الأربعاء، 4 مايو 2011

هذا أعدموه في العيد .. وهذا دفنوه في البحر ..


ما أن أعلنوا أن الويلات المتحدة (كما يذكرها صديقي أحمد عبد الحميد في مقالته) قد دفنت أسامة بن لادن في البحر ، حتى تذكرت صدام !! ، تذكرت يوم أن استيقظنا لنصلي صلاة العيد لنستمع في نشرة أخبار الصباح أنه قد تم تنفيد حكم الأعدام في الرئيس العراقي السابق ، لم يكن أحدنا يهتم لحال صدام ، و لم يكن أحدنا ينكر جرائمه ، ولم يكن أحدنا يتعاطف معه أبدا ، حتى أثناء محاكمته المشكوك في عدالتها ، ولكننا في ذلك اليوم ، تعاطفنا معه كثيرا !! ، لا لشيء إلا لأننا شعرنا أن إعدام صدام كان صفعة موجهة لنا ، للتنكيد علينا ، ولإشعارنا بالمهانة لا أكثر .

لم أستغرب بعد هذا المسلسل الذي مر في رأسي ما يفعله الآن من يبكون بن لادن ، إن حاولت محاورة أحدهم سيعلو صوته ، ويخبرك أن هذا هو الرمز الذي وقف أمام قوى الإستعمار في ظل صمت حكام العرب المتخاذلين ، إن حاولت تذكيره بقتل الأبرياء ، وتشويه صورة الدين بأفعاله ، لن يجيبك ، ولكنه سيتنهد تنهيدة المتألم مخرجا في أخرها الجملة الشهيرة "يرحم الله الشهيد" !!! .


لا بأس ! ، عدت إلى التاريخ ، وبحثت في تاريخهما معا ، فالشهيدين (والعهدة في التسمية على من سماهما) متشابهين حتى في الشبهات التي تدور حولهما ، كلاهما يُشك في أمر تعاونهما يوما مع من قتلهما ، فالأول يقال أنه استعان في حربه على إيران بأسلحة و أموال الامريكان وبعد الحرب وحين طلب منه الثمن ، عاد محتميا في العروبة صارخا باسمها ، والآخر فعل المثل ولكن في جهاده ضد السوفيت في أفغانستان ، ولم يدفع الثمن هو الآخر ، وأسرع محتميا بالدين وصارخا أيضا باسمه ، هي شبهات ليس أكثر ، ولا يهمني تأكيدها ولا إنكارها ، ولكن ما يهمني هو الحقائق ، فصدام قتل من شعبه الالاف و بدم بارد ، و بن لادن قتل من الأبرياء الكثير أيضا ، وبدم أبرد ، وإن مددت الخط إلى آخره ، سواء خط الشبهات أو خط الحقائق ، فالنهاية واحدة ، من قتل يقتل ، ولو بعد حين ، ورحم الله الشهيدين !! .

دعك من هذا كله ، فعلمه عند الله ، وهما الآن أعلم منا بالحق الذي نبحث عنه ، أما هنا في دار الفناء ، تظل الويلات المتحدة وقراراتها المثيرة للحفيظة دائما هي البطل الأوحد ، فأمريكا التي لم ترضى أن يتذكر شعبها معنى الديمقراطية الحقيقة عندما رأى شعوب العرب تحرر ، ومن خافت أن تتحسن صورة العرب المشوهة والتي يفزعونهم بها في كل وقت وحين ، فقررت أن تذكرهم ببعض الماضي ( لعبة الأمن والفزاعة التي علموها لمبارك ، ولبقية الحكام العرب ) ،و قتل شيخ كبير و إلقاءه في البحر قادر على التذكير بالكثير !!

وهي رسالة لنا أيضا ، كرسالة صدام تلك ، ولكنها ليست وقتية ، بل مكانية ، هذا قتلوه في العيد ، وهذا دفنوه في البحر ، لم أعي بعد مضمون الرسالة ، أحقا كانوا يخشون أن يبنوا له مقاما ؟! ، وهل تخشى أمريكا من المقامات والموتى إلى هذا الحد ؟! ، فلم تركت صدام ليدفن في مسقط رأسه بتكريت ، أم أن الطابع الديني لبن لادن أخافهم ؟؟! لا أدري ...

(عويصة) هي أمريكا على الفهم ، وما فعلته في الشخصين إما أنه جهلٌ متعمد ، أو تعمدٌ جاهل ، لا احتمال ثالث يدور في رأسي ، ومن لديه آخر فليخبرني !!

لمحة أخيرة ،  أظن أن أمريكا كانت تود أن تفعل ذلك في مبارك أيضا ، لكنه كان دائما يدفع الثمن ،  وكم يؤلمها الآن بقاؤه حاملا أسرارا عنها ، وعن فسادها ، أسرارا أماتتها بموت صدام ، ودفنتها في البحر مع بن لادن.

تحياتي

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق