وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
البقرة ٣١
والفرق
كبير !!
الفرق
كبير بين تلقين الأسماء و تعليمها ، فقد
علم رب السموات والأرض آدم الأسماء كلها
ولم يلقنه أياها ، وفي ذاك ما يستلزم العقل
والفهم ، فآدم لم يحفظ الأسماء ليخبر بها
الملائكة فحسب ، ولكنه تعلمها وفهمها
ليستخدمها في حياته ومعاشه وقدره الذي
قدره الله له .
ولكن
ما هي الأسماء ؟!
، وما
قيمتها التي جعلت من تعلمها أساسا من
أساسيات خلق آدم وبنوه !!
اختلف
الكثير في معرفة ما هي الأسماء التي تعلمها
آدم ، ولست هنا في معرض أو في محاولة
لمعرفتها ، فللأسماء مع جهلنا بها مدلول
أرد سبحانه وتعالى أن ندركه ، فالأسماء
رغم بساطتها و سطحيتها هي الرابط الذي
يربط الأشياء ، هي التي تصنفها وتعرفها
لنا ، هي التي تضع لنا الإبتسامة في خانة
الفرح والخير ، وهي التي تضع الدمع في
خانة الحزن والخوف ، الأسماء هي المبادئ
التي تحدد قيمة الأشياء ، هي البذور التي
أنبتت بها شجرة الإنسان وفطرته ، والتي
تعلم كيف يتعامل معها ليستمر في سقايتها
وتنميها ، فإما أن يزكيها بالخير ، وإما
أن يلوثها بالشر ، وعلى قدر ما يفعل تكن
معرفته وعلمه الذي يصل إليه !!.
الأسماء
هي ما تحدد قدر الأشياء وقيمتها ، فما نفع
العمل تحسن أداءه وأنت لا تعرف له اسما
؟! ،
فإذا سألك أحدهم أن تؤديه له عجزت عن
القيام به أو الإستجابة لسؤاله !!
.
معرفة
الأسماء هي ما تحدد قدر الإنسان أيضا ،
فآدم وبنوه بما علموا من الأسماء استحقوا
خلافة الأرض دون غيرهم من مخلوقات الله
تعالى ، وهكذا الإنسان الآن ، قدره يزيد
عن غيره بما يعلمه من أسماء الأشياء ونفعها
، وارتباط بعضها ببعض ، فقد يمتلك الكثير
ذات المعرفة ولكن القليل منهم من يعلو
قدره بعلمه -
وليس
حفظه -
لاسمها
، وادراكه لنفعها واستخدامها ، بينما
يجهل الآخرون في الأصل كيف ينادي الناس
معرفتهم التي يمتلكون ، فكيف لهم أن يعلموا
فائدتها لهم أو لغيرهم !!
غير
أن العلم بالأسماء ليس منتهى العلم ،
فمعرفة الخريطة لا يعني معرفة البلدان ،
ولكنها ترشدنا إليها وتحثنا على استكشافها
، فهي المفاتيح التي سلمها الله لآدم
لتفتح له أبواب الأرض التي كتب له الخلافة
فيها ، ولكن الخالق هو الأعلم بسر كل شئ
و ماهيته وهذا هو العلم الأعظم الذي لا
يملكه سواه !.
يقول
مصطفى محمود :
و
من حكاية تعليم الله الأسماء لآدم نتعرف
على صفة أخرى في العقل البشري أنه معد و
مؤهل لتعلم أسماء الأشياء فقط و ليس
ماهيتها و أن العلم البشري هو علم بالحدود
و المقادير و العلاقات الخارجية فقط، و
أنه لا يستطيع أن يدرك كنه شيء..
و هو
أمر ثابت في الفلسفة.
سبحانك
ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا .
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق