الاثنين، 23 يوليو 2012

رمضات ٤ : ولا يزالون مختلفين !!



وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ١١٨
إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ١١٩ 

هود ١١٨-١١٩


يقول الشعراوي :

ولذلك خلقهم ، أي للإختلاف والرحمة معا !!

فهي إرادة الله أن يبقي الإختلاف بيننا ، فهي نتيجة طبيعية لطبيعتنا المخيرة ، واختلاف أهوائنا ، ونفوسنا الحرة ، وهي ليست نقمة كما قد يراها البعض ولكنها رحمة تتكامل بها البشر .

يقول تعالى :

نحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

الزخرف ٣٢

فالحياة الدنيا لم تعط كاملة لأحد دون الآخر ، ولم يعط أحد من البشر من القدرة على فعل كل شئ ، فمن امتلك مالا ، لم يمتلك الصحة ، ومن امتلك الصحة ، فلم يمتلك العيال وهكذا !!.

حتى الإختلاف في الدين ، فسنة الله هو الإختلاف حتى في الإيمان به سبحانه ، فليس اتفاق البشر على دين واحد فيه صلاح هذه الأرض !!

يقول الشعراوي :

"الكفر مؤمن ، هو من يري المسلم قيمة إيمانه ، كما يقولوا عن المرض أنه رسول العافية ، فهو الذي يأتي للإنسان فيعلمه عن خطب ألم في عضو من أعضائه "

وقد يظن البعض أن الإختلاف الذي أراده الله لنا هو خلاف التوافق الذي يبحث عنه كل البشر ، بل ويظنوه مدعاة الحروب والخراب بينهم ، ولكنه في الحقيقة غير ذلك تماما ، فرحمة الله لا يشوبها شر للبشر !!

ويحضرني هنا مثلا قاله الشيخ الشعراوي الذي اقتبست حديثي عن هذه الفكرة من كلماته حين قال :
ما بالك بشخصين أختلفا ، فأحب كل منهما جزء من دجاجة أمامهما ، فهذا أحب صدرها ، وهذا أحب وركها ، فإن جلسا على طاولة واحدة اتفقا ، رغم اختلافهما فيما يحبون !!. وما بال شخصين اتفقا فأحبا نفس الجزء من نفس الدجاجة ، فإن جلسا على طاولة واحدة ، اختلفا ، رغم اتفاقهما فيما يحبون !!. أليس انعدام الإختلاف حينها هو مدعاة الخلاف والشقاق بينهما أم العكس ؟!”

فالإختلاف رحمة ، بل إنه عين الوفاق ، لو نظر كل منا إلى ما ميزه الله به ، ووثق بأن الله لم ولن يظلمه أبدا !!

وحينها لا خلاف ، بل أهلا بالإختلاف !!

تحياتي
ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق