اللهم بلغنا رمضان .
بتنا على أعتاب شهر كريم ، تعلو فيه قيمة الأخلاص ، فلا قيمة لعبادة فيه بلا قيمة معنوية ، فالصيام ليس جوعا و لا عطشا ، وإنما إلتزام بروح وهدف ، وقيمة سامية تعلي من قيمة الإنسان بين غيره من المخلوقات ، بترفعه عن شهواته وغرائزه ، بل و زهده فيها .
هكذا هي الثورة أيضا ، شيء تعلو فيه قيمة الأخلاص ، فلا معنى لثورة بلا هدف ، وبلا قيمة سامية قامت من أجلها ، أما إذا كانت لأجل دنيا نصيبها فلا خير فيها ، أقول ذلك وأنا أترحم على ميدان التحرير ، الذي كان مكانا لإخلاص لم يعهده الكثير ، حتى أصبح الأن سوقا تتنافس فيه القوى السياسية لعرض بضاعتها ، لا ألومهم ، وإنما أنا واحد من الشعب الذين يعرضون له تلك البضاعة ليختار ، لا ألومهم ، ولكنني أناشد الأخلاص في قلوبهم أن يعلو ، أن يراعوا الله في بيعهم ، ولا يغشوا ، و لا يبخسوا الناس أشيائهم ، فالسوق الآن صارت مكشوفة ، وكل يرى من يفعل ومن لا يفعل ، فأحذرونا فربما إن وجدنا في بضاعتكم عيبا لقاطعناكم ، وعزفنا عما تدعوننا إليه.
أعلم تماما أن القوى السياسية كلها في مرحلة المراهقة السياسية ، أعلم أنهم معذورون في أخطاء يرتكبونها عن دون قصد ، لم يكونوا ليتعلموا دون ارتكابها ، لكنني أسألهم أن يخرجوا الكبر من قلوبهم ، وأن يعترف كل من أخطأ عما أرتكب حال إدراكه لخطأه ، وألا يتمادى ،و يبرر ،و يجادل ، أن يتذكر ربه ومصلحة بلاده ، وإن أُتهم بالباطل أو أصابه الضرر من غيره فليقل وبعلو الصوت "اللهم إني ثائر" ، وليتذكر الحق الذي من أجله يثور ، و أن يتجاهل إدعاء البطولة ، والظهور الإعلامي ، و الفخر ، والأشياء التي تضيع الأعمال بالمن والأذى ، فلسنا من سنجزيكم عن أعمالكم ، بتسليمكم السلطة ، وإنما هو الله مالك الملك الذي يؤتي الملك من يشاء !! .
جاهدوا انفسكم ، فالثورة لا زالت لم تكتمل في أنفسكم ، فأكملوها ، وأعيدوا للميدان رونقه باتحادكم ، وبطهر أخلاقكم ، وليكن دعائكم الرمضاني :
"اللهم إني ثائر ، لن أثور على الظلم فأظلم ، ولن أثور على الفساد فأفسد ، ولن أثور على الفقر لأفقر غيري ، ولن أثور على الجهل لأجهّل غيري ، ولن أثور على القهر لأقهر غيري ، ولن أثور على الإستغلال فأستغل غيري ، ثائر أنا لأجل الحق الذي هو أسمك ، ولا أريد أن يعرف أحد عن ثورتي غيرك ."
اللهم ارحم شهدائنا ، وأجز كل ما أصيب -ولم نعلمه- لأجل دفع الظلم عنا وعن بلاده خير الجزاء.
تحياتي
ش.ز
هي دعوة لاقامة المدينة الفاضلة ..
ردحذفوهي أيضا كلمة حق ، وصرخة في واد .. للآسف ستذهب مع الريح ، ومع ( التعصب ، والغباء ) الذي نعيش فيه ..