سدا
للذرائع (١)
عند
دخولي إلى المحاضرة ، أخبرني بعض أصدقائي
(الأكثر
تدينا أو هكذا يظنون)
في
الجامعة أن علي أن أنتقل إلى الصفوف الأولى
للجلوس في المقاعد المخصصة للفتيان ، بعد
أن اتفقوا أن يجلس الفتيان في الصفوف
الأولى والفتيات في الصفوف الخلفية !!
سألتهم
عن العلة التي ابتدعوا من أجلها هذه القسمة
، أخبروني عندها أن ذلك أولا منعا للإختلاط
و ثانيا لمساعدة الفتيان على غض البصر
؟!!
اجبتهم
مبتسما :
وأين
هو البصر الذي سنغضه إذا ما جلس الفتيات
خلفنا ؟!
اجابوني
في ثقة -حسدتهم
عليها-
أن
هذا من باب سد الذرائع !!
إجبتهم
في فلسفة لم يستحسنوها :
بل
إن هذا من باب ضعف المؤمن ، والمؤمن الذي
لن يستطيع أن يمنع نفسه عما حرمه الله
عليه أو أن يودي ما أمره به إلا وراء سجون
الذرائع التي سنسدها هو مؤمن ضعيف ، الأحري
به أن يقوي إيمانه بدلا من أن ينصح غيره
بالدخول معه في قفص ضعفه !!
هالهم
ما قلته ونظروا إلي مستنكرين وأنا أسير
متجها إلى آخر صفوف المدرج وأجلس فيه أمام
فتاة استطيع أن أوكد أنني لم أنظر إليها
طوال المحاضرة لسبب أكبر كثيرا من قوة
إيماني … لأنني وببساطة قد غلبني النعاس
طوال هذه المحاضرة !!
يطلب
السادة أعضاء اللجنة التأسيسية من المستشار
الغرياني رئيسهم وقف بث الجلسات علنيا
للمحافظة على صورته أمام الرأي العام !!
أتساءل
ما الذي في مناقشات الجلسات قد يسئ إليهم
أو قد يشوه صورتهم ؟!
،
يجيبني لسان حالهم، مجرد سدا للذرائع !!
،
هم يريدون وقف الجلسات لكي يتحللوا من
المسئولية الملقاة علي عاتقهم ، كي يدخلوا
في دائرة يباح لهم فيها الغضب والخطأ دون
حساب أو عقاب ، هم لا يريدون أن يتعلموا
، وأن يحترموا مقدار المكانة التي وضعهم
الشعب الذي انتخبهم فيها ، اثلج صدري رد
رئيسهم الذي أكد لهم أن المحافظة على
صورتهم ليست مرهونة بوقف البث أو استمراره
بقدر قدرتهم على تحسين أساليب تواصلهم
واحترامهم لآداب الحديث وادراكهم
لمسئوليتهم الجسيمة وأن يصبحوا على قدرها
!!
سدا
للذرائع (٣)
يقاتل
مدّعو الليبرالية ، أو من يسمون أنفسهم
بالمدنيون في ايجاد الضمانات التي تقلل
من نفوذ الأغلبية الإسلامية على الدستور
الذين يتشدقون ليل نهار أنه لا أغلبية
تصنعه بل توافق يضم الجميع ، قد تسألهم
مما يخافون ؟!
وأين
مجال للاختلاف على مواد دستور تم التوافق
على معظمها ؟!
،
هل تخافون من إزالة كلمة "مبادئ"
من
المادة الثانية من الدستور ؟!
،
سيخبروك بثقة نحن لا نخشى شيئا ولكننا لا
نأمن ألاعيب التيار الإسلامي والمشكوك
في نواياه في الإستحواذ على الأغلبية !!،
تري في عيونهم الرد الأكثر صراحة :
"نحن
ضعفاء ولا بأس من تقليل نفوذ الإسلاميين
سدا للذرائع"
!!
يأتي
الفرج في الإعلان الغير دستوري المكمل
والذي يبيح لخمس اللجنة (٢٠
فردا)
بالإضافة
إلي المجلس العسكري حامي حمى ثورته
الخيالية أن يعترض على ما قد يوافق عليه
أربعة أخماس اللجنة (٨٠
فردا)
!!.
لن
أعلق عن الفكرة ، ولكن ما قد يظنه البعض
عائقا سيوقف أعدائهم ، هو ما قد يستخدمه
الأعداء لإيقافهم ، آتخيل الآن الإسلاميون
وهو الذين لن يقلوا عن الخمس بأي حال من
الأحوال ، وهم يعترضون على بعض مواد
للدستور ويوقفوا عمل اللجنة !!
أتخيل
الإسلاميين وهم يعقدوا الصفقات مع حامي
حمى ثورته الخيالية (المجلس
العسكري)
فيمرروا
ما يخشاه الليبراليون مقابل بعض المنافع
العسكرية !!
لن
يبني الوطن جماعة يري كل فرد منهم الآخر
عدوا ، ولن يبني الثقة بينهم جدار يحتمي
كل منهم به من الآخر ، ولكن ما سيبني الوطن
والثقة بينهم هو هدم هذا الجدار لكي يستطيع
كل منهم رؤيية الآخر بمنتهى الوضوح
بالإضافة إلي تعلم كيفية التعامل والتواصل
معه بالشكل الصحيح ، أما البقء كل وراء
سده متذرعا بالخوف من الآخر لا يبنى سوي
الجبن والخسة والخيانة في النفوس ..
وكفي!!
سدا
للذرائع (٤)
يجلس
الرئيس المنتخب محمد محمد مرسي بجوار
رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في
صورة مشتركة لهما بعد انتخاب الرئيس ،
يغضب بعض الثوار من الصورة التي يروا فيها
امتهانا للرئيس ووضع مكانته المنتخبة في
مكانة موازية لطنطاوي المعين !!
يكرر
الرئيس الصورة للمرة الثانية في صباح
اليوم التالي ، ويظهر في صورة مشتركة مع
قيادات الداخلية يقف فيها بالتوازي مع
وزير الداخلية !!
،
يستنكر البعض الصورة غاضبا ، ويعلن الجميع
أن مرسي رئيس بلا صلاحيات !!
الغريب
أن ما كنا ننتقده سابقا عن مبارك أنه كان
على رأس كل هذه السلطات ، وأن هذا من أهم
اسباب ثورتنا عليه ، أعلم أن المجلس
العسكري ينتهك الأجواء الدستورية بفرماناته
العسكرية ، ولكنني لا أرى أن حتى الدستور
الجديد سيجعل من مرسي رئيسا لكل هذه
الهيئات ، ولكنه سيجعل منها هيئات موازية
له لها دورها التي تؤديه بموجب القانون
الذي يحدد العلاقة بينهما ، تشدقنا كثيرا
باللا مركزية ، والمؤسسات الرئاسية ،
التي تهدم فكرة حكم الفرد ، ولا أتخيل أن
لا تكون في هذه المؤسسة ذراع للشرطة وذراع
للجيش ، المطلوب هو الفصل بين هذه السلطات
، وتحديد صلاحياتهم، بمعنى أن يظهر كل
منهما في الصورة دون أن يغطي أحدهما على
الآخر أو يزيد عليه !!
بالطبع
سيعلن البعض أن ما نفعله هو سدا للذرائع
وخوفا من توغل العسكر في الدولة ، سأخبرهم
لن يعمق العسكر في دولتنا إلا هذا الضعف
الذي فينا ، ولن يوقفهم سدود ذرائعنا ،
وإنما العمل علي تقوية قدراتنا المدنية
وأن نصبح الأبرز في الصورة حتى وإن كانوا
فيها معنا !!
سدا
للذرائع (٥)
مرسي
هو رئيس لكل المصريين ، وليس رئيس الثائرين
فقط ، مرسي هو رئيس الإسلاميين والليبرالين
، المسلمين والمسيحين ، مرسي رئيس سياسي
، عليه التعامل مع كل هؤلاء ليخرج لنا
النتيجة التي نرتضيها جميعا ، مرسي لن
يرضخ لما تريده طائفة منا دون أخرى ، وإنما
مهمته أن يوجد الحل الثالث الذي سيرضينا
جميعا ، ما علينا هو أن نتقبل هذا الحل
مادام سيحقق طموحات ورغبات نسبة كبيرة
من هذا الشعب !!
سيعلو
صوت البعض ليعارضني حين أقول أني لا أهتم
أين سيحلف الرئيس اليمين الدستورية ؟!
،
نعم أنا لا أهتم ، فمعظم أبناء هذا الشعب
قد اعترف بمحمد مرسي رئيسا ، وهذا بالنسبة
لي فيه ما يكفي لإقرار شرعيته ، سيقول
قائل ولكنه إن حلف أمام المحكمة الدستورية
فقد اعترف بالإعلان الغير دستوري المكمل
، سأجيبهم بنعم ، ولكن هذا لا يمنح الأعلان
الشرعية التي يريد ، ولا يمنعنا من استكمال
الثورة عليه واسقاطه ، جل ما أخشاه أن
يكون اعتراضنا على هذه الإعلان مجرد عندا
ومحاولة لإخضاع العسكر الذين نخشاهم لا
لإقرار شرعية الشعب، كما هو حال العسكر
الذين يحاولون بهذه الإعلان أن يخضعوا
الرئيس القادم والدولة المدنية التي
يخشوها لصالحهم لا لحماية الشرعية كما
يدعون !!
فليحلف
الرئيس في أي مكان ، سدا للذرائع كما
يقولون ، وليكمل طريقه السياسي ، كما
سنكمل نحن طريقنا الثوري ، لا تعارض بين
هذا وذاك ، وليستغل كل منا الآخر ورقةً
على طاولة معركته التي يصارع فيها ، ولكنه
من غير المقبول أن يُتخذ أي موقفٍ من
الرئيس كحلفه لليمين أو غيره ذريعةً
لايقاف ثورتنا !!
،
ثورتنا التي لن يتوقف قطارها إلا بالوصول
إلى محطاتها الثلاث الأساسية :
العيش
..
الحرية
..
العدالة
الإجتماعية ..
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق