الثلاثاء، 24 أبريل 2012

دار الإفتاء السياسية !! ...


بحثت عمن يفتيني في أمر المفتي فلم أجد !!..


ما الذي فعله المفتي ؟؟ ..

زار القدس ؟! ..

حدث قلبك قليلا قبل أن أكمل كلامي ، أتحسده ؟!..

دعك من قلبك الآن ، فلنستشر أحدا ! ..

لن نذهب إلى دار الإفتاء المصرية بالطبع حيث أنه الآن يرأسها !! ..

ملاذنا إذن هو دار الإفتاء السياسية ، قنوات التلفاز ، برامج التوك شو ، الجرائد (الحرة)، الكل ينتقد المفتي ، الكل يطالب بإقالته ، الكل يلومه ، البعض يراه جزء من مؤامرة المجلس العسكري لإلهاء الناس ، والبعض يجده جزء من المؤامرة اليهودية لتهويد القدس !!، البعض تذكر -بعد أكثر من عام أو يزيد- أنه من فلول نظام المخلوع وأنه شخصيا -المخلوع- من نصبه !!

السؤال الذي تبادر بذهني ، أليس هو مفتينا ، فمن يتبع الآخر ، أهو من يتبعنا أم نحن من نتبعه !! ، وإن كان هو من يتبعنا ، فما حاجتنا إلى مفتي ليفتينا !!!.

صرخوا بوجهي : "لقد خرج عن الإجماع الوطني" ، فسألت : أي اجماع تقصدون ؟! ، فلتجتمعوا على ما تحبون ، من قبل أن تجتمعوا علي ما تكرهون ، وهل أعاد لنا إجماعنا الوطني شبرا من الأرض أم جعلكم على شاشات التلفاز تتفاخرون وعلى القدس تتباكون ؟!

وما دخل الإجماع الوطني في عزل منصب مفتى الديار المصرية ، ما دخل المسألة السياسية في منصب ديني جل مقوماته العلم الديني وليس الموقف السياسي ، في رأيي ليس لأحد حق مسآءلة المفتى سوي مؤسسته التي ينتمي إليها وهي الأزهر ، فهي الأدرى بعلمه والأقدر على مناقشته علما بعلم ، فلم يملؤون القنوات بهؤلاء يتحدثون عنه ؟!

قديما قالوا "من قال لا أعلم فقد أفتى" !! ، فاكتساب العلم ليس هو الضمان لإجادة الفتوى ، وإنما القدرة علي كسر الغرور و الكبر والاعتراف بالجهل في مسألة قد يسألك إياها الناس ؟ كم من السياسيين والصحفيين والإعلاميين يستطيعون الفتوى في ضوء هذه القاعدة ؟!!

قد أختلف معه كثيرا ، وقد ألومه كثيرا ، ولكنني لا أدعي علمه ، ولا أجد في ما فعله إلا شأنه ، وأظنه كان يدرك أبعاده ، ولكن تسآئل في ما بينك وبين نفسك ، إن خيرت بين منصبك وبين زيارة مسري رسول الله ، فماذا ستختار ؟! .

خرجت من دار الإفتاء السياسية بمجرد الأسئلة ، فلا مجال للأجوبة هناك ، أخطأ الرجل أو لم يخطأ ؟! ، لم يجبني أحد برأي علمي واحد ، كلها أراء قومية تعود إلى خمسون عاما مضت ، متشبثين بها كأصنام يعبدونها ، لتنجيهم من أصنام أخرى يكرهونها ، تسآءلت حينها : ِلم لم يوقف التطبيع مع إسرائيل تقدم تركيا ، أو أشعرنا لحظة بالحط من كرامتها !! ، و كيف لم تؤثر علمانيتهم من تدين شعبهم بل إنها زاددت من بعثة حجيجهم ؟! .

لحظة ، ألهذا علاقة بما فعله رسول الله حين هدم أصنام الكعبة فقط قرب نهاية دعوته ؟!

في النهاية ، ركنت إلى ملاذي الآخير ، ودار إفتائي الفطرية، ذهبت إلي قلبي سريعا لأستفتيه !!.

"استفت قلبك ولو أفتوك"

ولو أفتوك !!

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

تحياتي

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق