الأربعاء، 11 مايو 2011

مهلا .. فنحن لم نملك إلا أصواتنا !!


أستيقظ صباحا هذه الأيام ، أرى الشمس تصدم في زجاج الغرفة بشدة ، أفزع من فوق فراشي ، أظن ان الساعة قد بلغت العاشرة ، أنظر إلى هاتفي المحمول ، أكتشف ان الساعة السادسة صباحا ، وأن شدة ضوء الشمس ما هو إلا نتاج الثورة ، أقصد قررات حكومة الثورة بعدم تغير الساعة هذا العام .

أرتدي ملابسي ، أهبط مسرعا أركب سيارتي ، أتوقف جوار كشك بجانب لمنزلي، أقرأ الصحف المنثورة وأنا أشتري عصير الصباح ، لا أشتري الصحيفة عادة ، أبدأ رحلتي إلى العمل ، أستخدم بعض الطرق الجانبية ، أبدأ بشارع ممتلأ بمخلفات البناء ، كل يوم تزيد هذه المخلفات ، هي من 
أسباب مروري كل يوم من هذا المكان لأراقب تزايدها ، المخلفات قاربت على سد الشارع هذا اليوم ، لا أحد يعبئ بهذا ، أكتشف أننا لسنا دولة مؤسسات كما نقول ، ولا أظن أنيي سأبعث للمجلس العسكري أو لرئيس الوزراء لحل هذه المشكلة ، سأنتظر الرئيس القادم J، أعبر المضيق ، وهو الممر الذي تبقى بين المخلفات لعبور السيارات ، أمر على شارع ممتلأ بالمساكن ، لا تخلوا بناية إلا وجاورها كمية من الرمل و الطوب الأحمر ، ويبدو أن سكان هذه الأبنية قد قرروا أن ينفذوا ما ننادي به من بعد الثورة ، البناء ، ولكنهم يبنون مساكنهم وليس مصر !!، أتجنب شارعا مسدودا بمواد البناء ، وأعبر من آخر ، أواجه مفترق طريق ، أهدئ من سرعتي ، أنظر يمينا ويسارا ، رغم ان هذا الشارع إتجاها واحدا ، ولكن هذه الأيام ومن بعد الثورة لم يعد كذلك !! ، يكفيك أن تسأل شخصا لِم يسير عكس الأتجاه ؟! ،ليجيبك على الفور "هوه فيه حكومة"!!! ، حاولت أن أتفهم معنى الحكومة لديه ولكن لا بأس ، أتجه إلى الشارع الرئيسي أخيرا ، يواجهني كوبري علوي بعد قليل ، ستجده مزدحما كالعادة ، ولكن هذه المرة لأن أحد قائدي السيارات قرر أن يعود بظهره من منتصف الكوبري تقريبا ، لم أتوقف لأستفهم منه عن السبب بالطبع ، أكمل طربقي إلى عملي و أكتفي بهذا القدر من متابعة سلبيات الشارع .

بقية الطريق جلست لأحادث نفسي ، بالطبع ليست هذه الأشياء من فعل الثورة ، هي من فعل أيدينا ، وكما قلت سابقا  ، لا فائدة من رحيل مبارك ولا تغير أنظمة إن لم نتغير نحن ، ودعني أزيد ، وأصدمك أكثر ، فهذه الثورة لم تقوم لكي ننظف الشوارع ولا لندهن الأرصفة ولا لنمنع البناء المخالف ولا لمعاقبة السائقين المخالفين ، هذه الثورة قامت لنملك القادر على تغيير كل هذا ، لنملك أصواتنا ، نعم ، ربما تستيقظ صباحا لتجد الشارع الذي أمامك محتلا من البلطجية ليستخدموه كموقف للسيارات كما حدث لأخي ، وربما وفي الوقت الحالي لن تجد شرطة كي تنجدك (وهي التي تحتاج إلى من ينجدها !!) ، ولن تجد جيش ليتفرغ لمشاكلك التي هي أتفه ما لديه ، ربما يكون كل هذا صحيحا ، لأنك الآن وبالفعل لا تملك إلا صوتك ،  صوتك الذي عليك أن تعطيه لمن سيغير هذا كله على مر الأعوام ، فقد ورثنا طوال ثلاثين عاما ما لن يذهب في ثمانية عشر يوما هي أيام الثورة ، صوتك هو ما تملكه الآن وليس إلا .

مهلا ، فنحن لم نملك بلادنا بعد ، نحن لم نملك إلا أصواتنا ، وشيئا فشيئا ، سنعيدها إلينا ، بعد ان نطهرها ، عادت إلينا أو لأبنائنا ، لا يهم ، ولكننا سننزعها حتما من أيدي من أغتصبها.

إن الله مع الصابرين إذا صبروا.

تحياتي

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق