الأحد، 29 يوليو 2012

رمضات ١٠ : شر الدواب ...



إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ

الأنفال ٢٢

فالإنسان الذي علمه الله الأسماء ، وحمل الأمانة وملّكه الله العقل وحرية الإختيار ، ما كان له أن يعزف عن استخدام ما منحه الله إياه ليصير كما الأدنى من المخلوقات من حيونات ونبات ، فإن عذرت هي في عجزها ، فما حجته هو ؟!

يقول الشعراوي :
"ولقائل أن يقول : كيف يقول الحق تبارك وتعالى : “ إن شر الدواب عند الله" بينما الحيوانات كلها مسخرة ؟ ونقول : إذا كنت أيها الإنسان تأخذ وظيفة الأدنى فأنت تختار أن تكون شرا من الدابة ، لأن الأدنى مسخر بقانونه ويفعل الأشياء بغرائزه لا بفكره ، فكأن فكر البديلات غير موجود فيه ، لكنك زيها الإنسان ميزك الله بالعقل الذي يختار بين البديلات، فإن زوقفت عقلك عن العمل ، وسلبت قدرتك على القبول لما تسمع من وحي إلا تكون شر الدواب "

فهو شر ما دب على الأرض ، من يملك سمعا فلا يسمع الحق فيفهمه ويتبعه ، ومن يملك اللسان فلا يتكلم فينهى عن الضلال ويمنعه ، ومن يملك العقل فيهمله ويعطله ، فلم يُعط الإنسان هذه الإدوات إلا لينفض عنه سلبيته ، ويعملها في إعمار أرض الله وإقرار سننه وشرعه في هذه الأرض التي استخلفها !

يقول القرضاوي :
"فالمعرض لا يسمع ، وإن سمع لا يعي ، لأنه يحضر بجسمه لا بعقله . بل هو يحاول أن يعطل عقله حتى لا يفكر ، وإذا عطل الإنسان عقله الذي ميزه الله به ، غدا أحط من من البهيمة العجماء ، وأصبح من شر الدواب !.”


فهل لنا أن نعي قبل أن نسمع؟! ، هل لنا أن نصبح عاقلين قبل أن تكون ناقلين ، فإن كنا فما كان لأحد أن يخشى على دين الله وشريعته ممن يظنون قدرتهم على ضحدها بالعقل ، فوالله ما دين الله الذي يتنافى مع العقل ، ولكنها عقولنا أهملناها فما عدنا قادرين على الوقوف أمام عقول الآخرين بنقلنا لدين الله دون فهم أو وعي !!

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

تحياتي
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق