السبت، 21 أبريل 2012

في اختيار الرئيس : خائفون و ميكافيليون


نحن خائفون !!

ممن خائفون ؟؟ ، لا ندري !! ، ولكنها بذرة الخوف التي يحاول البعض زراعتها في قلوبنا منذ أول ليلة من هذه الثورة ، خوفٌ استطعنا أن نبدده في البداية بوقوفنا كتف بكتف في الميادين وأمام البيوت لنحرسها ، حتى فطن من يحاولون زراعته أن قلوبنا ما عادت خصبة لتلك الزراعة فقرر حينها أن يزرعها في عقولنا !!.

من الشعور بالخوف إلى التفكير فيه ، ومن الخوف من الآخر إلى الخوف من أنفسنا ، تحولنا بفعل هذه الأفكار إلى متآمرين يشك بعضنا في نوايا الآخر ، و يحادث كل منا الآخر من خلف حصن أيدولوجيته المزعومة ، والتي رأى في تنفيذها الضمانة الوحيدة لبقائه ، فمن يخالفه أو يقف حائلا أمام تنفيد بند واحد منها كان من الخائنين له ومن ألد أعدائه !!!.

النتيجة ، شعب عانى ولسنين من الظلم و الفقر والديكتاتورية ، يخاف من العدل ومن الغنى و من الديمقراطية !!! ، شعب يخاف ممارسة الاختيار ، خوفا من النتائج ، شعب يظنها آخر انتخابات سيدخلها ، وليست أول انتخابات سيصحح في المستقبل من أخطاء اختياراته فيها ، شعب يختار فرعونا، يسمع له ويطيع ، فبات مدققا وقلقا بل وخائفا من اختياره !! ، وليس شعبا يختار موظفا يقوم على خدمته ، يحاسبه إن أخطأ ، ويشكره إن أصاب ، ويرحل عنه عند نهاية مدة خدمته ، لا عند انتهاء عمره !!!.

النتيجة أننا لا نختار الأفضل ، بل نختار من يمنع عنا ما نخاف ، نختار من يلملم أعداءنا ويمنعهم عنا ، ظنا منا بأنه ملاك مرسل لن يطالب بالمقابل ، أو ثعبان حنون لن يضرب سمه إلا في شرايين من نكره ، وسيتركنا نحن لنصل إلى السلطة بمفردنا ، غافلين أن سم الثعبان لا يفرق بين شخص وآخر ، وأنه ما أن دخل بيننا ، فإنه سيقضي علينا جميعا !!.


خائفون ، ومرتعشة أيادينا ، يوهمنا البعض ألا مجال لتصحيح أخطآئنا، فتجمدت أقدامنا خوفا من الوقوع ، معذورن ربما ، فلا زلنا كالمبتدئ في قيادة سيارته والذي يبحث عن أول اصطدام له كي يعرف أن هذه الصدمة لن تميته ولكنها ستزيد من قوته وشجاعته في اتخاذ أي قرار ، معذورون ، وكيف لا ونحن حولنا كل هؤلاء الميكافيليون الذين يرون من مصلحة الوطن وسيلة وليست غاية ، وسيلة لتحقيق أهدافهم هم ، فإن لم تفعل ، فلتذهب مصلحة الوطن إلى الجحيم ، وليذهب أبناء الوطن إلى الجحيم أيضا ، إن لم يروا في مصلحتهم في أهدافه السامية !!.

ميكافيليون ، يستخدمون القانون لإقرار الظلم ، والكذب لإعلاء الدين ، والديمقراطية للوصول إلى استبدادهم الذي يريدون !!، يقلبون الحقائق ، يضعون الأقنعة ، فلا نري منهم سوى الكلمات ، يدّعون الطهر ، فنسألهم الدليل ، فتأخذهم العزة بالإثم ، ويسألوننا نحن دليل الفساد ، وكأنه من سيحاسبنا عن ظلمنا له إن وصل للحكم ، وليس نحن من سنحاسبه !!!.

ميكافيليون يهابهم الخائفون ، ولكنهم في الحقيقة لا يستحقون الخوف ، فخوفنا منهم هو احدى وسائلهم ، أما وسيلتنا لاسقاط اقنعتهم هو مجرد التجرء عليهم ، وعدم تقديسهم ، فمن يعلو صوته في المطالبة بمحاسبة الجميع ، عليه أن يحاسب نفسه أولا , ومن يتهم الآخرين بالتآمر عليه ، من حقنا -ونحن الشعب الآولى بالسؤال- أن نتهمه بالتآمر علينا ، فلا العاطفة ولا شدة التأييد ستعمينا عن محاسبة أحدهم إن أخطأ أو حامت حوله الشبهات ، فكيف سيدافع عنا من لا يستطع الدفاع عن نفسه ، ويسألنا كل ليلة أن ندافع عنه ؟!.

لن نخاف ، وستجتمع أفكارنا يوما لنبدد الخوف من عقولنا ، كما بددناه من قبل عن قلوبنا ، أما هؤلاء المنتفعون ، فيكفي أن يلمحوا جرأة الحق في عيوننا كي يعدوا أمامنا يجرون أذيال باطلهم الذي يلبسون.

تحياتي

يتبع
مشروع النهضة .. فكر جديد .. من أجلك أنت !!!

ش.ز


0 التعليقات:

إرسال تعليق