وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ١١٨
إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ١١٩
هود ١١٨-١١٩
يقول
الشعراوي :
ولذلك
خلقهم ، أي للإختلاف والرحمة معا !!
فهي
إرادة الله أن يبقي الإختلاف بيننا ، فهي
نتيجة طبيعية لطبيعتنا المخيرة ، واختلاف
أهوائنا ، ونفوسنا الحرة ، وهي ليست نقمة
كما قد يراها البعض ولكنها رحمة تتكامل
بها البشر .
يقول
تعالى :
نحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
الزخرف ٣٢
فالحياة
الدنيا لم تعط كاملة لأحد دون الآخر ، ولم يعط
أحد من البشر من القدرة على فعل كل شئ ،
فمن امتلك مالا ، لم يمتلك الصحة ، ومن
امتلك الصحة ، فلم يمتلك العيال وهكذا
!!.
حتى
الإختلاف في الدين ، فسنة الله هو الإختلاف
حتى في الإيمان به سبحانه ، فليس اتفاق
البشر على دين واحد فيه صلاح هذه الأرض
!!
يقول
الشعراوي :
"الكفر
مؤمن ، هو من يري المسلم قيمة إيمانه ،
كما يقولوا عن المرض أنه رسول العافية ،
فهو الذي يأتي للإنسان فيعلمه عن خطب ألم
في عضو من أعضائه "
وقد
يظن البعض أن الإختلاف الذي أراده الله
لنا هو خلاف التوافق الذي يبحث عنه كل
البشر ، بل ويظنوه مدعاة الحروب والخراب
بينهم ، ولكنه في الحقيقة غير ذلك تماما
، فرحمة الله لا يشوبها شر للبشر !!
ويحضرني
هنا مثلا قاله الشيخ الشعراوي الذي اقتبست
حديثي عن هذه الفكرة من كلماته حين قال :
“ما
بالك بشخصين أختلفا ، فأحب كل منهما جزء
من دجاجة أمامهما ، فهذا أحب صدرها ، وهذا
أحب وركها ، فإن جلسا على طاولة واحدة
اتفقا ، رغم اختلافهما فيما يحبون !!. وما
بال شخصين اتفقا فأحبا نفس الجزء من نفس
الدجاجة ، فإن جلسا على طاولة واحدة ،
اختلفا ، رغم اتفاقهما فيما يحبون !!. أليس
انعدام الإختلاف حينها هو مدعاة الخلاف
والشقاق بينهما أم العكس ؟!”
فالإختلاف
رحمة ، بل إنه عين الوفاق ، لو نظر كل منا
إلى ما ميزه الله به ، ووثق بأن الله لم
ولن يظلمه أبدا !!
وحينها
لا خلاف ، بل أهلا بالإختلاف !!
تحياتي
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق