الاثنين، 14 مايو 2012

في اختيار الرئيس : انتخبوا موسى أو شفيقا !!


كنت في حوار ساخن جدا مع احدى الصديقات التي صرحت لي برغبتها في انتخاب عمرو موسى رئيسا !! ، ثار الدم في رأسي ، تذكرت حينها من ماتوا ، تذكرت نظاما فاسدا ضحوا من أجل تغييره و ظننت أنا أن شعب مصر وشبابه مهما مرت عليه من ظروف سيظل وفيا لهذه الدماء ، وسيرد لهم حقوقهم ، ليس فقط بالقصاص ، ولكن بتضييع آخر فرصة على هذا النظام العجوز وأركانه أن يشغلوا أي منصب رسمي !!.

غضبت وعلا صوتي ، بررت اختيارها بأنها لا ترى موسى أحد أركان هذا النظام ، بررت اختيارها بأنه لديه من الخبرة ما يستطيع أن يوصلنا بها إلى بر الأمان ، بررت موقفها بأنها لا تري في المرشحين عديمي الخبرة من يصلح أن يكون رئيسا خيرا منه ، بررت لي اختيارها بخوفها من الإخوان ، و دولتهم الدينية ، و تلونهم الذي تراه !! .

"تبا للإعلام و سامح الله الإخوان"

قلت هذا في سري ، ذكرتها بشيطانه الأخرس الذي صمت وهو يري الفساد ينتشر أمام عينيه ، ذكرتها مدحه للسيد الرئيس وتسبيحه بحمده ، ذكرتها بأنه لم يقل يوما كلمة حق في وجه سلطان جائر ، ذكرت لها عقليته العجوز التي لا ولن تقوي على تغيير النظام القديم الذي أردنا ولا زلنا نريد تغيره !!

عمرو موسى !! ، لا زلت أذكر كيف كانت أقصى أمانينا أن يصبح رئيسا لنا قبل أن تقوم الثورة ، أذكر نظرة الإمنية التي كنا ننظرها إلي الرجل ليصبح بديلا لمبارك وابنه الذي كان في طريقه - غصبا - إلى كرسي الرئاسة ، ربما لا أملك ملفات فساد سقط فيها الرجل ، ربما لا أملك أخطاء موثقة أكثر مما ذكرت (وهي أخطاء تكفي من وجهة نظري) لأقنع البعض للعدول عن اختياره ، ولكنني أري أن أقصى أمانينا في أيام العبودية لا يستحق ولا يستقيم أن يصبح هو أقصى أمانينا في أيام حريتنا بعد ثورة سيذكر التاريخ أننا فككنا فيها كل قيودنا بعد أكثر من ٣٠ عاما من الأسر !!.

فجأة قطع حديثنا أحد الأصدقاء والذي أسكتني وبشكل قاطع أن ليس من حقى أن أحجر علي حق الآخرين في الإختيار ، وأن هذه هي الديمقراطية التي مات من أجلها الشهداء الذين أتحجج بهم !! ، أسقط في يدي ، فلم يخطأ الرجل ، فمن ماتوا أرجعوا إلى هذا الشعب حقه في الإختيار ، فكيف لي أن أخذه منهم الآن ، مالي أخاف من فلول النظام القديم وأنا الذي رفضت عزلهم و دعوت لمواجهتهم بالتصويت في انتخابات البرلمان ليعلموا قدرهم الحقيقي بعدها ؟! ، ما لي أخشاهم ؟! ، وإذا ما كان فلول النظام القديم قادرين الفوز في انتخابات حرة ونزيهة ، فلم كانوا يدمنون التزوير فيما سبق ؟! ، لم هذا الهلع الذي ينتاب الجميع منهم ونحن من قمنا بثورة على من كان يملك سلطاتهم و أكثر فلم يستطع الإفلات حتي اسقطناه ؟! ، ما لي ألومها وألوم كل من يرشح موسى ولا ألوم المرشحين الثوريين الذين لم يستطيعوا أن يجمعوا كلمتهم ففرقونا معهم وسمحوا لأنصار الفلول أن يصبحوا رقما يقارن بنا ؟! ، لم لا نكمل الدرس وثورتنا للنهاية إذن وليصبح هذا اختبارا آخر للثورة والذي علينا أن نجتازه أيضا .. من أجل بلادنا ...

انخبوا موسى أو شفيقا ، أظهروا لنا عيوبنا و الأمراض التي تقبع داخلنا ، العيب ليس عيبكم ، ولا فيمن ضغط على شعبنا حتى أصابه باليأس والملل والكفر بثورته ، العيب ليس في هذه الأشياء فكلها مارسها علينا النظام القديم فلم نتفرق أمامه ولم يستطع الصمود أمامنا ، العيب فينا ، وفي تفرقنا وربما لن نستطع أن نعي هذا الدرس إلا عندما نذق مرارة نتائج هذه الأفعال وتفضيل بعضنا مصالحه ومجده الشخصي علي مصلحة الوطن !!.

انتخبوا موسى أو شفيقا ، ولكن فلتتذكروا من أجلي من ماتوا ، فهم على الأقل من جعلوكم الآن قادرين على هذا الإختيار !!

تحياتي
ش.ز

يتبع 
في اختيار الرئيس : هذا هو اختياري !!

0 التعليقات:

إرسال تعليق