الأحد، 26 يناير 2014

في النهاية ... أكتب النهاية ...


أنا الآن أستعجل النهاية ...
ليس من شوقي إليها ...
وإنما من ملل الرواية ...
التكرار ...
ورتابة الأفكار ...
والحيرة الكبرى ...
في الاختيار ...
واللغز الأكبر ...
من الأخيار؟ ...
ومن الأشرار؟ ...
كيف اعرفهم ؟...
أو أفرق بينهم ؟ ...
دون أن تخدعني أشكالهم ...
دون أن أعرف النوايا ...
ما كان أخرجني من قصصي الصغيرة ...
تلك التي أجيدها ...
لأكتب تلك الرواية ...
أسقطتُ إيقاعها ...
وخلطتُ أحداثها ...
ولذا استعجلتُ النهاية ...
ووقعتُ أوراق تنازلي ...
عن البقايا ...
بقايا أيامي ...
بقايا أحلامي ...
وبقايا الإرهاق الذي دب في أوصالي ...
وبقايا الخيال الذي ترك الدنيا ...
ولم يصيب سوايا ...
ما عاد يهمني كم سأبيع منها ...
وكم قد تعجب قرائي ...
فتلك آخر كتاباتي ...
وآخر نهاياتي ...
وآخر ما اقترفَته أقلامي ...
بعد أن حرضَتها على الكتابة يدايا ...
منذ البداية ...
وأنا أستعجل النهاية ...
وها أنا أكتبها .. في النهاية ...

****************

محاكمة ...
كما توقعت تماما ...
كل النهايات ...
يوضع الميزان في خلفيتها ...
لا وجود في المشهد لأي مرايا ...
وبالطبع ...
لا مجال لاكتشاف الخبايا ...
أرفع صوتي للدفاع عن نفسي ...
ضد نفسي ...
لا وجود في القاعة عدايا ...
في النهاية ...
نهاية مشهد النهاية ...
أحاول أن أقنع القاضي ...
-الذي لا وجود له- ..
بما أردته منذ البداية ...
حاولت أن أقنعه بحسن النوايا ...
لكنه لم يسمعني ...
بل و طردني ...
فأعلنت صارخا ...
وغاضبا ...
أنها آخر ما سأرفع من قضايا ...
نعم ... آخر ما سأرفع من قضايا ...
يشدني العسكر -الذي لا وجود لهم-
إلى الخارج قصرا ...
أردد صرخاتي ...
أحاول أن أحارب طواحين هوائي ...
فإذ بي قد طحنت ...
كالدقيق .. بين الرحايا ...
بين الرحايا ...

**********

ليس إلا ...
وهكذا انتهت الحكاية ...
وأخيرا قد انتهيتُ من الرواية ...
ومن قصصي الصغيرة ...
فلن أكتب المزيد منها بعد الآن ...
كفاني ما أصابني منها ...
وكفاها ما قد أصابته من ضحايا ...
من ضحايا ...

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق