السبت، 29 يونيو 2013

رسالة شوقي الشديد إليها !! ..


إلى من أصارعُ في أشواقها نفسي ..

سلام الله أرسله إليك ، كارها أن أكون الراسل ومتمنيا لو كنت الرسول الذي يسلّمه في يديك !

أكتب إليك مدركا أن رسالتي قد لا تصل إلى فؤادك ، فؤادك الذي كان مرسى رسائلي كلها وعنوانها الذي تصل إليه ، حتى أضعتُه مني ، ولربما غيرتِ أنت عنوانه عني ، وما عاد لي الآن سوى أن أقذفها في البحر وبين أمواجه علّها قد تصل إلى شطآنك يوما .

أكتب إليك وقد تجاوزت في نفسي الكثير من الخجل ، و الكثير من الألم ، لكنني لم أستطع يوما أن أتخطى جدران الندم ، ولا زلت أسأل نفسي كيف لمشتاقٍ مثلي أن يقطع وصاله بيده ، كيف له أن يوقف نهره ويمنعه من الوصول إلى المصب ، كيف له أن يصبح سدا بين أشواقه ومن يشتاق إليهم ، كيف لم يدرك بأن أشواقه إن احتبست لديه لكان غرقه هو المصير ، كيف كان غبيا واحمقا .. وكيف كان إلى هذا الحد خائفا !! …

بطئ أنا كعادتي ، تعرفيني ، لكني أردت أن أخبرك اليوم عن صفة اكتشفتها بنفسي من بعدك ، أني انسان يملؤني الكثير من الكبر ، نعم الكبر ، كبرٌ هو سبب كل ما فعلته ، وكل ما جرى ، كبرٌ أن أعلن عن خوفي ، كبرٌ أن أعلن عن حمقي ، كبرٌ أن أعلن أني أحب !! . كبرٌ لم تملكيه أنت يوما بنقاء نفسك الذي عرفت ، كبرٌ جعل مني نفسا تبدو قوية لكنها يملؤها بعض الهشاشة ، بينما كنت أنت بدونه نفسا تبدو سهلة الكسر لكنها تحمل الكثير من الصلابة.

وهل الكبر سيدتي سوي مشنقة للحب ، وهل الكبر سوى مقبرة ندفن فيها أشواقنا ومشاعرنا من أجل كبرياء زائف لدينا ، هل الكبر سوي قاتلٌ إن عاش بداخلنا فقد أمات كل ما فينا وأغلى ما بها ، قلوبنا وعقولنا ؟!

دعيني إذن أخبرك : أنا لا زلت أشتاق إليك !!

نعم ، أنا لا زلت أشتاق إليك ، أقولها لك وأنا للكفر بالحب أقرب من الإيمان به ، أقولها كاسرا أصنام كبري وعنادي ، مُضعفا كل أركان نفسي وجسدي في محاولة جادة لتغيرها ، في محاولة لزرع أثرك الخالد بداخلي ، حتى إن فقدتُك ، فلا أضيّع ما خلفتِه وراءك من تراب حر ، وبذور زهر ، سأعمل دائما على إحيائها.

أقولها ، إني مشتاق إليك ، ولن أزيد ، فما بت قادرا صدقيني على التعبير بالكلمات ، فالشوق عندي هو الشوق لا أكثر ، وليتك تُفهميني ما الذي يعنيه غير الشوق ، أهو احتياج أم إدمان أم اعتياد أم حب ؟! ، أفهميني ، أرشديني نحو الطريق إن كنت تبصريه ، ثم أرحلي ، قولي لي ، فإني أصدقك ، والله يوما لم أكذّبك ، حين أخبرتني بأني مقصر معك ، صدقتك، ولمت نفسي كثيرا وحاولت أكثر ، حين أخبرتني بأني لا أشتاق إليك كما تفعلين ، صدقتك ، ولمت نفسي كثيرا وحاولت أكثر ، و عندما أخبرتني بشعورك أنك لست الأولى لدي ، صدقتك ، ولمت نفسي كثيرا و حاولت أكثر ، حتي عندما أخبرتني بأني لا أحبك وإني لا أريد أكمال الطريق معك صدقتك ولم أكذّبك ، وتمنيت لو كان لي من سبيل حينها أن أحاول أكثر !!.

إني أصدقك ، فقد كنت دوما أنت مرآتي التي أثق بها ، وليتني كنت أنا مرآتك لأريك مني ما يكافئ حبك لي ، وليتها محاولاتي قد أثمرت نفعا ، فأنت في الحقيقة من حاولت أكثر ، وأنا من بخوفي وكبري وعجزي قد خذلتك !!.

ليتك تدركين اهتزاز قلمي ، فاعذريني عن الأطالة وعن كل شئ بمقدار شوقي ، وتأكدي ، بأني لم أكتب كتابي هذا لأحزنك ، وإنما كتبته مشتاقا ، وهذا في شرع نفسي الجديدة .. يكفي …

سأبعث إليك بالمزيد … إلى عنوان قلبك الذي لا أدري ...

لا أسألك الرد بقدر ما أسألك الدعاء ...

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق