السبت، 18 فبراير 2012

الرئيس التوافقي !!


في الإنتخابات التشريعية ، لم يفز أي مرشح إخواني - أيا كانت قوته وشعبيته - أمام مرشح غير إخواني له قدر من الشهرة و العلاقة الوطيدة مع الناس. حدث هذا في مناطق عديدة ذات طبائع اجتماعية متفاوتة ، من مصر الجديدة الإرستقراطية إلى امبابة بمناطقها العشوائية ، الشاهد هو أن الإخوان بكل ما لديهم من شعبية و أرضية في الشارع المصري لم يستطيعوا أن يفرضوا مرشحهم الذين يدعموه أمام من يريده الناس وأحبوه.

هكذا أرد على كل من يثير أمامي ما يسمونه الآن معضلة الرئيس التوافقي ، وهي في الحقيقة إحدى الإصطلاحات التي وجدناها تخرج من بين ألسنتها دون أن نعرف مصدرها ، فبعد أن تطاول بعض النخبة على الشعب المصري بطريقة غير مباشرة حين اتهموه بعدم قدرته على اختيار من يمثلوه ، وحاولوا كثيرا وبكافة الطرق اخراجه من المعادلة ، ها هم الآن يحاولون إخراجه من المعادلة مرة أخرى ، بل ويهينوه أيضا بظنهم أن بمقدور أي فصيل أن يفرض رئيسا عليهم ، يسمونه توافقيا ولا أدري ما هو مقياس تلك التوافقية التي يدعون ؟! .


من المؤكد أن الإخوان المسلمين والمجلس العسكري بصفقتهم الوهمية التي يتهمهم بها الجميع غير قادرين على حشد أكثر من نصف المصريين وراء رئيسهم التوافقي ، ولن يستطيعوا ذلك إلا بتنويمهم مغناطيسا كي يقنعونهم بذلك ، والمؤكد أيضا ، أن مهمة اختيار الرئيس لن تكون مهمة الإخوان ولا المجلس العسكري ولا السلفيين ولا الليبراليين ، مهمة اختيار الرئيس ستكون رهنا بإرادة الشعب المصري ، والذي لم يعد يخضع لقيادة أو قبضة أمنية أو مكتبا للإرشاد ، أما الأكثر تأكيدا - والذي استنبطه مما حدث في الإنتخابات التشريعية - أن أي مرشح يحظى بثقة الشارع المصري ، ويتسم بالخبرة والكفاءة سيفوز على أي مرشح إخواني حتي وإن صلحت سيرته.

الرئيس التوافقي هو مجرد فزاعة جديدة ، مثلها مثل وثيقة السلمي و الخروج الآمن و غيرهما مما يحاول به البعض من أعداء الوطن هز ثقة االمصريين في جدوى أصواتهم ، و الإيحاء بأن كل ما يحدث هو تمثيلية لإنتاج نظاما كنظام مبارك ، و تكوين حزبا دكتاتوريا كالحزب الوطني ، متناسيين أن نظاما كنظام مبارك أو حزبا كالحزب الوطني ما كان له أن ينتج إلا في غياب أصوات الناخبين و فقدانهم للثقة في نظام انتخابي كان يعتمد التزوير منهجا أساسيا له .

لا وجود لرئيس توافقي يختاره فصيل سياسي دون غيره ، فليس هناك فصيل سياسي يلتف حوله المصريون جميعهم ، وهؤلاء هم الذين يحتاجهم أي مرشح - قد نطلق عليه اصطلاحا توافقي - للفوز بالرئاسة ، وأما من يتخيل وجود الصفقات أيا كان أطرافها لفرض رئيس على المصريين ، يمكنهم وبسهولة إجهاض هذه الصفقات بإبرام غيرها في المقابل ولكن مع من يملك القدرة والحق في اختيار هذا الرئيس ، مع الشعب المصري ! .

تحياتي

ش.ز 

0 التعليقات:

إرسال تعليق