وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا
مريم (٢٥)
عن
ما هية الأسباب أتحدث اليوم قبل أن أتحدث عن
الأخد بها ، فربما كان عدم أخذنا بها جهلا قبل أن يكون غفلة !!.
السبب
: الضعف
نتحدث
دائما عن ضعفنا ، عن قلة مواردنا ، عن
فقرنا ، عن عوزنا ، متناسين أن الضعف ومثل
هذه الذرائع التي نتذرع بها لا بد أن تكون
السبب الحقيقي للأخد بالأسباب !!
.
عندما
نجهل علينا أن نقرأ ، عندما تضعف قوانا
علينا تقويتها ، الضعف هو اللحظة التي
نبدأ فيها الأخد بالأسباب ، وليست اللحظة
التي نتوقف فبها لاظهار عجزنا !!
، هكذا
فعلت مريم ، في قمة ضعفها لم تفكر أن كانت
هزتها لنخلة تجاورها قد تنقذها أم لا ،
ولكنها حاولت ، وأخذت بالأسباب ، لم تأخد
من اليأس حجة للتوقف ، ولكنها هزت النخلة
، فعلتها وهي في قمة الضعف ، لأنها أدركت
أنه الطريق الوحيد لكسر هذا الضعف ، الضعف
ليس سببا للتوقف ، ولكنه سببا للأخذ بأسباب
القوة !!.
السبب
: الإرادة
أن
نريد هو ما ينقصنا ، أن نريد هو ما سيحرك
يدنا نحو مواردنا التي لا نراها ، نحن
نملك الكثير ، ولكننا كما نقلل من أنفسنا
أحيانا ونضعفها ، فنحن نقلل من من أهم
مواردنا ونضعفها ، نقلل من كلمة طيبة قد
تسعد غيرنا ، نقلل من كتاب قد نقرأه ، نقلل
من مساعدة لغيرنا ، نقلل من شربة ماء قد
نسقيها غيرنا ، نقلل من أشياء نظنها أضعف
من أن تضيف لنا شيئا ، أو أن تسقط لنا ثمرا
، ولكنها في الحقيقة تحمل لنا كل الخير
!!.
السبب
: اليقين
وفي
الحقيقة، فليست هزة يديك ولا النخلة التي
تسكن جوارك هو من يأتيك بالثمر !!
من
يأتيك بالثمر هو الله !
هذا
اليقين هو ما ينقصنا ، هذا هو السبب الأعظم
الذي ننساه كثيرا ، وربما تمر أعمارنا
فتنسينا الحياة أن نأخذ به يوما !!
يحكى
في الأثر عن نبي الله موسى أنه يوما آلمته
أسنانه ، فكلم ربه أن يخفف عنه ألمه ،
فأرشده الله إلى شجرة ليأخذ منها عودا
يسوك به أسنانه ، ففعل ، فإذ بالألم يذهب
عنه في الحال !
، وفي
اليوم التالي عاوده الألم ، فاتجه مباشرة
إلى الشجرة فأخد منها ما يسوك به أسنانه
، ولكن الألم حينها استمر ، و لم يذهب أو
يخف ، فاتجه إلى ربه مرة أخري فسأله لم لم
تخفف عنه ألمه رغم أنها فعلت في اليوم
الأول، فأجابه الله :
“سألتني
في الأولى ، فخففت عنك ، وسألت الشجرة في
الثانية ، فلم تغن عنك شيئا !!”
ليس
الأخذ بالأسباب بذي نفع إن لم ندرك السبب
الحقيقي وراء قدرتنا وقدرة ما نأخذ به من
أسباب أضعف منه …
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق