السبت، 22 أكتوبر 2011

من الميدان إلى اللجان ... غير كده يبقى جنان !!




حتكلم بالعامية المرة ده ، يمكن عشان الموضوع ميحتملش الفصاحة ، أو يمكن عشان انا عاوز كل حد في البلد ده يفهمني ، مش بس اللي المثقفين اللي بيفهموا الفصحى ،و يمكن عشان أنا عاوز أوصل إحساسي للجميع ، إحساسي اللي بيوصفوا البعض بالسذاجة ، وبيوصفوا الآخر بالمثالية ، وبيوصفوا ناس تانيين بإنه تفاؤل زائد عن الحد ، إحساس ممكن مقدرش أعبر عنه ببلاغة ، بقدر محقدر أقوله في سرد طويل مينتهيش .

الموضوع بإختصار إن لو كان فيه حاجة وحشة النظام السابق ده عملها ، مش حتبقى سرقة فلوس ، ولا تعذيب ناس ، ولا أي حاجة من اللي إحنا بنحاسبه عليها ده ، الحاجات ده بتحصل في كل البلاد ، بس نظامنا كان غبي وبيستخدمها بفجاجة ، الحاجة الوحشة اللي فعلا عملها في البلد ده ولازم نحاسبه عليها إنه ألغى عقولنا ، خلانا زي الغنم في كل شيء ، ناكل اللي بياكلوا الناس ، نشرب اللي بيشربوا الناس ، نلبس اللي بيلبسوا الناس ، عاوزين اللي عاوزه الناس ، حتى في ديننا ، بقينا ننفذ اللي بيقوله مشايخنا ، والدين عندنا بقى إفعل ولا تفعل ، غير كده يبقى خروج على الدين وممكن حد يكفرك فيها كمان .


طب حنعمل إيه ؟ ، مفيش أمل ولا إيه ؟؟ ، معندناش عقل ، يبقى إزاي حننتخب بقى حد يحكمنا ويبقى عدِل ؟؟ ، أقولك ببساطة ، زي معملنا ثورة !! ، أما نبدأ نحس إن إحنا خايفين أو حنموت هرمون واحد اللي ممكن ينجينا من الموت ده ، شوية إدرينالين ممكن يخلونا نعمل معجزات ، وهوه ده اللي حصل في ثورتنا ، الموضوع وقتها مبيفرقش بين عاقل ومجنون ، وبعدبن فكروا كده معايا ، فكر كام واحد دلوقتي في مصر بيقول عفا الله عما سلف ، كام واحد بيفكر في المستقبل و مش بتطاردوا أحلام الماضي ، و بيدور في اللي بيحصل دلوقتي عشان يشبهه باللي حصل زمان ، إحنا خايفين نصدق إن إحنا بقينا مسئولين عن نفسنا ، خايفين نقتنع إن مسموح لينا دلوقتي نتخانق ونأخد حقنا ، عشان كده وقفين مستنيين لحد اللي زي مبارك يرجع تاني ويأخد الحكم  ، ووقتها حنقعد نندب حظنا ، ولو بصيت حتعرف إن إحنا مصدقناش لحد دلوقتي إن مبارك وقع حتى أما شفناه في القفص ، برده قاعدين نقول إنه لسه بيحكم من خلف الأسوار !!.

طبعا حتقولي ، ما هوه الكلام ده ممكن يكون حقيقي ؟ ، حرد عليك وأقولك ، حقيقي إيه ؟! ، لو فيه حد بيحكم دلوقتي هيه شبكة مصالح بره ، بتوهمنا إن مبارك هوه اللي بيحكم عشان نفضل بصينلوا لحد ما يخدوا هما كل حاجة ، إحنا بقى فين ، قاعدين نتخانق ، نفسنا نشوف مبارك ميت زي القذافي ، طب حيموتوه وبعدين ، اللي بيبدأ بدم بيخلص بدم ، واللي بيبدأ بقانون بينتهي بقانون ، شغلوا عقولكم اخدعوهم ، اتفقوا عليهم زي مبيتفقوا عليكم ، إيه الشلل اللي إنتوا فيه ده ، إنت مفيكوش مهندسين ؟؟

وإشمعنا مهندسين ؟؟ ، عشان المهندسين لازم يحلوا المشاكل من غير معطيات كتير ، أحنا لو مبقاش قدامنا مشاكل وكل المعطيات بقت معانا يبقى يبقى إحنا مجرد حبة فنيين مش أكتر ،ومفيش دولة بتتبني بشعب كله فنيين ، أما بكره أديلك البرلمان من غير متتخانق و تحارب عشان تدخله ، يبقى أعملها بالتعيين أحسن ، الميدان اللي قعد فيه ملايين لازم يتنقلوا لللجان ، ملايين لازم تيجي وتثبت إنها فعلا عاوزة تغيير لبلدها ، مش فالحة تهدم وتنتقم وبس ، غير كده يبقى جنان.

نجي بقى للمجلس اللي مش عاجب حد ، ومش عاجبني أنا شخصيا ، بس ليه مش عجبني بقى ؟! ، عشان المجلس ده هوه اللي سيّب الحبل لحد ما اللي يسوى واللي ميسواش بقى يتكلم ، هوه غلطان فعلا ، بس عشان مأخرس الألسنة ده من الأول ، ميبقاش فيه حد زي طارق البشري (في العلم) ويجي حد بعديه يتكلم دستوريا في أي حاجة ، إحنا في فترة إنتقالية عاوزة هدوء وإستقرار و ناس خبراء تتكلم وإحنا نسمع المجلس كله كان معاه في الأول بس إنا شخصيا دلوقتي مش معاه عشان بيحاول يرضى الجميع وده أول طرق الفشل !!.

أما عن الإنتخابات بقى فده بتاعتنا ، ده الفرصة الأخيرة لينا ، محدش حيحدد مين اللي حيكسب لا الليبرالين ولا الإخوان ولا السلفين ولا الجيش ولا غيره ، اللي حيحدد ده الناس ، الشعب ومفيش غيره هوه اللي حيحدد ، ومش حيسمح لحد إنه يحدد ، وخلي حد يحاول يزور وحتبقى مدبحة يوميها ، هيه ده اللحظة اللي حنواجه فيها المجلس العسكري ، عشان وقتها بيكون بيقولنا إنه بيأخد منه الحق اللي إحنا أخدناه بثورتنا، حقنا اللي هوه صوتنا .

سيقول لي البعض ، بس ده مش حيحصل بالتزوير ، حيحصل بالتضليل ، حقولوهم تضليل إيه ، هما لو بيقدروا يضللوا كان مبارك وشلته مزوروش وضللوا ، تضليل يبقى إحنا السبب ، مش هما ، عشان مشغلناش عقلنا ، ولا حتى الأدرينالين اللي جوانا في اللحظة الفاصلة ده في حياتنا ، يبقى ممكن أقولك وقتها إن إحنا اللي نستاهل ، مش ربنا بيقول إن أي شر بيحصلنا يبقى من أنفسنا ، يبقى أكيد حيبقى مشكلتنا إحنا.

حتستغربوني طبعا ، و تقولولي يعني إنت شايف كل حاجة ماشية صح ومطمن ، حقولوكم : أبدا ، إياكم تطّمنوا ؟ ، يوم ما حتطمنوا أعداءنا حيخدعونا ، إقلقوا ، بس متسلمشوش ، ولا تكتئبوا ، حاولوا تشغلوا عقلكم ، و تحلوا المشكلة ، خليكم صبورين ، الطريق الغلط بيبقى سهل ، الطريق الصح بيبقى دايما فيه مشاكل ، متسمحوش بس لعواطفكم إنها تتحكم بالأمور ، الإعلام بيلعب لعبة سخيفة وبيستغل كل الطرق هذه الأيام لجر الشعب إلى هذه المشاعر ، متسمحولوش بكده ، متصدقوش حاجة دلوقتي إلا أما تشوفوها بعينيكم ، و إعرفوا إن الكل بيفكر في مصالحه وده مش عيب ، بس من غير قصد أو بقصد ،أحيانا البحث عن المصلحة بيبقى مؤذي للآخرين .

فيه أمل ، أيوه طبعا فيه أمل ولو مفيش يبقى نموت أحسن ، وحنعملها ، وحنستمر وإحنا بنعملها ، مفروض إن كلنا قالنا كده بعد 11 فبراير ، إحنا عمرنا ما حنسكت ، عمرنا ما نبطل نمارس حقوقنا ، يقبوضوا علينا ، يعذبونا ، يخطفونا ، ماشي ، وإيه المشكلة ، حد طايل يبقى شهيد ، بس أنا عمري محطلع في التليفزيون وأفضل أقول أنا مش حر أنا مش حر ، انا أكرملي يقبضوا عليا أحسن ، مارسوا الحرية ولا متطلبوهاش.. خذوا حقوقكم و متشحتوهاش ، بس الحرية ده مش معناها إمتهان الأديان أو العادات او التقاليد ، ولا أخد الحقوق إني أشتم وأسب وأذي الآخرين بدعوى إني مظلوم  ، أنا عمري متبهدلت في اقسام ولا كان في عيلتي شهيد ، و مش حاسس إن البلد بهدلتني ،زي متقولوا كنت ماشي جنب الحيط ، طبعا الكل حيقولي يعني إنت كان عاجبك مبارك ؟؟!! ، أبدا ، أنا كان عندي مشاكل زي كل المصريين ، وبعاني من فساد ، وحقوق ضايعة ، بس أنا كنت بحاول أشتغل وأحل المشاكل ده ، ومستنتش حد يحلهالي ، وكنت بشكر ربنا على كده ، بس في نفس الوقت كنت بحزن وانا بوزع شنط رمضان على فقراء يسكنون في أماكن تقريبا أشبه بالحمامات ، كنت بتألم وحاسس إن ده هوه اللي ممكن يخليني أثور على النظام ده ، إن غيري ممكن يكون مش قادر يجيب حقه ، وده هو دورنا دلوقتي ، نجيب للناس ده حقوقها قبل ما نطلب لنفسنا اي حاجة ، إحنا مهندسين ، نقدر نحل مشاكلنا ، بس غيرنا محتاجينا نحللهم مشاكلهم ، ونحلها إن إحنا نوعيهم ، نوصلّهم ، و ممكن نستغنى عن أموالنا عشان نخليهم ميبصوش لفلوس مرشح إنتخابي حيغريهم بيها ، دورنا إن نعمل كل اللي نقدر عليه ونقدم لبلدنا أفكارنا وأحلامنا المستقبلية ، حتى لو ضيعتها ، مش مشكلة نعمل غيرها ، ونخلي ولادنا يعلموا غيرها ، لحد ما في يوم ربنا يشوف إن إحنا نجحنا في إمتحانه لينا ، وإن إيمانا بدينّا و وطنّا أقوى من إنه يهدمه شوية فلول أو منتفعين ، وقتها بس حيحصل وحنشوف بلادنا أجمل بلاد الأرض ، غير كده اللي عاوز يمشي وزعلان يتفضل ، وأهلا بيه أما إن شاء الله نغيرها ، أكيد إحنا محتاجينه ، بس مش دلوقتي ، البلد عاوزة أي حاجة دلوقتي إلا حد يكون زعلان منها أو محبط بسببها .

أخيرا حكرر من أهم أدوارنا متنسوش، إن نعملها ثورة في اللجان ، زي ما كانت في الميدان ، غير كده حيبقى جنان ، مفهوم !

تحياتي
المتفاءل دائما وأبدا



ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق