وكأنني أتكلم لغة غير لغة البشر !!
مع
الساعات الفجرية الأولى ، يصبح قلبي هادئا
، ونفسي الملتاعة التي لم تهدئ عن الشكوى
، تسكن جواري باحثة عن المأوى ، لا شئ
يشغلني في هذه الساعة غير الصلاة ، البشر
نائمون ، والملائكة تملأ السماء ، والشياطين
منشغلة بالنفث في آذان النائمين ألا
يستيقظوا ، وأنا الذي أفلتت منهم أتشوق
للسجود ، أتشوق لأدعو ربي بأي شئ ، أدعو
لأهلي ، أدعو لمن أحبني ، أدعو لمن كرهني
، أدعو لنفسي ، وأدعو لها ، وأتمنى أن لا
تعلو جبهتي حتى تأتيني الإستجابة ، أتمنى
أن تصبح كل ساعاتي فجرية لا شئ فيها غير
ربي وصلاتي له و الدعاء ، حيث فيها وفقط
أفهم كلمات نفسي ، وأعلم يقينا أن لي ربا
خلقني و يفهمني !!
قديما
، والقدم عندي ليس بالزمن البعيد ، سلّمت
زمام سفينتي لمن يقودها ، لعقلي تارة حتى
اشتقت انفلات مشاعري ، ولقلبي تارة حتى
زادت عليّ مواجعي ، والآن صرت سفينة تائهة
في بحر ٍهائجٍ يريد قراري إلى أين المسير
؟! ،
الضوضاء من حولي تزيد ، الكل يصرخ يستهجن
سلبيتي ، وأنا صامت أبحث عن أثر لصوت صفير
أذني اليسري الذي خفت ، وددت لو علا عن أي
صوت يحيط بي ، ذاك الذي طالما شكوت منه
مشتتا لتركيزي ، الآن وددت لو جلست في
رحابه برهة مستجديا بعضا من التركيز !!
،
أغمض عيني ، أتجول في خيالاتي وأحلامي ،
أفتحها بعد حين لأوقن أن لا علاقة بينها
وبين واقعي ، وأن علي أن استفيق من يقظتي
الزائفة !!
أسوأ
ما قد يواجه المرء أن لا يجد ما يؤمن به ،
وأن تملك نفسه الكبر عن البحث عنه ، فيصبح
إلهه هواه ، ما بين صنم للحزن يسكنه ، وبين
صنم للفرح يرجوه ، أسوأ ما قد يواجه المرء
هو نفسه التي قررت أن تقعده لينتظر ، غافلا
أن ليس في هذه الحياة سوي ما يُسعى إليه
، وأن الموت فقط هو ما يُنتظر !!
في
النهاية ، وفي عتمة الليل وعندما تستقر
النفوس والأوجاع ، تبدأ في التوقف عن
المبالغة في كل شئ ، ترفع رأسك للسماء
لتبحث عن نجم ثابت لتهتدي به ، توقف أذنك
عن العمل حتي بعد أن أوقفت لسانك ، تبتعد
عمن يحاول أن يخفض رأسك أو يحولها إلى جهة
أخري كي يستمر ضلالك ، في النهاية
تستبين الحقيقة ، أنك و إن كنت حزينا فأنت
لا تبحث عن سعادة تريدها ، وإنما تبحث عن
سلام تحتاجه ذاتك ، السلام والطمأنينة
فقط هما جهة الوصول ، ولا غير !!.
أكرر
كلماتي التي لا زال لا يفهمها الآخرون :
أنا
لا تنقصني القوة ولا تنقصني الشجاعة ولا
تنقصني الإرادة ، وإنما تنقصني الهداية
…
أنا
تنقصني الهداية !!
هداك
يا رب الأرض والسموات ..
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق