كهيعص ﴿۱﴾ مريم
لا أدري مدى الإرتباط الذي بيني وبين هذه الآية ، جلست كثيرا أردد الأية في صغري ، حتى أتقنت قرائتها ، كاف ، ها ، يا ، عين ، صاد ، أشعر بالإنسجام الضمني بين الحروف ، أشعر بالراحة حين نطقها ، حاولت البحث عن المعنى ، عن مدلول تلك الحروف ، لكنني لم أجد ، ولكن هذا لا ينفي سرها ، ولا إعجازها ، قال الشعراوي :
" وإذا كنا لا نفهم هذه الحروف. فوسائل الفهم والإعجاز في القرآن الكريم لا تنتهي، لأن القرآن كلام الله. والكلام صفة من صفات المتكلم .. ولذلك لا يستطيع فهم بشري أن يصل إلي منتهى معاني القرآن الكريم، إنما يتقرب منها. لأن كلام الله صفة من صفاته .. وصفة فيها كمال بلا نهاية.
فإذا قلت إنك قد عرفت كل معنى للقرآن الكريم .. فإنك تكون قد حددت معنى كلام الله بعلمك .. ولذلك جاءت هذه الحروف إعجاز لك. حتى تعرف إنك لا تستطيع أن تحدد معاني القرآن بعلمك..
أن عدم فهم الإنسان لأشياء لا يمنع انتفاعه بها .. فالريفي مثلا ينتفع بالكهرباء والتليفزيون وما يذاع بالقمر الصناعي وهو لا يعرف عن أي منها شيئا. فلماذا لا يكون الله تبارك وتعالى قد أعطانا هذه الحروف نأخذ فائدتها ونستفيد من أسرارها ويتنزل الله بها علينا بما أودع فيها من فضل سواء أفهم العبد المؤمن معنى هذه الحروف أو لم يفهمها."
هي إذن كلام الله الذي لم نفهم معناه ، ولا يعلمه سواه ، يحمل أسرارا قد تظهر لنا في الآفاق ، جعلت أتأمل بقية الحروف المقطعة في القرآن ، الم ، طسم ، حم ، الر ، وغيرها ، أذكر ان المستشرقين والملحدين يتخذون من هذه الحروف ثغرة في مصداقية القرآن ، وتمام إحكامه ، لكنني كنت واثقا أن يوما سيأتي الرد المفحم الذي سيوضح إعجاز هذه الحروف ، ويغلق هذه الثغرة عن كتاب الله ، وفعلا ، وجدت ضالتي في كتاب الراحل مصطفى محمود (حوار مع صديقى الملحد) ، فقد كانت عن كهيعص إحدى أسألته ، و كان فيه الجواب الذي أراح صدري .
" الفصل السادس عشر
كـــهـــيــعــص
قلت لصديقي الملحد :
- لا شك أن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور قد صدمتك حينما طالعتها لأول مرة .. هذه الـ حم ، طسم ، الم ، كهيعص ، ق ، ص .. ترى ماذا قلت لنفسك وأنت تقرأها ؟
اكتفى بأن يمط شفتيه في لا مبالاة ويقول في غمغمة مبتورة :
- يعنى .
- يعنى ماذا .
- يعنى .. أي كلام يضحك به النبي عليكم .
- حسنـًا دعنا نختبر هذا الكلام الذي تدعى أنه كلام فارغ والذي تصورت أن النبي يضحك به علينا .
ودعنا نأخذ سورة صغيرة بسيطة من هذه السور .. سورة ق مثـلاً .. ونجرى تجربة .. فنعد ما فيها من قافات وسنجد أن فيها 57 قافـًا .. ثم نأخذ السورة التالية وهي سورة الشورى وهي ضعفها في الطول وفي فواتحها حرف ق أيضـًا .. وسنجد أن فيها عى الأخرى 57 قافـًا .
هل هي صدفة .. لنجمع 57 + 57 = 114 عدد سور القرآن .. هل تذكر كيف تبدأ سورة ق .. وكيف تختتم .. في بدايتها (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) وفي ختامها .. ((فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ )) .. وكأنما هي إشارات بأن ق ترمز للقرآن .. ( ومجموع القافات 114 وهي مجموع سور القرآن) .
قال صاحبي في لا مبالاة :
- هذه أمور من قبيل الصدف
قلت في هدوء :
- سنمضى في التجربة ونضع ســور القرآن في العقل الإلكترونيّ ونسأله أن يقدم لنا احصائية بمعدلات توارد حرف القاف في جميع السور .
قال وقد توترت أعصابه وتيقظ تمامـًا :
- وهل فعلوها ؟
قلت في هدوء :
- نعم فعلوها .
- وماذا كانت النتيجة ؟
- قال لنا العقل الإلكترونيّ أن أعلى المتوسطات والمعدلات موجودة في سورة ق وأن هذه السورة قد تفوقت حسابيـًا على كل المصحف في هذا الحرف .. هل هي صدفة أخرى ؟
- غريب .
- وســورة الرعـد تبدأ بالحرف ا ل م ر قدم لنا العقل الإلكترونيّ احصائية بتوارد هذه الحروف في داخل الســور كالآتى :
ا ترد 625 مرة .
ل ترد 479 مرة .
م ترد 260 مرة .
ر ترد 137 مرة .
هكذا وفي ترتيب تنازلى ا ثم ل ثم م ثم ر .. بنفس الترتيب الذي كتبت به ا ل م ر تنازليـًا ثم قام العقل الإلكترونيّ بإحصاء معدلات توارد هذه الحروف في المصحف كله .. وألقى إلينا بالقنبلة الثانية .. أن أعلى المعدلات والمتوسطات لهذه الحروف هي في سورة الرعد .. وأن هذه السورة تفوقت حسابيـًا في هذه الحروف على جميع المصحف .
نفس الحكاية في ا ل م البقرة .
ا وردت 4592 مرة .
ل وردت 3204 مرات .
م وردت 2195 مرة .
بنفس الترتيب التنازلى ا ل م .
ثم يقول لنا العقل الإلكترونيّ أن هذه الحروف الثلاثة لها تفوق حسابي على باقي الحروف في داخل سورة البقرة .
نفس الحكاية في ا ل م سورة آل عمران .
ا وردت 2578 مرة .
ل وردت 1885 مرة .
م وردت 1251 مرة .
بنفس الترتيب التنازلى ا ل م وهي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف .
نفس الحكاية ا ل م سورة العنكبوت .
ا وردت 784 مرة .
ل وردت 554 مرة .
م وردت 344 مرة .
بنفس الترتيب التنازلى ا ل م وهي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف .
نفس الحكاية في ا ل م سورة الروم .
ا وردت 547 مرة .
ل وردت 396 مرة .
م وردت 318 مرة .
بنفس الترتيب ا ل م ثم هي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف .
وفي جميع السور التي ابتدأت بالحروف ا ل م نجد أن السور المكية تتفوق حسابيـًا في معدلاتها على باقي السور المكية، والمدنية تتفوق حسابيـًا في معدلاتها من هذه الحروف على باقي السور المدنية .
وبالمثل في ا ل م ص سورة الأعراف .
يقول لنا العقل الإلكترونيّ أن معدلات هذه الحروف هي أعلى ما تكون في سورة الأعراف، وأنها تتفوق حسابيـًا على كل السور المكية في المصحف .
وفي سورة طـه نجد أن الحرف طـ والحرف هـ يتواردان فيها بمعدلات تتفوق على كل السور المكية .. وكذلك في كهيعص مريم ترتفع معدلات هذه الحروف على كل السور المكية في المصحف .
كما نجد أن جميع السور التي افتتحت بالحروف حـم .. إذا ضمت إلى بعضها فإن معدلات توارد الحرف ح والحرف م تتفوق على كل السور المكية في المصحف .
وبالمثل السورتان اللتان افتتحتا بحرف ص وهما سورة ص والأعراف "ا ل م ص" ويلاحظ أنهما نزلتا متتابعتين في الوحي .. إذا ضمتا معـًا تفوقتا حسابيـًا في هذه الحروف على باقي المصحف .
وكذلك السور التي افتتحت بالحروف ا ل ر وهي إبراهيم ويونس وهود ويوسف والحجر وأربع منها جاءت متتابعة في تواريخ الوحي .. إذا ضمت لبعضها .. أعطانا العقل الإلكترونيّ أعلى معدلات في نسبة توارد حروفها ا ل ر على كل السور المكية في المصحف .
أما في سورة يـس فإننا نلاحظ أن الدلالة موجودة ولكنها انعكست .. لأن ترتيب الحروف انعكس؛ فالياء في الأول يـس "بعكس الترتيب الأبجدي" .
ولهذا نرى أن توارد الحرف ي والحرف س هو أقل من توارده في جميع المصحف مدنيـًا ومكـيًا .
فالدلالة الإحصائية هنا موجودة ولكنها انعكست .
كان صاحبي قد سكت تمامـًا .
قلت وأنا أطمئنه :
- أنا لا أقول هذا الكلام من عند نفسي وإنما هي دراسة قام بها عالم مصريّ في أمريكا هو الدكتور رشاد خليفة ..
وهذا الكتاب الذي بين يديك يقدم لك هذه الدراسة مفصلة :
Miracle of Quran
slamic Productions international in St. Louis mo
وقدمت إليه كتابًا إنجليزيًا مطبوعًا في أمريكا للمؤلف .
أخذ صاحبي يقلب الكتاب في صمت .
قلت :
- لم تعد المسألة صدفة .. وإنما نحن أمام قوانين محكمـة وحروف محسوبة كل حرف وضع بميزان ورحت أتلو عليه من سورة الشورى :
{اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ } الشورى – 17.
وأي ميـــزان .. نحن هنا أمام ميزان يدق حتى يزن الشعرة والحرف .. أظن أن فكرة النبي الذي يؤلف القرآن ويقول لنفسه سلفـًا سوف أؤلف ســورة الرعد من حروف ا ل م ر وأورد بها أعلى معدلات من هذه الحروف على باقي الكتاب وهو لم يؤلف بعد الكتاب مثل هذا الظن لم يعد جائزًا .. وأين هذا الذي يحصى له هذه المعدلات وهي مهمة لا يستطيع أن يقوم بها إلا عقل إلكتروني ولو تكفل هو بها فإنه سيقضى بضع سنين ليحصى الحروف في سورة واحدة يجمع ويطرح بعلوم عصره وهولا يعرف حتى علوم عصره وهو سيؤلف أو يشتغل عدادًا للحروف .
نحن هنا أمام استحالة .
فإذا عرفنا أن القرآن نزل مفرقـًا ومقطعًا على23 سنة ..
فإنا سوف نعرف أن وضع معدلات إحصائية مسبقة بحروفه هي استحالة أخرى .. وأمر لا يمكن أن يعرفه إلا العليم الذي يعلم كل شيء قبل حدوثه والذي يحصى بأسرع وأدق من كل العقول الإلكترونية .. الله الذي أحاط بكل شيء علمًا .. وما هذه الحروف المقطعة في فواتح السور إلا رموز علمه بثها في تضاعيف كتابه لنكشفها نحن على مدى الزمان .
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } فصلت- 53
ولا أقول أن هذه كل أسرار الحروف .. بل هي مجرد بداية لا أحد يدرى إلى أي آفاق سوف توصلنا .
وهذه الحروف بهذه الدلالة الجديدة تنفي نفيًا باتًا شبهة التأليف .
ثم هي تضعنا أمام موازين دقيقة ودلالات عميقة لكل حرف فلا يجرؤ أحدنا أن يقول أنه أمام .. أي كلام .. ألا ترى يا صاحبي أنك أمام كلام لا يمكن أن يكون أي كلام .
ولم يجب صاحبي، وإنما ظل يقلب الكتاب الإنجليزى ويتصفحه ثم يعود يقلبه دون أن ينطق بحرف ."
الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿۱﴾ هود
ش.ز
زرررررط يا الله يا زربة
ردحذفكلام جاي من الصحراء
😂😂