الاثنين، 23 مايو 2011

حزام الأمان .. وأزمة المرور ..


صباح الخير ، إن كنت ممن يعانون دوار البحر ، فلا أنصحك بالتدقيق في أحوال الوطن ، فهي تعاني من إهتزازات كبيرة ، لكننا لا زلنا على الطريق الصحيح.

جلست استمع إلى أخبار الصباح ، التي بدأت في العودة إلى التكرار ، لا جديد ، شباب الثورة معترضون ، المجلس العسكري ينفي ، والحكومة مشتتة بين الشائعات والإضرابات والأعتصامات و الأزمات والفتن ، و الأزمة الأمنية المزمنة ، تركت هذا كله وجلست متأملا وأنا أقف في إشارة المرور أحصي عدد السيارات التي يربط أصحابها أحزمة الأمان  ، النسبة طبعا كما تتوقعون ، سيارتين فقط في وسط خمسين سيارة مرت أمامي ، سيارتان فقط من كان قائدهما يربطان حزام الأمان !!! .

لم اكمل العد ، ولم تنتابني الدهشة كما أظنها لم تنتابكم أيضا ، فنحن لم نكن ننفذ القانون إلا خوفا من المخالفة ، وليس لاقتناعنا بأهمية ما نص عليه ، نحن لا نفهم أصلا ما نص عليه !! ، أتذكر قول صاحب سيارة الأجرة حين سألني يوما : "وهل حزام الأمان هو المتسبب في أزمة المرور؟!" ، ربما هو على الصواب ، ما أهمية حزام الأمان ونحن نسير داخل المدينة ، بل ونسير بذلك البطأ !!.


طبعا لن أتكلم عن المعلومات التي تؤكد أن كثيرا من الحوادث التي تنتهى بالموت تحدث على سرعات لا تتجاوز ال 40 كلم/س وفي محيط 15 كلم من المنزل أو العمل، وذلك بحسب الإحصاءات والدراسات ، ولا أن تأثير قوة الإصطدام على سرعة 50 كلم/س تعادل سقوط المركبة بمن فيها من الطابق الثالث للمبنى!(*) ، لن يصدقني حتى بعض المتعلمين ، وستعلوا صيحات التواكل "ربنا يسترها" .

ألتفت حولي ، الدنيا مليئة بالزحام ، لا أرى حتى خطوط الحارات ترتسم على أرض الشارع ، الكل يمشي كما يشاء ، هذه هي الديمقراطية !! ، السيارة الأقوى تجور على حق الأخرى الأضعف ، هل الديمقراطية تمهد إلى قانون الغاب؟! ، الأحزاب لدينا كالسيارات في الشوارع ، تتنافس معظمها في رفع الصوت ، و يلتفت الكثير لصاحب الصوت الأعلى ، ويصفقون له فهو من أمتلك الملكة والجرأة على المطالبة بحقه ، ولكن ، ما بال من لا يملك تلك الجرأة ، من بال من لم يتعلم ، من ليس لديه رأي ، ما بال الطفل الذي يجلس على الأرصفة وأمام أحد المراكز التجارية الفارهة ، ليصبح كالعنوان على أغلفة الكتب ، لم يتغير المشهد قبل وبعد الثورة فعلا لم يتغير ، ضوضاء ، ضجيج، والكثير من الزحام.

الخوف هو الملزم الوحيد لأي شعب جاهل ، والجهل وحده هو من يجعلنا ونحن متعلمون ، نطالب بإزاحة الخبرات ، و تسليم البلاد لأشخاص بلا خبرة ، يتشدق الكثير أن مشكلة الأمن يمكن حلها في ثواني ، ومشكلة الأسعار أيضا ، وكل مشاكل البلاد في التو واللحظة يمكن الأنتهاء منها ، من أن أتى لديهم هذا اليقين ؟! ، لا أدري ، ألا يذكرك هذا بيقين من يرفض ربط حزام الأمان بانه لن يموت ؟!! .

عدم ربط حزام الأمان يشبه تماما ، السير في عكس الأتجاه ، دائما ما يبرر بالرغبة في الاختصار والوصول إلى الهدف بشكل أسرع ، ودائما ما يبرر بالمهارة والحنكة و الفهلوة ، ودوما ما يبرر بالبعد عن الزحام والطرق المتكسرة و البعد عن الروتين ، ولكنه في الحقيقة يبنى منهجا خاصا في معالجة الخطأ بالخطأ ، والسيء بالأسوء .


أزمة المرور التي نحن فيها لن تحل فعلا بمطالبة الجميع بربط حزام الأمان ، نعم ، ولكن ألا يعني ذلك شيئا من الالتزام والانضباط المفقود لدينا؟! ، الحزام لن يمنع الحوادث فعلا ، لكنه سيقلل الخسائر ، تخبرني أن الخوف لا يصنع البطولة ، أخبرك بأننا لا نريد البطولة ،نحن نريد السلامة ، هذا ما يريده الشعب ، فلم التكالب على طريق واحد ، ولم الركن في الصف الثاني دائما لتعطيل الطريق ، أيمكن أن أعتبر هذا حقدا على من سبقوا و ركنوا في الصف الأول ؟؟!!

أيها المغامرون الثوار ، أربطوا أحزمة أمانكم ، وكفاكم سيرا في عكس الأتجاه ، وشاركونا إصلاح طرقنا ، و الخروج من ازمة مرورنا نحو المستقبل ، وليس مروركم بمفردكم !!

 تحياتي

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق