الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

رمضات ٢٦ : وأثقالا مع أثقالهم ..


وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ
العنكبوت ١٣


أشاهد التلفاز أحيانا ، فأري بعضا ممن امتلكوا أبواقا لإعلام الناس ، فاتعجب من كذبهم وضلالهم ، أنظر إلى الشارع تارة أخري ، فأري من يسير بسياره عكس الإتجاه مكابرا ، فإن نصحته بالصواب أخذته العزة بالإثم وأصر على خطأه ، وأري من يتصارعون فيصرخون ويشتمون ويضربون وحولهم الناس يشاهدون ، فلا يزيدهم ذلك إلا غضبا وعنفا ، وكأنهم يتنافسون بقوة منحها الله لهم لينصروا الحق ، وليس ليضربوا بها أمثالهم !!!

أنظر إلى هؤلاء وهؤلاء ، فاشفق عليهم من ضلال أصابهم ، ولكنني أشفق عليهم أكثر حين أذكر كم أضلوا من حولهم بما يفعلوه !!

يقول الشعراوي :

"وفي موضع آخر:(لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ) النحل ٢٥.

فالأثقال هي الأوزار، فسيحملون أثقالاً على أثقالهم، وأوزاراً على أوزارهم، فالأثقال الأولى بسبب ضلالهم، والأثقال الأخرى بسبب إضلالهم للغير.”

فالإضلال شر من الضلال ، فالضلال وزر النفس على النفس ، أما الإضلال فهو أوزار الغير على النفس ، تحملها وتثقل ظهرك بجوار أثقال ذنوبك ، تتضاعف كلما فعلها أحدهم ، وتتكاثر إن حاول هو الآخر إضلال الآخرين به.

أقول ذلك في عالم إلكتروني افتراضي ، انتشر فيه نقل الشائعات و نقل الأخبار ، يظن البعض في ذلك خيرا وسرعة في تداول المعلومات ، ولكنها مع سرعتها تحمل في طياتها سماً ينتشر بسرع البرق في عقول الناس ، فبعضنا يعتمد على الثقة في ناقل الخبر ولا يكترث بمتنه وما يحتويه ، وبعضنا ينشر الخبر الخطأ فلا يسارع إلى تصحيحه إن علم بخطأه ، فما يلبث ما ننقله أن يتحول إلى أثقال ستوضع فوق أثقالنا يوم القيامة !!.

فلنحذر فلسنا بخفيفي الاثقال والأوزار يوم القيامة ، وليست ظهورنا بأقدر على حمل المزيد ، وإنما نحتاج ما يخفف عنها من رحمة ربنا وكرمه.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

والسلام
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق