السبت، 21 يوليو 2012

رمضات ٢ : هزي إليك بجذع النخلة !!! ..



وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا 

مريم (٢٥)

عن ما هية الأسباب أتحدث اليوم قبل أن أتحدث عن الأخد بها ، فربما كان عدم أخذنا بها جهلا قبل أن يكون غفلة !!.

السبب : الضعف

نتحدث دائما عن ضعفنا ، عن قلة مواردنا ، عن فقرنا ، عن عوزنا ، متناسين أن الضعف ومثل هذه الذرائع التي نتذرع بها لا بد أن تكون السبب الحقيقي للأخد بالأسباب !! .

عندما نجهل علينا أن نقرأ ، عندما تضعف قوانا علينا تقويتها ، الضعف هو اللحظة التي نبدأ فيها الأخد بالأسباب ، وليست اللحظة التي نتوقف فبها لاظهار عجزنا !! ، هكذا فعلت مريم ، في قمة ضعفها لم تفكر أن كانت هزتها لنخلة تجاورها قد تنقذها أم لا ، ولكنها حاولت ، وأخذت بالأسباب ، لم تأخد من اليأس حجة للتوقف ، ولكنها هزت النخلة ، فعلتها وهي في قمة الضعف ، لأنها أدركت أنه الطريق الوحيد لكسر هذا الضعف ، الضعف ليس سببا للتوقف ، ولكنه سببا للأخذ بأسباب القوة !!.

السبب : الإرادة

أن نريد هو ما ينقصنا ، أن نريد هو ما سيحرك يدنا نحو مواردنا التي لا نراها ، نحن نملك الكثير ، ولكننا كما نقلل من أنفسنا أحيانا ونضعفها ، فنحن نقلل من من أهم مواردنا ونضعفها ، نقلل من كلمة طيبة قد تسعد غيرنا ، نقلل من كتاب قد نقرأه ، نقلل من مساعدة لغيرنا ، نقلل من شربة ماء قد نسقيها غيرنا ، نقلل من أشياء نظنها أضعف من أن تضيف لنا شيئا ، أو أن تسقط لنا ثمرا ، ولكنها في الحقيقة تحمل لنا كل الخير !!.

السبب : اليقين

وفي الحقيقة، فليست هزة يديك ولا النخلة التي تسكن جوارك هو من يأتيك بالثمر !!

من يأتيك بالثمر هو الله !

هذا اليقين هو ما ينقصنا ، هذا هو السبب الأعظم الذي ننساه كثيرا ، وربما تمر أعمارنا فتنسينا الحياة أن نأخذ به يوما !!

يحكى في الأثر عن نبي الله موسى أنه يوما آلمته أسنانه ، فكلم ربه أن يخفف عنه ألمه ، فأرشده الله إلى شجرة ليأخذ منها عودا يسوك به أسنانه ، ففعل ، فإذ بالألم يذهب عنه في الحال ! ، وفي اليوم التالي عاوده الألم ، فاتجه مباشرة إلى الشجرة فأخد منها ما يسوك به أسنانه ، ولكن الألم حينها استمر ، و لم يذهب أو يخف ، فاتجه إلى ربه مرة أخري فسأله لم لم تخفف عنه ألمه رغم أنها فعلت في اليوم الأول، فأجابه الله : “سألتني في الأولى ، فخففت عنك ، وسألت الشجرة في الثانية ، فلم تغن عنك شيئا !!”

ليس الأخذ بالأسباب بذي نفع إن لم ندرك السبب الحقيقي وراء قدرتنا وقدرة ما نأخذ به من أسباب أضعف منه …


تحياتي
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق