الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿۱۷۳﴾آل عمران
قال ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . رواه البخاري
هو ليس دعاء للظلم فقط ، وإنما تذكرة ، فنحن بني البشر نغتر بالدنيا ، وننسى خالقنا ، ونظن أن الناس وجموعهم هم الضمانة لتحقيق مآربنا ، والحق أن الله هو مؤلف هذه القلوب ، والقادر على تفريقها إن شاء سبحانه. يقول القرطبي :
قال علماؤنا : لَمَّا فَوَّضَوا أمُورهم إليه واعْتَمَدُوا بِقُلُوبِهم عليه أعطاهم مِن الجزاء أربعة مَعَانٍ : النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتِّباع الرضا ، فَرَضَّاهم عنه ورِضِي عنهم . وتأمّل في حال إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لَمَّا أراد به قومه السوء ، فعزموا على إحراقه ، فقال تلك الكلمة لَمَّا بَقي وحيدا فريدا في ذلك الموقف . تأمّل كيف كَفَاه الله حَـرّ النار ، وصَرَف عنه شَـرّ ألأشرار ، وجَعَل كيد الكائدين في تَبَاب وخَسَار .
وهو دعوة لتوكيل الله في كل شئوننا ، وليس التواكل بالطبع ، ومن الأقدر على ذلك إلا الله سبحانه ، فالحسب من الكفاية ، فما أن يهمنا الأمر ، فمن لنا غير الكافي ليكفينا ، يقول الشعراوي في إحدى خواطره :
قال احدي العارفين : ان مفزعات الحياة عند الانسان..الخوف والغم والهم والضر وزوال النعمة..
قال عجبت لمن خاف ولم يفزع الى قول الله سبحانه وتعالى : حسبنا الله ونعم الوكيل. فقد سمعت الله بعدها يقول : (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء).
وعجبت لمن ابتلى بالضر ولم يفزع الى قول الله سبحانه وتعالى : (إنى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين) فقد سمعت الله بعدها يقول : (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر).
وعجبت لمن ابتلى بالغم كيف لم يفزع الى قول الله تعالى : (لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين) فقد سمعت الله بعدها يقول : (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين).
وعجبت لمن أضير..ولم يفزع لقول الله سبحانه وتعالى : (وأفوض أمرى الى الله إن الله بصير بالعباد).. فقد سمعت الله بعدها يقول : (فوقاه الله سيئات ما مكروا).
قال عجبت لمن خاف ولم يفزع الى قول الله سبحانه وتعالى : حسبنا الله ونعم الوكيل. فقد سمعت الله بعدها يقول : (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء).
وعجبت لمن ابتلى بالضر ولم يفزع الى قول الله سبحانه وتعالى : (إنى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين) فقد سمعت الله بعدها يقول : (فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر).
وعجبت لمن ابتلى بالغم كيف لم يفزع الى قول الله تعالى : (لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين) فقد سمعت الله بعدها يقول : (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين).
وعجبت لمن أضير..ولم يفزع لقول الله سبحانه وتعالى : (وأفوض أمرى الى الله إن الله بصير بالعباد).. فقد سمعت الله بعدها يقول : (فوقاه الله سيئات ما مكروا).
حسبنا الله وكفانا ، ونعم وكيلنا ومولانا
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق