إلى من أصارعُ في أشواقها نفسي ..
سلام
الله أرسله إليك ، كارها أن أكون الراسل
ومتمنيا لو كنت الرسول الذي يسلّمه في يديك
!
أكتب
إليك مدركا أن رسالتي قد لا تصل إلى فؤادك
، فؤادك الذي كان مرسى رسائلي كلها وعنوانها
الذي تصل إليه ، حتى أضعتُه مني ، ولربما
غيرتِ أنت عنوانه عني ، وما عاد لي الآن
سوى أن أقذفها في البحر وبين أمواجه علّها
قد تصل إلى شطآنك يوما .
أكتب
إليك وقد تجاوزت في نفسي الكثير من الخجل
، و الكثير من الألم ، لكنني لم أستطع يوما
أن أتخطى جدران الندم ، ولا زلت أسأل نفسي
كيف لمشتاقٍ مثلي أن يقطع وصاله بيده ، كيف
له أن يوقف نهره ويمنعه من الوصول إلى
المصب ، كيف له أن يصبح سدا بين أشواقه
ومن يشتاق إليهم ، كيف لم يدرك بأن أشواقه
إن احتبست لديه لكان غرقه هو المصير ، كيف
كان غبيا واحمقا ..
وكيف
كان إلى هذا الحد خائفا !!
…
بطئ
أنا كعادتي ، تعرفيني ، لكني أردت أن أخبرك
اليوم عن صفة اكتشفتها بنفسي من بعدك ،
أني انسان يملؤني الكثير من الكبر ، نعم
الكبر ، كبرٌ هو سبب كل ما فعلته ، وكل ما
جرى ، كبرٌ أن أعلن عن خوفي ، كبرٌ أن أعلن
عن حمقي ، كبرٌ أن أعلن أني أحب !!
. كبرٌ لم تملكيه أنت يوما بنقاء نفسك الذي عرفت
، كبرٌ جعل مني نفسا تبدو قوية لكنها يملؤها
بعض الهشاشة ، بينما كنت أنت بدونه نفسا
تبدو سهلة الكسر لكنها تحمل الكثير من
الصلابة.
وهل
الكبر سيدتي سوي مشنقة للحب ، وهل الكبر
سوى مقبرة ندفن فيها أشواقنا ومشاعرنا
من أجل كبرياء زائف لدينا ، هل الكبر سوي
قاتلٌ إن عاش بداخلنا فقد أمات كل ما فينا
وأغلى ما بها ، قلوبنا وعقولنا ؟!
دعيني
إذن أخبرك :
أنا لا
زلت أشتاق إليك !!
نعم
، أنا لا زلت أشتاق إليك ، أقولها لك وأنا
للكفر بالحب أقرب من الإيمان به ، أقولها
كاسرا أصنام كبري وعنادي ، مُضعفا كل أركان
نفسي وجسدي في محاولة جادة لتغيرها ، في
محاولة لزرع أثرك الخالد بداخلي ، حتى
إن فقدتُك ، فلا أضيّع ما خلفتِه وراءك من
تراب حر ، وبذور زهر ، سأعمل دائما على
إحيائها.
أقولها
، إني مشتاق إليك ، ولن أزيد ، فما بت قادرا
صدقيني على التعبير بالكلمات ، فالشوق
عندي هو الشوق لا أكثر ، وليتك تُفهميني
ما الذي يعنيه غير الشوق ، أهو احتياج أم
إدمان أم اعتياد أم حب ؟!
، أفهميني
، أرشديني نحو الطريق إن كنت تبصريه ، ثم
أرحلي ، قولي لي ، فإني أصدقك ، والله يوما
لم أكذّبك ، حين أخبرتني بأني مقصر معك ،
صدقتك، ولمت نفسي كثيرا وحاولت أكثر ،
حين أخبرتني بأني لا أشتاق إليك كما تفعلين
، صدقتك ، ولمت نفسي كثيرا وحاولت أكثر ،
و عندما أخبرتني بشعورك أنك لست الأولى
لدي ، صدقتك ، ولمت نفسي كثيرا و حاولت
أكثر ، حتي عندما أخبرتني بأني لا أحبك
وإني لا أريد أكمال الطريق معك صدقتك ولم
أكذّبك ، وتمنيت لو كان لي من سبيل حينها
أن أحاول أكثر !!.
إني
أصدقك ، فقد كنت دوما أنت مرآتي التي أثق
بها ، وليتني كنت أنا مرآتك لأريك مني ما
يكافئ حبك لي ، وليتها محاولاتي قد أثمرت
نفعا ، فأنت في الحقيقة من حاولت أكثر ،
وأنا من بخوفي وكبري وعجزي قد خذلتك !!.
ليتك
تدركين اهتزاز قلمي ، فاعذريني عن الأطالة
وعن كل شئ بمقدار شوقي ، وتأكدي ، بأني
لم أكتب كتابي هذا لأحزنك ، وإنما كتبته
مشتاقا ، وهذا في شرع نفسي الجديدة ..
يكفي …
سأبعث
إليك بالمزيد … إلى عنوان قلبك الذي لا
أدري ...
لا
أسألك الرد بقدر ما أسألك الدعاء ...
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق