ربما
كان شعر ذقنه الخفيف هو سبب هذا الخلاف
!!.
فعدم
إكمال د.أبو
الفتوح إطلاق لحيته جعل بعضا من السلفيون
والمنتمون للتيار الإسلامي -بل
وممن ينتمون إلى مدرسته ذاتها-
يتشككون
في دينه و أمره !!.
وللعجب
فخفة تلك الذقن هي ذاتها ما جعلت بعضا من
الليبراليين يرون اهتزازا في شفافية ذقن
الرجل ، أقصد أفكاره !!،
وفخا إسلاميا مخبئا لهم، وجعلوا يطالبونه
ضمنيا إما أن يحلقها ليصبح للحريات رمزا
!!
،
أو أن يطلقها ليصبح للحريات قهرا !!.
ألمح
هنا سطحية فكر هؤلاء ، سطحية لم تستطع
تحمل أو هضم قرارا كقرار دعم حزب النور
-وهو
الذي يمثل بعضا من السلفيين-
لد.عبد
المنعم أبو الفتوح ، لم تستطع فهم أي تطور
قد يطرأ على تفكير فصيل ما في وسط عقولهم
التي جبلت على التجمد ، لم تستطع فهم فكرة
توحّد جميع تلك الأفكار المتضاربة علي
السطح السياسي في عمل واحد مشترك ، بالرغم
من أنهم هم من كانوا يدعون إليه ، بل
وشاركوا في منذ أقل من عامين في عمل يشبهه
كثيرا أدمنوا التغني و الدفاع عنه خلال
تلك الفترة ، عمل أدعوا أنهم من صناع خلطته
السحرية ، عمل أسموه على ألسنتهم ثورة
!!.
كنت
أتمني هذا الدعم السلفي وانضمامهم للفاتحون
، كنت أري فيه إحياء لحلم الثورة من جديد
، بأيد مصريين من جميع الأطياف ، مصريون
لا فضل لفصيل لهم على الآخر ، مصريون
يؤمنون بالإختلاف لا الخلاف ، مصريون لا
يمكنك ضربهم بضرب أي فصيل منهم ، مصريون
لا يمكنك التفريق بينهم بتلك السطحية ،
تلك التي لن تدرك تحضر السلفيين ولا تدين
الليبراليين وبالطبع لن تتفهم تلك اللحية
التي تنبت وبكثافة على ذقن اليساري !!.
سطحية
لا خوف منها على الإطلاق ، لأنها تشبه
سطحية النظام السابق ، والذي جعل يضرب
يمينا ويسارا ، فلا يصيب إلا هواءً ، سطحية
ستُهزم لأنها لم تدرك أننا فهمنا تركيبة
الإنتصار من الميدان ، وهي الأصطفاف في
صف واحد ، بهدف واحد ، لنتتصر جميعا ضد
أعدائنا ، سطحية لم تري في المصلين في
الميدان إلا أنهم شيوخا سيجهزون عليهم
وقت سجودهم ، ولم تدرك بإن آخر صفوف الصلاة
كانت لأقباط يحمون صلاة هؤلاء الشيوخ!!
كنت
ولا زلت أرى في هذا الدعم اكتمالا لحلم
يريده كل المصريين ، وأدرك تماما أن هناك
من سيحاول جاهدا أن يجعل كلا من أطراف هذا
الحلم (السلفيون
والفاتحون)
إلى
حصان طروادة التي سيسقط به الطرف الآخر
!!.
هناك
من سيوسوس في أذن الفاتحون بأن السلفيون
هم حصان طروادة الذي سيجذب الفاتحون إليهم
ليسقطوا فكرة أبو الفتوح الوسطية والتوافقية
من الداخل ، وهناك من سيوسوس في الأذن
الأخرى للسلفيون أن أبو الفتوح والفاتحون
هم الفخ المنصوب لهم ليتنازلوا عن أفكارهم
واعتقادتهم تمهيدا لتفكيك جماعتهم و دفن
رؤيتهم بلا رجعة !!.
قد
يقلقك -كما
أقلقني-
هذا
الطرح ، ولكن ما أسعدني ، هو أن فشل هذا
الطرح هو ما ينتج حلم الثورة الحقيقي ،
فأي توافق بين أطراف بينها خطوط إختلاف
واضحة هو توافق معرض للإنفجار في أي وقت
، وهنا يكمن الإختبار الحقيقي لرغبة
وإرادة هذه الأطراف في إكتمال هذا التوافق
، والذي سيضيف إكتماله إلى كل منهم قوة
يحتاجها لتحقيق فكرته ، بالإضافة إلى
تطوير فكره و سبقه في تعلم ثقافة الإختلاف
مع الآخر و التي تنقص الكثير من الأطراف
السياسية الحالية !!.
يمكن
للفاتحون ألا يخدعهم حصان طروادة السلفي
بمجرد عدم الإنجرار وراء هذا الدعم السلفي
، والإعتماد عليه بطريقة منفردة ، مما
يعرضهم للسقوط إذا ما ابتعد عنهم ، ويمكن
للسلفيون أن لا يقعوا فريسة للفخ الفتوحي
الذي يهدد رؤيتهم بمجرد التمسك بها
والتأكيد على دعمهم للفكرة لا للشخص ،
الشخص الذي يمكنهم الإختلاف عنه دون
الخلاف معه ، بهدف تحقيق المشتركات التي
تصب في مصلحته ومصلحتهم ومصلحة الوطن
معا.
هكذا
يمكن للطرفين الحفاظ على تماسك هذا التوافق
، هذا الذي سيعمل علي تقوية من سيعمل فيه
إن إكتمل ، وسيضعف جميع المشاركين فيه إن
رأى أحدهم السلطة علي الآخر أو أنه صاحب
الفضل الأكبر في تحقيقه .
ولتكن
قوتنا في الحق قوتين !.
معا
سنصنع مصر القوية !
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق