السبت، 28 يوليو 2012

رمضات ٩ : الفتنة أشد من القتل …



وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ

البقرة ١٩١

إن أردت أن تحكم علي الفعل فاعلم أثره !!
هذا الذي جعل من الفتنة أشد أثرا من القتل وإن كانت أبسط في الفعل من القتل وأهون !!

وكيف يقارن قتل يزهق روح الإنسان ويعدم الحياة ، وبين فتنة تزهق إرادته وتزورها وتعدم عقله واختياره ، فتشوه له الحق وتزين له الباطل ، تؤذيه وتهدده وتخدعه ، فتسلبه حريته وعقله ، التي هي الدرر التي خلقها الله فيه فيغدو عبئا على نفسه الموت والقتل أهون له وأفضل.

يقول سيد قطب في كتابه ظلال القرآن :
وهذه النظرة الرسلامية لحرية العقيدة ، وإعطاؤها هذه القيمة الكبرى في حياة البشرية .. هي التي تتفق مع طبيعة الإسلام ، ونظرته إلى غاية الوجود الإنساني ، فغاية الوجود الإنساني هي العبادة (ويدخل في نطاقها كل نشاط خير يتجه به صاحبه إلى الله ) . وأكرم ما في الإنسان حرية الاعتقاد ، فالذي يسلبه هذه الحرية ، ويفتنه في دينه فتنة مباشرة أو بالواسطة ، يجني عليه ما لا يجني عليه قاتل حياته ”

فليس أشد من فتنة المرء في دينه ، وفي حرية اعتقاده ، فهي في الحقيقة ليست قتلا لإرادته فقط ، وإنما قتلا لإرادة من يتعايشون معه ويتأثرون من موت إرادته وذل حاله ، وليته مات فانتهى الأمر عند حده هو فقط ، ولكنه ببقاءه صار موتا معديا يسير بين الناس!!

الفتنة ليست قنبلة تنفجر في الناس فتقتلهم ، وإنما هي البارود الذي يملأ هذه القنبلة حتى تنفجر فما أن تفعل فيستخدمونه في غيرها لتبدأ سلسلة أخري من القتل .

الفتنة قتل مستمر لا نهاية له !!

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

تحياتي
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق