![]() |
لم أستغرب بعد هذا المسلسل الذي مر في رأسي ما يفعله الآن من يبكون بن لادن ، إن حاولت محاورة أحدهم سيعلو صوته ، ويخبرك أن هذا هو الرمز الذي وقف أمام قوى الإستعمار في ظل صمت حكام العرب المتخاذلين ، إن حاولت تذكيره بقتل الأبرياء ، وتشويه صورة الدين بأفعاله ، لن يجيبك ، ولكنه سيتنهد تنهيدة المتألم مخرجا في أخرها الجملة الشهيرة "يرحم الله الشهيد" !!! .
لا بأس ! ، عدت إلى التاريخ ، وبحثت في تاريخهما معا ، فالشهيدين (والعهدة في التسمية على من سماهما) متشابهين حتى في الشبهات التي تدور حولهما ، كلاهما يُشك في أمر تعاونهما يوما مع من قتلهما ، فالأول يقال أنه استعان في حربه على إيران بأسلحة و أموال الامريكان وبعد الحرب وحين طلب منه الثمن ، عاد محتميا في العروبة صارخا باسمها ، والآخر فعل المثل ولكن في جهاده ضد السوفيت في أفغانستان ، ولم يدفع الثمن هو الآخر ، وأسرع محتميا بالدين وصارخا أيضا باسمه ، هي شبهات ليس أكثر ، ولا يهمني تأكيدها ولا إنكارها ، ولكن ما يهمني هو الحقائق ، فصدام قتل من شعبه الالاف و بدم بارد ، و بن لادن قتل من الأبرياء الكثير أيضا ، وبدم أبرد ، وإن مددت الخط إلى آخره ، سواء خط الشبهات أو خط الحقائق ، فالنهاية واحدة ، من قتل يقتل ، ولو بعد حين ، ورحم الله الشهيدين !! .
دعك من هذا كله ، فعلمه عند الله ، وهما الآن أعلم منا بالحق الذي نبحث عنه ، أما هنا في دار الفناء ، تظل الويلات المتحدة وقراراتها المثيرة للحفيظة دائما هي البطل الأوحد ، فأمريكا التي لم ترضى أن يتذكر شعبها معنى الديمقراطية الحقيقة عندما رأى شعوب العرب تحرر ، ومن خافت أن تتحسن صورة العرب المشوهة والتي يفزعونهم بها في كل وقت وحين ، فقررت أن تذكرهم ببعض الماضي ( لعبة الأمن والفزاعة التي علموها لمبارك ، ولبقية الحكام العرب ) ،و قتل شيخ كبير و إلقاءه في البحر قادر على التذكير بالكثير !!
وهي رسالة لنا أيضا ، كرسالة صدام تلك ، ولكنها ليست وقتية ، بل مكانية ، هذا قتلوه في العيد ، وهذا دفنوه في البحر ، لم أعي بعد مضمون الرسالة ، أحقا كانوا يخشون أن يبنوا له مقاما ؟! ، وهل تخشى أمريكا من المقامات والموتى إلى هذا الحد ؟! ، فلم تركت صدام ليدفن في مسقط رأسه بتكريت ، أم أن الطابع الديني لبن لادن أخافهم ؟؟! لا أدري ...
(عويصة) هي أمريكا على الفهم ، وما فعلته في الشخصين إما أنه جهلٌ متعمد ، أو تعمدٌ جاهل ، لا احتمال ثالث يدور في رأسي ، ومن لديه آخر فليخبرني !!
لمحة أخيرة ، أظن أن أمريكا كانت تود أن تفعل ذلك في مبارك أيضا ، لكنه كان دائما يدفع الثمن ، وكم يؤلمها الآن بقاؤه حاملا أسرارا عنها ، وعن فسادها ، أسرارا أماتتها بموت صدام ، ودفنتها في البحر مع بن لادن.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق