قلت
لمديري في العمل يوما وهو يشكو من تذمر
موظفيه وعدم رضاهم عن مشروعهم الذي يعملون فيه :
لا
يوجد أبدا فريق سئ ، هناك دائما قادة سيئون
!!
there
is no bad teams.. there is always bad leaders
حاولت
حينها أن ألمح له أن القادة ومن يتحملون
المسئولية هم من عليهم تحسين آداء من
يعملون تحت قيادتهم ، ولذا فمحاولة التلميح
أو الشكوي من تذمر الموظفين لا محل لها
من الإعراب ، لأنها في النهاية ستصب في
نتيجة واحدة ، أنه قد فشل في إدارة سوء
آداء هذا الفريق ، وأنه غير مؤهل لقيادته
!!.
في
الواقع كان مديري من أفضل المديرين الذين
عملت معهم ، بل أن مشروعه يكاد يصبح الأفضل
علي الإطلاق ، لكن مديري لم يعي حقيقة
أدركتها وأنا أعمل تحت قيادته الأفضل في
ذات المشروع الرائع ، أننا حقيقة كموظفين
لم نكن في حاجة لمشروع رائع !!.
ربما
كنا في حاجة إلى أكثر من إدارة جيدة كإدارته
، أو خبرة فذة كخبرته ، كنا في حاجة لمن
يفهمنا ويفهم ما نريد ، كنا نريد من يستطيع
أن يشحذ هممنا ، أن يتعامل وبمهارة مع
إمكانياتنا ليصل بنا إلي ما نريد ، قبل أن يصل
هو إلي ما يريد ، نريد ما يعاملنا كبشر
لهم نفوس مختلفة الطباع والأمزجة ، ليس
كآلالات يملئها بالوقود لتخرج إنتاجا
دون حتى التفكر في نوعية هذا الوقود
المستخدم !!
لن
تختلف كثيرا مشاريع النهضة التي يطلقها
جميع مرشحي الرئاسة عن بعضها ، بل ربما
قد لا تختلف عن مشاريع الحزب الوطني التي
كان يطلقها مع حملاته الإنتخابية ، فما
كان ينقص تلك المشاريع هي الإرادة السياسية
لتحقيق هده المشاريع ، تلك الإرادة والتي
هي من وجهة نظري الأقدر على تحويل أي مشروع تنموي إلى حقيقة نعيشها ، لا وعود توصل
صاحبها إلى المنصب ليشكو حينها من شعبه
الذي لا يملك إمكانيات تنفيذها أو من
الظروف السياسية التي واجهته ومنعته من
تحقيقها !!.
لن
تنجح تلك المشاريع بوجود جماعة أو حزب
ورائها -مهما
بلغ أخلاصهم وكفائتهم -
إن
لم يتفهمها و يتفهمهم المصريون ، لن تنجح
تلك المشاريع بضلوع الخبراء والعلماء في
صناعتها ، إن لم تُزرع هذه الخبرة والعلم
في أرض خصبة وجاهزة لإنبات ثمراتها ، لن
تنجح هذه المشاريع بعقود المليارات
يربطها أي مرشح للرئاسة بمشروعه دون غيره
، ولا بعلاقات يعايرنا بها مرشح آخر بأنها
جاهزة له خصيصا عند فوزه !!.
لن
تنجح هذه المشروعات إلا بمشاركة إدارتها
مع الشعب نفسه ، بترجمة مدخلاتها لإمكانيات
الشعب المصري ومزاجه العام و ما يمكن أن
يحفز طاقاته الكبرى ، وترجمة مخرجاته إلى
فوائد تلمس مباشرة احتياجات ورغبات كل
أفراد هذا الشعب بكل فصائله و أهدافه !!.
أخبرني
مديري -وصديقي
أيضا-
أن
إرضاء الجميع غاية لا تدرك ، فرددت عليه
قائلا :
عليك
المحاولة والإجتهاد وليس عليك إدراك النجاح ، وإياك وإلقاء اللوم عليهم ، فهي مهمتك ما دمت تديرهم
، فإن لم تستطع أن تأخذ أفضل ما في أسوءهم
وتستخدمه في خدمة مشروعك ، فالنقص فيك ،
وليس فيه !!
فيما
عدا ذلك ، سنري الكثير والكثير من مشاريع
"النهضة"
المتكررة
، والتي سيبدأ العاجزون عن تنفيذها في
تجميلها لينسجوا منها "فكرا
جديدا"
مع
دوراتهم الإنتخابية القادمة ، ملقين
اللوم علي الظروف السياسية ، و عجز الشعب
الجاهل (بما عانوه من عقبات) والمغيب إعلاميا ، ليبدأوا فيما
بعد في خطة جديدة لمساعدة هذا الشعب للخروج
من كبوته وليقنعوه أن هذا كله "من
أجلك أنت"
!!.
لكل
هؤلاء أقول ، لن ينهض بهذه البلد أي حزب
أو جماعة أو رئيس ، فجميعهم أقل من ذلك ،
وإنما سينهض هذا الحزب أو الجماعة أو
الرئيس بمساعدة هذه البلد وشعبها له ،
فمن أراد لأفكاره ومشاريعه أن تعيش ،
فليبحث لها عن مكان وسط عقول أفراد هذا
الشعب ، ومن أراد لأفكاره ومشاريعه أن
تموت ، فليكتفي فقط بكتابتها في أوراقه
وعقول أفراد حزبه وجماعته علها تنفذها له يوما في بلد آخر !!.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق