن لا يملكون إلا الأسى والأسف على مقتل الناس ، الأحمق أيضا من يظن أن صبره لن - وأكرر لن – ينفذ غضبا ، لتجتمع حشوده مقيمة القصاص فيمن يتلاعب في مقدراتها ، ويظنون انفسهم أسيادا وما هم سوى خدم لهذا الشعب .

مصر في مأتم ، و أعلم تماما أن المشكلة لن تكون في حاكم عسكري يعاملنا كمعسكر يقصف كل يوم فيلملم جثثه و يكمل الطريق ، بقدر ما هي في كل مهمل متهاون يعلي مصلحة نفسه ويخشى على منصبه أكثر مما يخشى على أرواح البشر أو يخشى من الله ، فالحاكم العسكري لابد ذاهب إلى غير رجعة ، ولكن هؤلاء إن ظلوا بيننا فلن يصلح الأمر رئيس قديم أو رئيس لاحق أو حتى رئيس من السماء  حين يعمل تحت يديه أمثال هؤلاء !! .

مصر في مأتم ، وما زال الأمل يساورها ما دامت على هذه الحال ، فظهور الشر هو العلامة التي تدلنا على الطريق ، ومن يمنعنا من استمرار السير فيه هو في الحقيقة يؤكد لنا صحته ، ويزيدنا عندا وإصرارا على السير فيه ، و في النهاية سيكون الحساب عسيرا لكل من أجرم أو أهمل أو تهاون في حق تلك البلاد .


مصر في مأتم ...
فليتحمل كل منا مسئوليته ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق