إياك أن ينتابك اليأس أو يصيبك الإحباط أو خيبة الأمل مما تسمع أو تقرأ أو تشاهد هذه الأيام ، إياك أن تلتفت إلى محاولات البعض أن يأكدوا لك أن شيئا لم يتغير ، وأن الثورة كأن لم تكن ، و أنه لا زال هناك من يعبث وراء الستار ، وأن عمرو موسى مرشح الرئاسة فائز لا محالة لاتصالته و علاقاته بالنظام السابق !!! ، وأن صفوت الشريف لا زال محميا ومحصنا ضد القانون ما دمنا لا نستطيع تصويره بالبدلة البيضاء وأن هناك من يمنعوا الكاميرات عنه !!! ، لا تصدق من يحاول – و باسم الدين - ، أن يفرق بين المصريين ، أن يحاول أن يبدو بطلا دينيا يحمي كنيسته أو مسجده ، فبيوت الله لم تجعل إلا لذكر الله وليس للتظاهر أو الإقتتال ، لا ترع إنتباها لمن يقول لك أن الثورة لن تأتي بآثرها إلا لأبناءنا (وكأن هذا ليس مهما) ، فإن لم تفعل الثورة إلا ذلك فأظننا قد فعلنا الكثير.
لا تبتأس من وجود هؤلاء ، فهؤلاء من ثرنا على نتاج أفكارهم ، هؤلاء من صنعوا الفراعين ، هؤلاء من صنعوا الخوف في أنفسهم وأنفسنا ثلاثين عاما أو يزيد ، هؤلاء من كسبوا من صناعة الدواء والأسبرين ، ليس لعلاج مجتمعنا ، ولكن لتسكين الألم الذي كانوا يصنعونه لنا ، فكيف تخبرهم الآن أن لا ألم سيصبح في هذا المجتمع ، كيف ستخبرهم أننا ما عدنا بحاجة إلى أدويتهم ، فماذا ستكون صناعتهم إذن ، أتظنهم سيبدؤون معنا بالبناء ، أبدأ ، فهم كالطبيب الفاسد ، سيعطيك الدواء الفاسد ، لتمرض مجددا وتعود إليه وإلى آراءه ، فانتبه !!! .
دعك من ترهات الدولة المدنية والليبرالية والعلمانية والدينية والأيدلوجيات التي قد لا تفهمها تلك ، كلها ألفاظ لا تفيد في غياب العدل والحرية و الكرامة الإنسانية و العدالة الإجتماعية والعلم ، نعم العلم ، فكر أن تنسب بلادنا لعلم لا لسياسة ، فكر أن نصبح مثل اليابان التكنولوجية ، أو ألمانيا الصناعية ، أو إيران النووية ، فكر أن نصبح مصر الشمسية ، أن نصبح من أكبر الدول التي تستخدم الطاقة الشمسية ، و ما الذي ينقصنا، لدينا شمس تسطع ، وعقول تفكر ، مالم يكن هناك من يحاول أن يملأ سماءنا بالسحب ، ليطفأ الشمس بدعوى أنها بحرارتها قد تؤثر على تلك العقول !!!
فتش عن دورك الحقيقي في هذه الثورة ، فلن نصبح كلنا شهداء ولن نصبح كلنا رؤساء ، وليست السياسة هي الطريق الوحيد لخدمة بلادنا ، فلا زلنا نريد علماء و أطباء و عمالا و فلاحين و تجارا و معلمين و طيارين و مبرمجين و مهندسين و آباء و أمهات يربون الأجيال القادمة ، فتش عن دورك في وسط هؤلاء ، ولا تحاول أن تضع نفسك في مكان تجهله ، فيستغلك الكثير لتجهيل الناس أكثر ، لا تتسابق على دور لتزيد أنت بفعله ، ولكن تسابق على دور يزيد هو بوجودك أنت فيه.
إهدأ ، ولا ترسو بمركبك على شواطئ الجدل وأكمل رحلتك نحو الهدف الأسمى ، وإن أربكتك كلمات من حولك ، فاختبرهم ، و اسألهم سؤالا واحدا ، ألا يفسدوا في الأرض ، فإن تفكروا في سؤالك ، وبحثوا فيما يفعلوه عن أخطاء جل من لا يرتكبها ، وردوا عليك بالإيجاب وأنهم لن يفسدوا فيها ، فهم المصلحون ، فصاحبهم ، وأما من تسرعوا في الأجابة عليك بكل ثقة وكل غرور بأنهم هم المصلحون ، فهؤلاء هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، فاجتنبهم.
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه.
آمين
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق