الاثنين، 11 أبريل 2011

فلنخش من الله ...


ولأن من أهم إنجازات ثورتنا العظيمة هو كسر حاجر الخوف ، ولأننا بدأنا وبكل قوة في إجتياز هذا الحاجر المكسور ، فلم نعد نخاف من شرطة ولا من جيش ، وأصبحنا إن لم نكن بلطجية ، أقرب إلى الهمجية ، والرغبة في أخذ الحقوق باليد ، قررت أن أدعو الناس إلى الخوف من الله ، وإلتزام الدقة عند نقل الأخبار ، و التفكر كثيرا كثيرا في تأثير هذا الخبر في المجتمع ، على إفتراض صحته ، قبل التفكير الأكثر في تأثيره إن كان زائفا .

شعور الضيق هو ما قابلته دعوتي ، والدعوة المضادة أن أنصح نفسي وأن أمنع نفسي من نقل هذه الأخبار إن كنت خائفا من الله ، ورغم أني لم أستثني نفسي من هذه الدعوة الأولى ، إلا أنني أخذت طلبهم على محمل الجد ، وجلست أفكر كثيرا وكثير قبل نقل أي مشاهد أو صور تؤكد وجهة نظري وتدحض وجهة نظرهم ، لم أكن أريد أن أدخل في تراشق للإتهامات أو أن أميل إلى جهة لا أعلم حقيقة صدق موقفها ، راجعت تفكيري وقررت أن أكرر الدعوة لنفسي وألا أفعل ذات خطئهم و أنقل أخبارا لا أثق فيها حتى وإن إن كانت تنكر أشياء يحاول البعض إثارتها.

العنف الذي رأيناه في بعض المشاهد التي تروي قصة ما حدث في الميدان فجر السبت الماضي ، عنف ربما يكون مبررا أو لا يكون ، ولكنه من المؤكد أنه شيء غير مرغوب فيه ، كالحروب تماما ، يمكن ألا تكون مرغوبة فيها ، ولكنها قد تكون مبررة و ضرورية في الآن نفسه. ولكن ضرب الجنود كرد فعل على ضربهم للمعتصمين و محاولةً للدفاع عن جنود جبناء لم يتحملوا مسئولية ما قرروا فعله بالتظاهر ضد مؤسسة يعملون فيها ويعلمون قوانينها العسكرية الصارمة ، هو ليس بلطجة كما أخبرت صديقي المنفعل حين سألني ، وإنما هو قمة الهمجية ، و دعوة إليها وإلى قانون غابٍ كلٌ يقتل فيه من يريد بدعوى إعتدائه عليه وعلى أصدقائه أو أقربائه ، ودعوة إلى إلغاء القانون ، فليس هناك من حاجة إلى من نحتكم إليه إذا قدرت سواعدنا على البطش بكل من أخطأ في حقوقنا ، وليكن القانون إذن للعجزة وغير القادرين ، الذين لا يملكون القوة على فعل ذلك.

وشتان شتان ، بين ضابط جيش شجاع كأحمد شومان ، إنضم إلى المتظاهرين في عز حاجتهم إليه ، وتحمل مسئولية ما فعل ، وخضع وعن إرادة منه إلى قوانين مؤسسته التي ينتمي إليها ، مضحيا بمستقبله وبحياته مقابل رفعة هذا الوطن ، وبين ضابط جيش جبان يستغل الثورة لمصالحه الشخصية ، يحتمي وراء المتظاهرين ويطلب منهم أن يدافعوا عنه بدلا من أن يدافع عنهم.
شتان بين شخص قابل مصيره بشجاعة وسلم نفسه ولم يطلب من أحد أن يتحمل مسئوليته ، وبين شخص يدعى البطولة وهو عاجز عن مواجهة نتائج ما فعل .

فلنخش من الله إذن ، فلم يعد إلينا غيره لنخشاه ، ولنحكّم عقولنا ، ، ولا تأخذنا العزة بالإثم ، فكلنا سنحاسب على آرائنا وذلات ألسنتنا ، فلنفكر قبل أن نفعل أي شيء ، وإن فعلنا ، فلنستعد إذن لمواجهة توابع هذا الفعل بكل شجاعة ولا نكن جبناء ونحتمى وراء جهلنا أو الفوضى التي انتشرت حولنا ، فانتشار الفوضى ليس مبررا أبدا للاشتراك فيها .

0 التعليقات:

إرسال تعليق