إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
الأنفال ٢٢
فالإنسان
الذي علمه الله الأسماء ، وحمل الأمانة
وملّكه الله العقل وحرية الإختيار ، ما
كان له أن يعزف عن استخدام ما منحه الله
إياه ليصير كما الأدنى من المخلوقات من
حيونات ونبات ، فإن عذرت هي في عجزها ،
فما حجته هو ؟!
يقول
الشعراوي :
"ولقائل
أن يقول :
كيف
يقول الحق تبارك وتعالى :
“ إن
شر الدواب عند الله"
بينما
الحيوانات كلها مسخرة ؟ ونقول :
إذا كنت
أيها الإنسان تأخذ وظيفة الأدنى فأنت
تختار أن تكون شرا من الدابة ، لأن الأدنى
مسخر بقانونه ويفعل الأشياء بغرائزه لا
بفكره ، فكأن فكر البديلات غير موجود فيه
، لكنك زيها الإنسان ميزك الله بالعقل
الذي يختار بين البديلات، فإن زوقفت عقلك
عن العمل ، وسلبت قدرتك على القبول لما
تسمع من وحي إلا تكون شر الدواب "
فهو
شر ما دب على الأرض ، من يملك سمعا فلا
يسمع الحق فيفهمه ويتبعه ، ومن يملك اللسان
فلا يتكلم فينهى عن الضلال ويمنعه ، ومن
يملك العقل فيهمله ويعطله ، فلم يُعط
الإنسان هذه الإدوات إلا لينفض عنه سلبيته
، ويعملها في إعمار أرض الله وإقرار سننه
وشرعه في هذه الأرض التي استخلفها !
يقول
القرضاوي :
"فالمعرض
لا يسمع ، وإن سمع لا يعي ، لأنه يحضر بجسمه
لا بعقله .
بل هو
يحاول أن يعطل عقله حتى لا يفكر ، وإذا
عطل الإنسان عقله الذي ميزه الله به ، غدا
أحط من من البهيمة العجماء ، وأصبح من شر
الدواب !.”
فهل
لنا أن نعي قبل أن نسمع؟!
، هل
لنا أن نصبح عاقلين قبل أن تكون ناقلين ،
فإن كنا فما كان لأحد أن يخشى على دين الله
وشريعته ممن يظنون قدرتهم على ضحدها
بالعقل ، فوالله ما دين الله الذي يتنافى
مع العقل ، ولكنها عقولنا أهملناها فما
عدنا قادرين على الوقوف أمام عقول الآخرين
بنقلنا لدين الله دون فهم أو وعي !!
اللهم
اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
.
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق