مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٤۱﴾العنكبوت
البيت هو السكن ، والملاذ والمؤتمن على حياتك ومالك ، هو الذي تحتمي فيه من كل شر ، وترتاح فيه من كل نصب ، ولا أظن أن عنكبوتا يحتاج أكثر من تلك الخيوط ملاذا و مؤتمن ،بل ومصيدة يحتمي فيها من كل شر ، فما الذي يجعل منه أوهن البيوت ؟! ، هل لأننا يمكن أن نزيله بمجرد نفخة هواء تسقطه ؟!.
وما هي أوهن البيوت ، أهي الأضعف بناء ؟ ، أم أنها التي لن تقم على أساس معنوي سليم ؟! ، إننا نرى أقوى البيوت تسقطها الرياح والأعاصير ، وتبقي داخل الصخور ملاذا لمخلوقات وحيوانات لا يعلم سرها إلا الله. يوقل مصطفى محمود في كتابه تفسير عصري للقرآن الكريم :
"القرآن أختار صفة التأنيث حينما تحدث عن العنكبوت والعلماء اكتشفوا مؤخراً أن الذي ينسج البيت ليس الذكر وإنما الأنثى وهي حقيقة لم تكون معروفه عند نزول القرآن والحقيقة الثانية وصف بيت العنكبوت بالوهن بل أوهن البيوت ولم يقل خيط العنكبوت أو نسيج العنكبوت وهي مسألة لها دلالة ولها سبب والعلم كشف الآن أن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من خيط الحرير وأكثر مرونة منه ونسيج العنكبوت بالنسبة لاحتياجات العنكبوت وافياً بالغرض وزيادة وبالنسبة له قلعة أمينة حصينة وهناك سر بيولوجي ذكره القرآن وعرفه العلم مؤخرا فبيت العنكبوت أبعد البيوت عن صفة البيت بما يلزم البيت من امان وسكينة وطمأنينة فالعنكبوت الأنثى تقتل الذكر بعد أن يلقحها وتأكله فيعمد الذكر إلى الفرار بعد التلقيح ولا يحاول أن يضع قدمه في بيت أنثاه بعد ذلك والأبناء يأكلون بعضهم بعضاً بعد الخروج من البيض وتغزل الأنثى بيتها ليكون فخاً وكمين و كل حشرة صغيرة تفكر أن تقترب منها وكل من يدخل البيت من زوار وضيوف يلتهم بعد أن يقتل إنه ليس بيت بل مذبحة يخيم عليها الخوف و التربص وإنه لأوهن البيوت لمن حاول أن يتخذ منه ملجأ وهذا شأن من يلجأ لغير الله ليتخذ منه معينا ونصيرا والوهن كلمة عربية تعبر عن غاية الجهد والمشقة والمعاناة"
فالبيت القوي هو البيت المترابطة أفراده ، لا المتكاملة بناؤه ، فالأمن والسكينة والطمأنينة لا تصنعها الجدران ، فما تحمي الجدران من المرض إن كان في الجسد ، وأهون البيوت هو ما يوهنه أهله ، وهذا هو بيت العنكبوت ، فوهنه ليس في خيوطه ، وإنما في أفراد بيته المتفككة.
اللهم لا توهن بيوتنا ، واجعلها عامرة بذكرك .
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق