الثلاثاء، 24 يوليو 2012

رمضات ٥ : وعلم آدم الأسماء كلها !!



وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

البقرة ٣١

والفرق كبير !!


الفرق كبير بين تلقين الأسماء و تعليمها ، فقد علم رب السموات والأرض آدم الأسماء كلها ولم يلقنه أياها ، وفي ذاك ما يستلزم العقل والفهم ، فآدم لم يحفظ الأسماء ليخبر بها الملائكة فحسب ، ولكنه تعلمها وفهمها ليستخدمها في حياته ومعاشه وقدره الذي قدره الله له .

ولكن ما هي الأسماء ؟! ، وما قيمتها التي جعلت من تعلمها أساسا من أساسيات خلق آدم وبنوه !!

اختلف الكثير في معرفة ما هي الأسماء التي تعلمها آدم ، ولست هنا في معرض أو في محاولة لمعرفتها ، فللأسماء مع جهلنا بها مدلول أرد سبحانه وتعالى أن ندركه ، فالأسماء رغم بساطتها و سطحيتها هي الرابط الذي يربط الأشياء ، هي التي تصنفها وتعرفها لنا ، هي التي تضع لنا الإبتسامة في خانة الفرح والخير ، وهي التي تضع الدمع في خانة الحزن والخوف ، الأسماء هي المبادئ التي تحدد قيمة الأشياء ، هي البذور التي أنبتت بها شجرة الإنسان وفطرته ، والتي تعلم كيف يتعامل معها ليستمر في سقايتها وتنميها ، فإما أن يزكيها بالخير ، وإما أن يلوثها بالشر ، وعلى قدر ما يفعل تكن معرفته وعلمه الذي يصل إليه !!.

الأسماء هي ما تحدد قدر الأشياء وقيمتها ، فما نفع العمل تحسن أداءه وأنت لا تعرف له اسما ؟! ، فإذا سألك أحدهم أن تؤديه له عجزت عن القيام به أو الإستجابة لسؤاله !! .

معرفة الأسماء هي ما تحدد قدر الإنسان أيضا ، فآدم وبنوه بما علموا من الأسماء استحقوا خلافة الأرض دون غيرهم من مخلوقات الله تعالى ، وهكذا الإنسان الآن ، قدره يزيد عن غيره بما يعلمه من أسماء الأشياء ونفعها ، وارتباط بعضها ببعض ، فقد يمتلك الكثير ذات المعرفة ولكن القليل منهم من يعلو قدره بعلمه - وليس حفظه - لاسمها ، وادراكه لنفعها واستخدامها ، بينما يجهل الآخرون في الأصل كيف ينادي الناس معرفتهم التي يمتلكون ، فكيف لهم أن يعلموا فائدتها لهم أو لغيرهم !!


غير أن العلم بالأسماء ليس منتهى العلم ، فمعرفة الخريطة لا يعني معرفة البلدان ، ولكنها ترشدنا إليها وتحثنا على استكشافها ، فهي المفاتيح التي سلمها الله لآدم لتفتح له أبواب الأرض التي كتب له الخلافة فيها ، ولكن الخالق هو الأعلم بسر كل شئ و ماهيته وهذا هو العلم الأعظم الذي لا يملكه سواه !.

يقول مصطفى محمود :
و من حكاية تعليم الله الأسماء لآدم نتعرف على صفة أخرى في العقل البشري أنه معد و مؤهل لتعلم أسماء الأشياء فقط و ليس ماهيتها و أن العلم البشري هو علم بالحدود و المقادير و العلاقات الخارجية فقط، و أنه لا يستطيع أن يدرك كنه شيء.. و هو أمر ثابت في الفلسفة.

سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا .

تحياتي
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق