في
الإنتخابات التشريعية ، لم يفز أي مرشح
إخواني -
أيا
كانت قوته وشعبيته -
أمام
مرشح غير إخواني له قدر من الشهرة و العلاقة
الوطيدة مع الناس.
حدث
هذا في مناطق عديدة ذات طبائع اجتماعية
متفاوتة ، من مصر الجديدة الإرستقراطية
إلى امبابة بمناطقها العشوائية ، الشاهد
هو أن الإخوان بكل ما لديهم من شعبية و
أرضية في الشارع المصري لم يستطيعوا أن
يفرضوا مرشحهم الذين يدعموه أمام من يريده
الناس وأحبوه.
هكذا
أرد على كل من يثير أمامي ما يسمونه الآن
معضلة الرئيس التوافقي ، وهي في الحقيقة
إحدى الإصطلاحات التي وجدناها تخرج من
بين ألسنتها دون أن نعرف مصدرها ، فبعد
أن تطاول بعض النخبة على الشعب المصري
بطريقة غير مباشرة حين اتهموه بعدم قدرته
على اختيار من يمثلوه ، وحاولوا كثيرا
وبكافة الطرق اخراجه من المعادلة ، ها هم
الآن يحاولون إخراجه من المعادلة مرة
أخرى ، بل ويهينوه أيضا بظنهم أن بمقدور
أي فصيل أن يفرض رئيسا عليهم ، يسمونه
توافقيا ولا أدري ما هو مقياس تلك التوافقية
التي يدعون ؟!
.
من المؤكد أن الإخوان المسلمين والمجلس العسكري بصفقتهم الوهمية التي يتهمهم بها الجميع غير قادرين على حشد أكثر من نصف المصريين وراء رئيسهم التوافقي ، ولن يستطيعوا ذلك إلا بتنويمهم مغناطيسا كي يقنعونهم بذلك ، والمؤكد أيضا ، أن مهمة اختيار الرئيس لن تكون مهمة الإخوان ولا المجلس العسكري ولا السلفيين ولا الليبراليين ، مهمة اختيار الرئيس ستكون رهنا بإرادة الشعب المصري ، والذي لم يعد يخضع لقيادة أو قبضة أمنية أو مكتبا للإرشاد ، أما الأكثر تأكيدا - والذي استنبطه مما حدث في الإنتخابات التشريعية - أن أي مرشح يحظى بثقة الشارع المصري ، ويتسم بالخبرة والكفاءة سيفوز على أي مرشح إخواني حتي وإن صلحت سيرته.
الرئيس
التوافقي هو مجرد فزاعة جديدة ، مثلها
مثل وثيقة السلمي و الخروج الآمن و غيرهما
مما يحاول به البعض من أعداء الوطن هز ثقة
االمصريين في جدوى أصواتهم ، و الإيحاء
بأن كل ما يحدث هو تمثيلية لإنتاج نظاما
كنظام مبارك ، و تكوين حزبا دكتاتوريا
كالحزب الوطني ، متناسيين أن نظاما كنظام
مبارك أو حزبا كالحزب الوطني ما كان له
أن ينتج إلا في غياب أصوات الناخبين و
فقدانهم للثقة في نظام انتخابي كان يعتمد
التزوير منهجا أساسيا له .
لا
وجود لرئيس توافقي يختاره فصيل سياسي دون
غيره ، فليس هناك فصيل سياسي يلتف حوله
المصريون جميعهم ، وهؤلاء هم الذين يحتاجهم
أي مرشح -
قد
نطلق عليه اصطلاحا توافقي -
للفوز
بالرئاسة ، وأما من يتخيل وجود الصفقات
أيا كان أطرافها لفرض رئيس على المصريين
، يمكنهم وبسهولة إجهاض هذه الصفقات
بإبرام غيرها في المقابل ولكن مع من يملك
القدرة والحق في اختيار هذا الرئيس ، مع
الشعب المصري !
.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق