الأربعاء، 13 أبريل 2011

الرحمة بمن ظلمنا


أخذني تعليق قرأته لأحد أفراد هذا الشعب عندما علم ببداية التحقيق مع الرئيس السابق ، حين قال أنه يتمنى موت هذا الرئيس حتى يحاسبه الله ولا نحاسبه نحن .

فكرت كثيرا في كلمة الرجل ، فكرت أنه ربما لو طرحها على أحد الثوار لأتهمه بأنه من أتباع النظام القديم ، ولكن في الحقيقة فإن جزء مما يتمناه هذا الرجل ، لا علاقة له بالرئيس السابق ، بل له علاقة بنا ، وبما سنبني عليه سنواتنا القادمة ، فهل ستصبح مصر مستقبلا هي دولة العدالة المرتبطة بالقوة والنفوذ ، ليُنصف فيها المظلوم فقط حين يسقط الظالم ، وينصف فيها الظالم حين تكسر شوكة المظلوم ، أم ستصبح مصر دولة العدالة الأخلاقية المرتبطة بالضمير ، فينصف فيها الظالم و المظلوم معا ، نعم أقصد ما كتبت ، ينصف فيها الظالم و المظلوم معا ، الظالم بالعدل في محاكمته دون بغي وبهتان ، والمظلوم بأخد حقوقه كاملة دون زيادة ولا نقصان.

ما أراده الرجل هو الخوف من شنآننا ، أن يحملنا على عدم العدل في محاكمة من ظلمنا ، كما يحملنا الحب أحيانا على عدم العدل في محاكمة أقربائنا، هذا الخوف من الوقوع في الظلم هو ما دفع الرجل إلى إحالة القضية برمتها إلى من لا يظلم عنده أحد ، إلى الله ، علّه يخرجنا من هذا البلاء ، فنحن الآن أمام إختبار عظيم ، نقف أمام ظالمنا ، نمتلأ غيظا ، على استعداد للفتك به ، أو لإلصاق كل الأخطاء التي رأيناها في حياتنا بعباءته ، وإما أن نفجر هذا الغيظ فيه ، وإما أن نكتمه فلا نصيبه إلا بما فعل ، ولا تصبح جريرة ظلمه هي النقطة السوداء التي ستبدأ بالتوسع في ردائنا فتعيدنا إلى ما كنا عليه من القهر.

هي فرصة عظيمة ، أن نطهر نفوسنا ، بأن نرحم من ظلمنا ، ليس بالتنازل عن حقوقنا ، وإنما بألا نذيقه الظلم الذي أذاقنا ، فهو لن يرى منا سوى العدل ، وغير ذلك فظلم لا نريده ، كي لا يسقط نظامنا يوما كما سقط نظامه الظالم أمامنا .

الرحمة في هذه اللحظة هي القوة ، القوة التي سنثبتها لأنفسنا قبل الآخرين ، وأننا سنبني دولة عدل لا يشوبها قطرة ظلم حتى مع من ظلمها .


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق