نحن
خائفون !!
ممن
خائفون ؟؟ ، لا ندري !!
، ولكنها
بذرة الخوف التي يحاول البعض زراعتها في
قلوبنا منذ أول ليلة من هذه الثورة ، خوفٌ
استطعنا أن نبدده في البداية بوقوفنا كتف
بكتف في الميادين وأمام البيوت لنحرسها
، حتى فطن من يحاولون زراعته أن قلوبنا
ما عادت خصبة لتلك الزراعة فقرر حينها أن
يزرعها في عقولنا !!.
من
الشعور بالخوف إلى التفكير فيه ، ومن
الخوف من الآخر إلى الخوف من أنفسنا ،
تحولنا بفعل هذه الأفكار إلى متآمرين يشك
بعضنا في نوايا الآخر ، و يحادث كل منا
الآخر من خلف حصن أيدولوجيته المزعومة ،
والتي رأى في تنفيذها الضمانة الوحيدة
لبقائه ، فمن يخالفه أو يقف حائلا أمام
تنفيد بند واحد منها كان من الخائنين له
ومن ألد أعدائه !!!.
النتيجة
، شعب عانى ولسنين من الظلم و الفقر
والديكتاتورية ، يخاف من العدل ومن الغنى
و من الديمقراطية !!!
، شعب
يخاف ممارسة الاختيار ، خوفا من النتائج
، شعب يظنها آخر انتخابات سيدخلها ، وليست
أول انتخابات سيصحح في المستقبل من أخطاء
اختياراته فيها ، شعب يختار فرعونا، يسمع
له ويطيع ، فبات مدققا وقلقا بل وخائفا
من اختياره !!
، وليس
شعبا يختار موظفا يقوم على خدمته ، يحاسبه
إن أخطأ ، ويشكره إن أصاب ، ويرحل عنه عند
نهاية مدة خدمته ، لا عند انتهاء عمره
!!!.
النتيجة
أننا لا نختار الأفضل ، بل نختار من يمنع
عنا ما نخاف ، نختار من يلملم أعداءنا
ويمنعهم عنا ، ظنا منا بأنه ملاك مرسل لن
يطالب بالمقابل ، أو ثعبان حنون لن يضرب
سمه إلا في شرايين من نكره ، وسيتركنا نحن
لنصل إلى السلطة بمفردنا ، غافلين أن سم
الثعبان لا يفرق بين شخص وآخر ، وأنه ما
أن دخل بيننا ، فإنه سيقضي علينا جميعا
!!.
خائفون
، ومرتعشة أيادينا ، يوهمنا البعض ألا
مجال لتصحيح أخطآئنا، فتجمدت أقدامنا
خوفا من الوقوع ، معذورن ربما ، فلا زلنا
كالمبتدئ في قيادة سيارته والذي يبحث عن
أول اصطدام له كي يعرف أن هذه الصدمة لن
تميته ولكنها ستزيد من قوته وشجاعته في
اتخاذ أي قرار ، معذورون ، وكيف لا ونحن
حولنا كل هؤلاء الميكافيليون الذين يرون
من مصلحة الوطن وسيلة وليست غاية ، وسيلة
لتحقيق أهدافهم هم ، فإن لم تفعل ، فلتذهب
مصلحة الوطن إلى الجحيم ، وليذهب أبناء
الوطن إلى الجحيم أيضا ، إن لم يروا في
مصلحتهم في أهدافه السامية !!.
ميكافيليون
، يستخدمون القانون لإقرار الظلم ، والكذب
لإعلاء الدين ، والديمقراطية للوصول إلى
استبدادهم الذي يريدون !!،
يقلبون الحقائق ، يضعون الأقنعة ، فلا
نري منهم سوى الكلمات ، يدّعون الطهر ،
فنسألهم الدليل ، فتأخذهم العزة بالإثم
، ويسألوننا نحن دليل الفساد ، وكأنه من
سيحاسبنا عن ظلمنا له إن وصل للحكم ، وليس
نحن من سنحاسبه !!!.
ميكافيليون
يهابهم الخائفون ، ولكنهم في الحقيقة لا
يستحقون الخوف ، فخوفنا منهم هو احدى
وسائلهم ، أما وسيلتنا لاسقاط اقنعتهم
هو مجرد التجرء عليهم ، وعدم تقديسهم ،
فمن يعلو صوته في المطالبة بمحاسبة الجميع
، عليه أن يحاسب نفسه أولا ,
ومن
يتهم الآخرين بالتآمر عليه ، من حقنا
-ونحن
الشعب الآولى بالسؤال-
أن نتهمه
بالتآمر علينا ، فلا العاطفة ولا شدة
التأييد ستعمينا عن محاسبة أحدهم إن أخطأ
أو حامت حوله الشبهات ، فكيف سيدافع عنا
من لا يستطع الدفاع عن نفسه ، ويسألنا كل
ليلة أن ندافع عنه ؟!.
لن
نخاف ، وستجتمع أفكارنا يوما لنبدد الخوف
من عقولنا ، كما بددناه من قبل عن قلوبنا
، أما هؤلاء المنتفعون ، فيكفي أن يلمحوا
جرأة الحق في عيوننا كي يعدوا أمامنا
يجرون أذيال باطلهم الذي يلبسون.
تحياتي
يتبع
مشروع النهضة .. فكر جديد .. من أجلك أنت !!!
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق