
حتى وإن مات الملك ...
على رقعةِ الشطرنج ...
يمكننا أن نُكمل اللعبة ...
ولكن بطريقةٍ أخرى ...
يمكننا أن ننصّب الوزير علينا ...
ليحكمنا ...
بعد أن كان يحرسنا ...
ولتتولى الأفيلةُ الوزارة ...
ولتعاونها في شؤونها الأحصنة ...
ما الذي بالحق ينقصنا ...
العسكرُ هم من يقاتلون عادة ...
والملك ما كان إلا رمزا ...
وعلامة ...
فلنكمل الآن اللعبة هكذا ...
بهدوء وسلامة ...
***********
لم يذكر لي أحدا ...
أن الفيلَ - على رقعة الشطرنج - ...
لا يمكن أن يرى أمامه ...
وأنه يحتاج لكثيرٍ من العسكرِ كي يكمل مهمته الوزارية ...
في حمايةِ الملك ...
حتى الأحصنةُ غاضبةٌ هي الأخرى ...
تقفز بين العسكرِ في جنون ...
وتخبرني ...
أنها لم تعتد الجلوس في المقاعد الخلفية ....
وأنها تريد الكثير من الحوافز من أجل ذلك ...
لتحافظ على ولائها للملك ...
والملك ...
وزيرنا السابقُ كما تعرفون ...
بات متفرجا ...
يصرخ في وزرائه دائما ...
"أتريدونني أن أساعدكم في مهامكم ؟!"
"كم كنت أفعل في الأيام الخالية ؟!!" ...
*********************
التضحية ...
كانت من نصيبِ العسكرِ كما تتوقعون ....
والحجةُ ...
كما أخبروهم بها ...
"من أجل تراب الأرض التي نمتلك ...
وأيضا من أجل الملك ...
هو رمزنا ...
كيف سنكمل اللعبة بدون رمزنا ؟! " ...
في ذاته قالها أحد العسكر ساخرا ...
"كما أكملناها أول مرة " ...
ورفض التضحية من أجل ملك ...
وهاجر بسلاحه الذي يمتلك ...
إلى حيث لا يدري ...
حيث سيصبح هو لحياته ...
الملك ...
*********************
ومات الوزير - الملك سابقا إن كنتم متابعون - ...
وتصارع الأخرون كي يكملوا اللعبة ...
كما كانوا يفعلون ...
الأفيلة أصرّت ...
على أنها الأقدرعلى تولى الأمور ...
والأحصنة ادعت ...
أن هذا مخالفٌ للدستور ...
أما الطابية ... فقد حصّنت نفسها ...
وأستعدت لتعلن استقلالها ...
والعسكر كالعادة حائرون ...
لأجل من يقاتلون ؟! ...
أو لأجل من يلعبون ؟! ...
وما عاد في الرقعة لهم ...
سوى حركتين ويرحلون ...
أو يُقتلون ...
*******************
المهاجر بات على أعتاب مملكة أخرى ...
وبات يملك ما لا يملكون ...
وصار ملكا حقيقيا ...
ولكن دون ما يتنازعون ...
حاول أن يعود لهم ...
ليساعدهم ...
فتجاهلوه ...
وبالخيانة عايروه ...
إلا العسكر وحدهم ...
حاولوا أن يساعدوه ...
بالتشجيع فقط حاولوا أن يساعدوه ...
فهذا ما كانوا يملكوه !! ...
وبمنتهى الضعف خاطبوه ...
"لا يمكن أن نكمل بدون الملك
حمايته هي دورنا ...
وبدونه اللعبة ترتبك " ...
بقوة أجابهم ...
"كفاكم حماقة وتصديقا لما يدعوه ...
اللعبة بأيديكم ... فلا تسألوه ...
اللعبة تنتهي حين يموت العسكر ...
الذي يحموه ...
حين يموت العسكر الذي يحموه" ...
*******************
هكذا هزمته ...
حينما لاعبته ...
هاجمت عسكره أولا ...
وحينها ...
مات الملك رعبا ...
قبل أن يقتلوه ...
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق