الخميس، 9 أغسطس 2012

رمضات ٢١ : ما غرك بربك الكريم ؟!


يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
الإنفطار ٦


العتاب للإنسان والسؤال موجه له ، "ما غرك بربك الكريم ؟!” ، هل هو شيطانه أم عقله أم جهله أم القوة التي شعر بها أنه امتلك الدنيا التي جعله الله خليفة عليها ؟! ، أم كبره وجحوده بيوم الدين و بفضل ربه عليه ؟!.

ما الذي منحه الله إياه ليغتر به عليه ؟! ، مهما حاول الإجابة فسيعلم في النهاية أن ليس غروره إلا عن قدرة رآها في نفسه و منحه الله إياها ، فهل تكون أول سهام هذا الغرور موجهة لمن منحه هذه القدرة ، فيا له من جهول أحمق !!

يقول سيد قطب في ظلال القرآن :
"ثم يعقبه ذلك العتاب الجميل الجليل : (ما غرك بربك الكريم ؟)
يا أيها الإنسان الذي تكرم عليك ربك , راعيك ومربيك , بإنسانيتك الكريمة الواعية الرفيعة . . يا أيها الإنسان ما الذي غرك بربك , فجعلك تقصر في حقه , وتتهاون في أمره , ويسوء أدبك في جانبه ؟ وهو ربك الكريم , الذي أغدق عليك من كرمه وفضله وبره ; ومن هذا الإغداق إنسانيتك التي تميزك عن سائر خلقه , والتي تميز بها وتعقل وتدرك ما ينبغي وما لا ينبغي في جانبه ؟"

سيقف الإنسان دوما عاجزا عن تبرير غروره وأخطاءه ، غروره الذي سييبقيه عاجزا عن الإجابة ، أو حتى ملاحظة عطف الله ورحمته حين وضع الإجابة في السوؤال حين قال "ربك الكريم" ، فما غر الإنسان بربه سوى كرمه ، ولو آمن الإنسان وأقر بكرم ربه لما اغتر بنفسه ولدانت نفسه أمام عزيز الكون الذي لا يقهر.

تحياتي
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق