الخميس، 14 يونيو 2012

الإخوان سم العسكر !!


و عندما علت أوراق "صباحي" و "شفيق" في اللجنة التي كنت أشرف على الفرز فيها ، نظرت إلي القاضية وقالت مازحة : "باين إن ده اللي هما عاوزينه !!" ، ظننت حينها -بديهيا- أنها تذكر الناخبين !!

سآلني أحد المراقبين بجواري : "هما يقدروا يزيحوا التيار الإسلامي من الإعادة ؟!" ، تجاهلته وبحسن نية ظننته أيضا يذكر الناخبين !!!

في طريق عودتي فجرا إلى منزلي سيرا على الأقدام ، توقفت بجواري سيارة جندي الصاعقة المسئول عن حماية اللجنة و حماية من ينقلون نتائجها للجنة العامة ، سألني ركوب السيارة ليقلني إلى منزلي الواقع في طريقه ، قال لي خلال الطريق : هما عاوزين شفيق يكسب ، مرسي وأبو الفتوح مش حيكسبوا !! " ، ظننته وبغباء منقطع النظير أيضا يذكر الناخبين ، فأجبته : "هي أرادتهم فليختاروا من يشائون" ، رد علي ساخرا وبصوت مبحوح من جهد يومين كاملين : "إرادة مين ، ده شغل مخابرات !!" .

في الفترة الماضية ذكر الصديق عماد الدين السيد توقعاته لخطة هذه المخابرات ، صعود شفيق وصباحي لم يكن متوقعا ، ولذا فالخطة ( أ ) كانت توجيه الناخبين إليهم ، الخطة كانت صعود صباحي و شفيق إلى الإعادة ، الخطة كانت إبعاد الإسلاميين عن دخول تلك المرحلة ، وضمان صعود من يكره سيطرة هذا التيار إلى كرسي الحكم !!.

الخطة ( أ ) فشلت ، والمصيدة التي نصبها (من لا أعرفهم) للتيار الإسلامي ، أفلت منها مرسي بقوة حشده ، انتقل حينها هؤلاء (الذين لا أعرفهم) إلى الخطة (ب) ، تشويه الإخوان ، وأمام شعب لا يقرأ التاريخ (إن كان يقرأ في الأصل) ، يمكنك بسهولة تشويه من أردت ، يمكنك أن تتحدث عن قتلهم للنقراشي ، يمكنك أن تتحدث عن فكرهم الطامح للخلافة ، يمكنك أن تتحدث عن فتاويهم التي أصدروها منذ ٥٠ عاما مضت ، لن تخش شيئا من جمهور لن يراجع حرفا مما كتبت لن تخش شيئا من جمهور يتمتع الكثير منه بالأمية الفكرية ويتمتع البعض الآخر بالآمية الحقيقة !!

الخطة (ب) تؤتي ثمارها ، الكثير يبتعدون عن الإخوان ، ولكنهم (الذين لا أعرفهم) وعوا الدرس جيدا ، وأنهم رغم كل ما فعلوه ربما تهزمهم آلة الحشد التي يمتلكها التيار الإسلامي ، خاصة بعد اتحادها بخروج عبد المنعم أبو الفتوح من السباق ، من لا أعرفهم يفكرون الآن في الدفع بالخطة (ج) إلى السطح ، إعادة صباحي إلي السباق ، وإخراج حصانهم الخاسر "شفيق" بقانون العزل الذي منعوا تأثيره عليه طويلا ، سيهدمون المعبد لأنهم لا زالوا يرون انتصار الإخوان ممكنا ، وهم لن يراهنوا على ذلك ، الخطة (ج) مع بعض آثار الخطة (ب) ، يمكن أن تقلل هذه الإمكانية ، وتحشد القوى الثورية وراء "صباحي" الذي أعلن خلافه الصريح مع قيادات الإخوان ، صباحي الذي أدار دفة الصراع عنهم ، ووجهها إلى الطرف الذي يريدون ، وهذا هو حقا ما يريدون !!

بغض النظر عما قد ينتج عنه حكم اليوم من آثار ، فالعسكر سرطان يستشري في كل مفاصل وأنسجة هذه الدولة ، العسكر سرطان يتجدد لن يقضي عليه محاولة علاج هذه الخلايا أو إزالته عنها ، العسكر سرطان لن يقضي عليه إلا مهاجمة هذه الخلايا التي يتحصن بها والقضاء عليها تماما ، و لذا فالعسكر يستميتون لكيلا نعتمد خطة العلاج تلك ، هم يبحثون عمن يستمر في اعطاء المسكنات لهذا الجسد المريض ، أو على الأقل عمن يعتمد خطةً تستهدف ازالتهم من السطح فقط دون المساس بخلايهم التي تتجدد ، العسكر سرطان لن يخلصنا منه سوى عدوه اللدود والعلاج الكيميائي الذي لاطاقة له به و السم الزعاف الذي سيقتله هو وخلاياه من أول رشفة ، العسكر سرطان لن يقتله سوى سمٌ .. كالإخوان !!

لا تخشوا شيئا ، فسمّ الإخوان لن يكون قاتلا لأمثالنا ، فنحن نمتلك روحا ثورية تعد ترياقا لهذا السم ، روحا لا يمتلكها العسكر ، روحا ستساند أجسادنا الواهنة لتصمد حتي ينتهي علاجنا ، السم الذي سنسقيه أنفسنا ليس ساما لنا ، وإنما ساما لتك الخلايا الفاسدة التي زرعوها بداخلنا ، لا تخشوا شيئا فهو علاجنا حتى وإن بدا مرا أو ساما !!

سأختار ما لا يريده العسكر ، ولن أفعل ما يريدوه بتوجيه دفة الصراع عنهم ، سأتذكر دائما ، الإخوان سم العسكر ، وسأسقهم منه الكثير !!

تذكروا دائما ، الإخوان سمّ العسكر فأسقوه لهم !!

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق