الأحد، 8 مايو 2011

كنيسة وجامع


المكان في مدرستي الثانوية ، وفي ركن من أركان الصف ، كان هناك ما نسميه اصطلاحا بالكنيسة ، هؤلاء كانوا مجموعة من الأصدقاء المسيحين الذين لا يسمحون عادة بدخول مسلم بينهم ، كانوا دائمي التهامس حين تقترب منهم ، قليلي التعامل و الأختلاط معنا ، لم أتخيل يوما أن ما يفعلون له علاقة بدينهم ، وذلك لأن من كان يجلس جواري هو "شادي" مسيحي آخر ، ولكنه لم ينضم إليهم ،  تحيرت كثيرا في أمرهم ، ولم تطل حيرتي حتى رأيت الجامع !!.

الجامع كان في الكلية ،  في أحد أركان الجامعة ، مجموعة من المسلمين ، يجتمعون فيما بينهم ، دائمي التهامس ، قليلي التعامل والاختلاط بنوعين من البشر ، النساء و المسيحين ، و رغم ما حاولوا ان يقنعوا الكثير أن هذا من صحيح الدين ، لكنني لم أقتنع ، ولذا كان ظن الكثيرين بي في البداية أني مسيحي ، لأن أول أصدقائي في الكلية كانوا مسيحين!!.


هنا بدأت أستوضح الرؤية ، فالمشكلة لم تكن في الأديان إذن ، المشكلة كانت في العقول التي فهمت هذه الأديان ، و حرفت الرسائل التي تنقل باسمها ، فحين قال لي أبي أن "عدوي هو عدو ديني" ، اقتنعت بهذه الفكرة جدا ، ولم أحرفها ، فعدوي هو عدو ديني ، وليس من يخالفه ، وفي الحقيقة ففي هذه الكنيسة وهذا الجامع ما يعادي الأديان ، وما يحفز على الفتن والاقتتال ، فالكنيسة الحق هي التي صلى أمام أبوابها عمر بن الخطاب صلاة الظهر ، والجامع الحق هو الذي أدى نصارى نجران في ركن من أركانه صلواتهم ، لا أرى في أي من الدينين ما يمنع مسلما أن يشترى من مسيحي آخر كوبا من عصير القصب ، أو أن يمتنع عن الإشتراك في شبكة المحمول المملوكة لأحد رجال الأعمال المسيحيين ، ولا ما يمنع المسيحي أن يبتسم في وجه المسلم أو أن يمتنع عن مساعدته باسم ديانته.

هذا التهامس الذي كان عاملا مشتركا بين الجماعتين ، هو الدليل الأكبر على خطأ كلاهما في حق الآخر ، وأن كل منهم جاهل بأمور دينه وبالشرائع التي نزلت عليه في التعامل مع الآخر ، ووجوب إحترام الأديان وإحترام دور عبادتها.

هذا التهامس من وجهة نطري ، هو أصل المشكلة ، هو ما يثير الفتن و يولد الأحقاد ، فلنعلي جميعا أصواتنا ونتكلم بصحيح ديننا ، أو لنصمت ولندع عنا أمور العامة ، حتى لا نفتح أبوابا الله أعلم بما وراءها.

(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون)  46 سورة العنكبوت


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق