السؤال الذي سيتبادر الآن في عقول الناس ، هل صدق عمر سليمان ؟؟ ، هل نحن شعب غير مؤهل للديمقراطية ، هل نحن شعب لا يحكم إلا بالديكتاتورية و يحتاج إلى أمن الدولة للمّ شمل نسيجه ؟! ، قد تظن أنني قد بدأت أفقد حماسي وتفاؤلي ، لا تتعجل ، وأكمل السطور الباقية من مقالي.
تتبادر أيضا بعض الأسئلة الأخرى ، هل فينا الحمقى ؟ ، هل فينا الجهلة ؟، هل فينا الفقراء و الجوعى ؟ ، لا جدال على هذه الأسئلة ، فالإجابة معروفة للجميع ، بالطبع نعم ، فينا كل هؤلاء ، وما علاج هؤلاء ؟ الإجابة معروفة أيضا إيقاظ الحمقى ، وتعليم الجهلة ، وإطعام الفقراء والجوعى ، وتشغيل العاطلين منهم ، ينتفض السؤال في عقلي ، و ما السبيل في ذلك؟! ، وما الذي قد يجعل حكومة تمتلك القوة والمال والسلطان ، أن تعمل على تحقيق ذلك ؟! ، ستخبرني أن هذا واجبها ، سأسألك وماذا إن لم تفعله ؟! ، ستجاوبني سنجبرها ، سأسألك ومن الذي سيجبرها ، ستقول الحمقى و الجهلة والفقراء والجوعى ، سأسألك بماذا ؟ ، ستجيبني إما بالثورة وإما بأن يكون لدى هؤلاء القوم ما يستطيعون إستخدامه تجاه حكامهم فيجبرهم على الإلتفات إليهم ، سأسألك مثل ماذا ؟! ، ستجيبني مثل أصواتهم . وهنا سأكتفي بهذا القدر.
لم تكن الديمقراطية أبدا للشعوب المتعلمة والغنية والمثقفة فقط ، الديمقراطية وكما قالت الروائية إيزابيل أليندي ، هي التي تجبرك على سماع صوت الحمقى ، هي التي تجبرك على الإلتفات إليهم ، والتحسين من أوضاعهم ، والإرتقاء بهم ، ومن ثم زيادة أعداد المتعلمين والمثقفين والأغنياء في المجتمع .
الديمقراطية هي الطريق إلى هذه الأشياء التي يظن البعض أنها من متتطلباتها ، ولذا فنحن في أشد الحاجة إليها لنبذ الفقر والجهل والحماقة من داخلنا ، أما انتظار اختفاءها ذاتيا من بيننا لقطف ثمرة شيء بدون زرعه ، فهو عبث ليس إلا.
لم يصدق عمر سليمان ، وإنما كان يراوغ ، ليبقينا جهلة كما كان يريد نظامه ، وليس ما يحدث الآن إلا دليل على كذبه ، وأننا في أشد الحاجة إلى الديمقراطية لإزالة الجهل والتعصب والفقر من عقولنا وقلوبنا.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق