يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
الإنفطار ٦
العتاب
للإنسان والسؤال موجه له ، "ما
غرك بربك الكريم ؟!”
، هل هو
شيطانه أم عقله أم جهله أم القوة التي شعر
بها أنه امتلك الدنيا التي جعله الله
خليفة عليها ؟!
، أم
كبره وجحوده بيوم الدين و بفضل ربه عليه
؟!.
ما
الذي منحه الله إياه ليغتر به عليه ؟!
، مهما
حاول الإجابة فسيعلم في النهاية أن ليس
غروره إلا عن قدرة رآها في نفسه و منحه
الله إياها ، فهل تكون أول سهام هذا الغرور
موجهة لمن منحه هذه القدرة ، فيا له من
جهول أحمق !!
يقول
سيد قطب في ظلال القرآن :
"ثم
يعقبه ذلك العتاب الجميل الجليل :
(ما
غرك بربك الكريم ؟)
يا
أيها الإنسان الذي تكرم عليك ربك ,
راعيك
ومربيك ,
بإنسانيتك
الكريمة الواعية الرفيعة .
. يا
أيها الإنسان ما الذي غرك بربك ,
فجعلك
تقصر في حقه ,
وتتهاون
في أمره ,
ويسوء
أدبك في جانبه ؟ وهو ربك الكريم ,
الذي
أغدق عليك من كرمه وفضله وبره ;
ومن هذا
الإغداق إنسانيتك التي تميزك عن سائر
خلقه , والتي
تميز بها وتعقل وتدرك ما ينبغي وما لا
ينبغي في جانبه ؟"
سيقف
الإنسان دوما عاجزا عن تبرير غروره وأخطاءه
، غروره الذي سييبقيه عاجزا عن الإجابة
، أو حتى ملاحظة عطف الله ورحمته حين وضع
الإجابة في السوؤال حين قال "ربك
الكريم"
، فما
غر الإنسان بربه سوى كرمه ، ولو آمن الإنسان
وأقر بكرم ربه لما اغتر بنفسه ولدانت نفسه
أمام عزيز الكون الذي لا يقهر.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق