السبت، 11 فبراير 2012

صلاة العصر في بني قريظة !!


وما زلنا نطرح الأسئلة !!

وسؤالنا الليلة : هل سنصلي عصرنا في بني قريظة في أي وقت كان ؟!
أم سنصلي في مكاننا إذا ما عصرنا قد حان ؟!

والسؤال الأهم : ما لنا قد انشغلنا وعصرنا ؟! و القصد في الأصل هو بنو قريظة ؟!

هكذا لم يتحير صحابة رسول الله عندما أمرهم قائلا "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" ، حينها لم ينشغلوا كثير بالسؤال الأول ، لأنهم في الحقيقة قد فهموا القضية ، وأنها ليست قضية صلاة وأوقاتها بقدر ما هي قضية الإسراع في الذهاب إلى بني قريظة وبدون إبطاء ، ولذا ترك كل منهم الآخر لينفذ مهمته بالطريقة التي يريد ، فهذا أسرع بالخطى إلى بني قريظة وقرر أن لا يصلى العصر إلا هناك ، وهذا قرر أن يصلى العصر في وقته دون تأخير ، لم يلم أحدهم الآخر ، ولم يخون أحدهم الآخر ، ولم يفتش أحدهم في صدر الآخر ، ليس لأنهم لم يشكوا في نوايا بعضهم البعض ، ولكن لأنهم اكتشفوا أنهم إن فعلوا أيا من هذه الأفعال ، ستكون نتيجتها شيئا واحدا فقط ، ستكون نتيجتها التأخير عن الوصول إلى بني قريظة !!.


ليتنا ندرك ما أدركه صحابة رسول الله ، وليتنا نفهم أن الإنتماء إلى مقاصدنا هي أهم من التحيز إلى أساليبنا و طرقنا المختلفة ، وليتنا ندرك أن خلافنا على الطرق هي في الحقيقة انعدام للهدف الواحد ، فنحن إن جمعنا هدف واحد أو نية واحدة ، لن نختلف يوما على طرق تحقيقها ، لأننا وببساطة سنجد في هذا الخلاف هو المعوق الأول لتحقيق هذا الهدف ! .




ليتنا ندرك أن أي صدام نفعله أو نفتعله مع أي طرف حتى وإن كنا نتشكك في نواياه ، لن تكون نتيجته إلا تعطيلا لخطواتنا المسرعة نحو أهدافنا الرئيسية ، و أنه ليس من الحكمة على الإطلاق تكرار الوقوع في فخ الإنجرار وراء معارك وهمية ليس المقصود منها سوى التذرع بالفوضى لأجل إيقاف المسيرة نحو ما نأمل الوصول إليه ، وإني لأعجب ممن يتشككون في المجلس العسكري و يطالبونه بتسليم السلطة و هم من كانوا يطالبون بإطالة الفترة الإنتقالية تحت قيادته ، بل ويهيئون له الآن جميع الظروف من فوضى وقلة استقرار توجد له الذرائع الكافية للبقاء في الحكم !! ، و وأتعجب أيضا من آخرون يتشككون في الإخوان ويتشككون في نواياهم في تحويل بلادنا إلى دولة دينية لا يريدونها ، وفي نفس الوقت يطالبونه بتسلم السلطة !! ، ويزيد عجبي ممن يتشككون في شباب ثار من أجل هذا الوطن فأصيب منه الكثير و مات منه الكثير ، فيلوثونهم و يظهرونهم بأنهم هؤلاء الواقفون على أبواب الوزراء أو المجلس العسكري يطالبون بمقابل ما قدموه من تضحيات ، أو أنهم هؤلاء الذين يملئون الفضائيات يصرخون بضياع حقوق الشهداء ، أتعجب وأؤكد ، أن ثوار مصر ليسوا هؤلاء ، ولكنهم هؤلاء الذين يعملون على زيادة الضغط نحو تحقيق أهداف ثورتنا ، وهم من سيقودون ثورتنا الجديدة إن فشلنا إلى الوصول بثورتنا الأولى إلى خط النهاية !.


إن كل ما يحدث الآن هو مجرد محاولة لشق الصف ، وأيا كان من يعمل على تأجيجها، فمجرد الإلتفات إلى تلك المحاولات أو الإستجابة إليها هي خطأ الجميع ، مهما حسنت النوايا أو صدقت الأعمال ، فليس أمامنا الآن سوى الأتجاه بكل أبصارنا وأفئدتنا وجميع حواسنا نحو هدفنا الأسمى ، وهو بناء ورفعة هذا الوطن ، وإقرار دولة القانون والعدل فيه أيا كان القائم على تحقيق هذا الهدف الوطني ، عسكريا كان أو إخوانيا أو ثوريا ، وهذه ليست دعوة لبقاء حكم العسكر كما أنها ليست دعوة لبقاء حكم الإخوان أو بقاء حكم الثوار (كما سيظن البعض !!) ، ولكنها دعوة لمساعدة كل من سيعمل علي تطبيق القانون على نفسه أولا قبل الآخرين ، والذي بالتبعية سيضع كل منا في مكانه الذي يجيده ويستحقه.

الخلاصة ، فليصل كل منا صلاة العصر في أي وقت وفي أي مكان شاء ، و ليضرب من يريد الإضراب ، وليعمل من يريد العمل ، وليجتمع من يريد في الميدان ، و ليحترم الجميع شرعية البرلمان ، ما دام ميقاتنا جميعا في موضع واحد - مهما أختلفت وسائلنا - ، ما دام ميقاتنا في بني قريظة !! .

تحياتي

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق