وما
زلنا نطرح الأسئلة !!
وسؤالنا
الليلة :
هل
سنصلي عصرنا في بني قريظة في أي وقت كان
؟!
أم
سنصلي في مكاننا إذا ما عصرنا قد حان ؟!
والسؤال
الأهم :
ما
لنا قد انشغلنا وعصرنا ؟!
و
القصد في الأصل هو بنو قريظة ؟!
هكذا
لم يتحير صحابة رسول الله عندما أمرهم
قائلا "لا
يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة"
،
حينها لم ينشغلوا كثير بالسؤال الأول ،
لأنهم في الحقيقة قد فهموا القضية ، وأنها
ليست قضية صلاة وأوقاتها بقدر ما هي قضية
الإسراع في الذهاب إلى بني قريظة وبدون
إبطاء ، ولذا ترك كل منهم الآخر لينفذ
مهمته بالطريقة التي يريد ، فهذا أسرع
بالخطى إلى بني قريظة وقرر أن لا يصلى
العصر إلا هناك ، وهذا قرر أن يصلى العصر
في وقته دون تأخير ، لم يلم أحدهم الآخر
، ولم يخون أحدهم الآخر ، ولم يفتش أحدهم
في صدر الآخر ، ليس لأنهم لم يشكوا في
نوايا بعضهم البعض ، ولكن لأنهم اكتشفوا
أنهم إن فعلوا أيا من هذه الأفعال ، ستكون
نتيجتها شيئا واحدا فقط ، ستكون نتيجتها
التأخير عن الوصول إلى بني قريظة !!.
ليتنا ندرك ما أدركه صحابة رسول الله ، وليتنا نفهم أن الإنتماء إلى مقاصدنا هي أهم من التحيز إلى أساليبنا و طرقنا المختلفة ، وليتنا ندرك أن خلافنا على الطرق هي في الحقيقة انعدام للهدف الواحد ، فنحن إن جمعنا هدف واحد أو نية واحدة ، لن نختلف يوما على طرق تحقيقها ، لأننا وببساطة سنجد في هذا الخلاف هو المعوق الأول لتحقيق هذا الهدف ! .
ليتنا
ندرك أن أي صدام نفعله أو نفتعله مع أي
طرف حتى وإن كنا نتشكك في نواياه ، لن تكون
نتيجته إلا تعطيلا لخطواتنا المسرعة نحو
أهدافنا الرئيسية ، و أنه ليس من الحكمة
على الإطلاق تكرار الوقوع في فخ الإنجرار
وراء معارك وهمية ليس المقصود منها سوى
التذرع بالفوضى لأجل إيقاف المسيرة نحو
ما نأمل الوصول إليه ، وإني لأعجب ممن
يتشككون في المجلس العسكري و يطالبونه
بتسليم السلطة و هم من كانوا يطالبون
بإطالة الفترة الإنتقالية تحت قيادته ،
بل ويهيئون له الآن جميع الظروف من فوضى
وقلة استقرار توجد له الذرائع الكافية
للبقاء في الحكم !!
،
و وأتعجب أيضا من آخرون يتشككون في الإخوان
ويتشككون في نواياهم في تحويل بلادنا
إلى دولة دينية لا يريدونها ، وفي نفس
الوقت يطالبونه بتسلم السلطة !!
، ويزيد عجبي ممن يتشككون في شباب ثار من
أجل هذا الوطن فأصيب منه الكثير و مات
منه الكثير ، فيلوثونهم و
يظهرونهم بأنهم هؤلاء الواقفون على أبواب
الوزراء أو المجلس العسكري يطالبون بمقابل
ما قدموه من تضحيات ، أو أنهم هؤلاء الذين
يملئون الفضائيات يصرخون بضياع حقوق الشهداء ، أتعجب وأؤكد ، أن ثوار مصر ليسوا
هؤلاء ، ولكنهم هؤلاء الذين يعملون على
زيادة الضغط نحو تحقيق أهداف ثورتنا ،
وهم من سيقودون ثورتنا الجديدة إن فشلنا
إلى الوصول بثورتنا الأولى إلى خط النهاية
!.
إن
كل ما يحدث الآن هو مجرد محاولة لشق الصف
، وأيا كان من يعمل على تأجيجها، فمجرد
الإلتفات إلى تلك المحاولات أو الإستجابة
إليها هي خطأ الجميع ، مهما حسنت النوايا
أو صدقت الأعمال ، فليس أمامنا الآن سوى
الأتجاه بكل أبصارنا وأفئدتنا وجميع
حواسنا نحو هدفنا الأسمى ، وهو بناء ورفعة
هذا الوطن ، وإقرار دولة القانون والعدل
فيه أيا كان القائم على تحقيق هذا الهدف
الوطني ، عسكريا كان أو إخوانيا أو ثوريا
، وهذه ليست دعوة لبقاء حكم العسكر كما
أنها ليست دعوة لبقاء حكم الإخوان أو بقاء
حكم الثوار (كما
سيظن البعض !!)
،
ولكنها دعوة لمساعدة كل من سيعمل علي
تطبيق القانون على نفسه أولا قبل الآخرين
، والذي بالتبعية سيضع كل منا في مكانه
الذي يجيده ويستحقه.
الخلاصة
، فليصل كل منا صلاة العصر في أي وقت وفي
أي مكان شاء ، و ليضرب من يريد الإضراب ،
وليعمل من يريد العمل ، وليجتمع من يريد
في الميدان ، و ليحترم الجميع شرعية
البرلمان ، ما دام ميقاتنا جميعا في موضع
واحد - مهما أختلفت وسائلنا - ، ما دام
ميقاتنا في بني قريظة !!
.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق