المكان في مدرستي الثانوية ، وفي ركن من أركان الصف ، كان هناك ما نسميه اصطلاحا بالكنيسة ، هؤلاء كانوا مجموعة من الأصدقاء المسيحين الذين لا يسمحون عادة بدخول مسلم بينهم ، كانوا دائمي التهامس حين تقترب منهم ، قليلي التعامل و الأختلاط معنا ، لم أتخيل يوما أن ما يفعلون له علاقة بدينهم ، وذلك لأن من كان يجلس جواري هو "شادي" مسيحي آخر ، ولكنه لم ينضم إليهم ، تحيرت كثيرا في أمرهم ، ولم تطل حيرتي حتى رأيت الجامع !!.
الجامع كان في الكلية ، في أحد أركان الجامعة ، مجموعة من المسلمين ، يجتمعون فيما بينهم ، دائمي التهامس ، قليلي التعامل والاختلاط بنوعين من البشر ، النساء و المسيحين ، و رغم ما حاولوا ان يقنعوا الكثير أن هذا من صحيح الدين ، لكنني لم أقتنع ، ولذا كان ظن الكثيرين بي في البداية أني مسيحي ، لأن أول أصدقائي في الكلية كانوا مسيحين!!.
هنا بدأت أستوضح الرؤية ، فالمشكلة لم تكن في الأديان إذن ، المشكلة كانت في العقول التي فهمت هذه الأديان ، و حرفت الرسائل التي تنقل باسمها ، فحين قال لي أبي أن "عدوي هو عدو ديني" ، اقتنعت بهذه الفكرة جدا ، ولم أحرفها ، فعدوي هو عدو ديني ، وليس من يخالفه ، وفي الحقيقة ففي هذه الكنيسة وهذا الجامع ما يعادي الأديان ، وما يحفز على الفتن والاقتتال ، فالكنيسة الحق هي التي صلى أمام أبوابها عمر بن الخطاب صلاة الظهر ، والجامع الحق هو الذي أدى نصارى نجران في ركن من أركانه صلواتهم ، لا أرى في أي من الدينين ما يمنع مسلما أن يشترى من مسيحي آخر كوبا من عصير القصب ، أو أن يمتنع عن الإشتراك في شبكة المحمول المملوكة لأحد رجال الأعمال المسيحيين ، ولا ما يمنع المسيحي أن يبتسم في وجه المسلم أو أن يمتنع عن مساعدته باسم ديانته.
هذا التهامس الذي كان عاملا مشتركا بين الجماعتين ، هو الدليل الأكبر على خطأ كلاهما في حق الآخر ، وأن كل منهم جاهل بأمور دينه وبالشرائع التي نزلت عليه في التعامل مع الآخر ، ووجوب إحترام الأديان وإحترام دور عبادتها.
هذا التهامس من وجهة نطري ، هو أصل المشكلة ، هو ما يثير الفتن و يولد الأحقاد ، فلنعلي جميعا أصواتنا ونتكلم بصحيح ديننا ، أو لنصمت ولندع عنا أمور العامة ، حتى لا نفتح أبوابا الله أعلم بما وراءها.
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق