وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴿۳۷﴾النجم
هو خليل الله إبراهيم عليه السلام ، ونبيه الذي لم يؤمر أمرا منه سبحانه إلا أطاعه ووفاه ،دون مناقشة أو جدال ، فآمن بربه ، ووضع زوجته و ابنه الوحيد بواد غير ذي زرع دون ، وكاد أن يذبح ذات الأبن ، كل هذا دون شك أو ارتياب بل بيقين وقر في قلبه ، جعله يستحق أن يكون لله خليلا.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي ، قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا وَفَّى ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : وَفَّى عَمَلَ يَوْمِهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي النَّهَارِ " .
وكما هو الخليل ، فهو الحنيف ، المخلص لله تعالى ، و هو الأمة التي اجتمعت فيه من خصال الخير ما لم يجتمع إلا في أمة بأكملها ، يقول الشعراوي :
أن خصال الخير في إبراهيم عليه السلام لا توجد مجتمعة في إنسان واحد، ولا في اثنين ولا في ثلاثة، بل خصال الخير موزعة على الناس كلها، فهذا فيه صفة الأمانة، وثان يتحلى بالصدق، وثالث يتميز بالشهامة، ورابع موهوب في العلم، إذن: فخصال الخير دائماً ينشرها الله في خلقه، حتى يوجد تكافؤ الفرص بين البشر، كالمهن، والحرف، والعبقريات، والمواهب، فلا يوجد إنسان تتكامل فيه المواهب كلها ليصبح مجمع مواهب.
لكن شاء الحق أن يجمع لسيدنا إبراهيم عليه السلام خصال خير كثيرة فقال: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } أي: فيه عليه السلام من خصال الخير التي تتفرق في الأمة. وبعد ذلك يعطينا الحيثية التي جعلت من سيدنا إبراهيم أمة، وجامعاً لصفات الخير بهذا الشكل، فإن أعطاه الله أمراً فهو ينفذه بعشق، لا مجرد تكليف يريد أن ينهيه ويلقيه من على ظهره، بل هو ينفذ التكليف بعشق.
لكن شاء الحق أن يجمع لسيدنا إبراهيم عليه السلام خصال خير كثيرة فقال: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } أي: فيه عليه السلام من خصال الخير التي تتفرق في الأمة. وبعد ذلك يعطينا الحيثية التي جعلت من سيدنا إبراهيم أمة، وجامعاً لصفات الخير بهذا الشكل، فإن أعطاه الله أمراً فهو ينفذه بعشق، لا مجرد تكليف يريد أن ينهيه ويلقيه من على ظهره، بل هو ينفذ التكليف بعشق.
وهو الأواه الحليم ،كما وصفه تعالى ، كثير التوجع على نفسه مخافة الله تعالى ، والحليم الصبور على الأذى الصفوح عن الذنب ، وهو أبانا الذي سمانا المسلمين ، يقول تعالى :
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ﴿۷۸﴾الحج
يقول الشعراوي :
إن الحق قد أورد على لسان سيدنا إبراهيم بالوضوح الكامل "هو سماكم المسلمين" ولم يقل الحق: " هو وصفكم بالمسلمين" . لا ، إنما قال: " هو سماكم المسلمين " ، لأن الأمم السابقة موصوفة بالإسلام وأما أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي مسماة بالإسلام. وتجد من إعجازات التسمية ، أننا نجد لأتباع الأديان الأخرى أسماء أخرى غير الإسلام ، فاليهود يسمون أنفسهم باليهود نسبة لـ "يوها" . ويقولون عن أنفسهم : "موسويون" نسبة إلى موسى عليه السلام. والمسيحيون يسمون أنفسهم بذلك نسبة إلى المسيح عيسى بن مريم . ولم نقل أمة رسول الله عن أنفسنا: " إننا محمديون " . لقد قلنا عن أنفسنا : " نحن أمة رسول الله عن أنفسنا: "إننا محمديون" . لقد قلنا عن أنفسنا : "نحن مسلمون" . ولم تأت علي لسان أحد قط إلا هذه التسمية لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصار اسم الإسلام لنا شرفا .
والأبوة هنا في أصل ديننا ، فهو بذرة الأسلام التي أتت ثمرتها في رسالة محمد عليه الصلاة و السلام. يقول تعالى:
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿۱۳۵﴾البقرة
اللهم اجعلنا حنفاء لك .
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق