الثلاثاء، 31 يوليو 2012

رمضات ١٢ : الخلطاء ..




وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ٢١ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ٢٢ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ٢٣ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ٢٤ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ٢٥

ص

بمجرد التأمل لحال بعضنا هذه الآيام سنعرف الكثير والكثير من هؤلاء الخلطاء !

خلطاء يشبهون وإلى حد كبير خلطاء قصة داوود عليه السلام ، فيأتيك الأخ فيقول : “هذا أخي قد قتل أولادي” ، ويظهر على شاشات التلفاز ، ويحكي حكايته الدرامية على كل القنوات والبرامج ، وتأتيه مشاعر التعاطف من كل مكان ، ومن كل حدب وصوب ، حتى يصبح مظلوما ، دون أن يسأل أحدهم الآخر فيم قتله لابناء أخيه ؟!.

حتى الحكمة التي منحها الله لداوود لم تمنعه من الخطأ في موقف مشابه لمثل هؤلاء الخلطاء ، فداوود قد حكم دون ان يستمع من الأخ الآخر رده على دعوى أخيه ، فاهتز ميزان العدل في يديه ، وأراد سبحانه وتعالى أن يبين له بهذا الأختبار ميزان العدل الذي لا يصح بكفة واحده دون الأخرى ، فهل رأيت من يقارن بين مكيالين أيهما أثقل بأن يضع أحدهما في كفة ميزان دون أن يضع الأخرى في الكفة الأخري ؟!

يقول القرضاوي :
فمن قر أ القصة لم يفهم منها إلا ما تؤديه عبارتها بصراحة ووضوح ، وخطأ داوود فيها تعجله بالحكم على أحد الخصمين بمجرد سماع دعوىصاحبه ، دون أن يتثبت بسماع الطرف الآخر في الخصومة. وقد قيل : إذا أتاك أحد الخصمين وقد قلعت إحدى عينيه ، فلا تحكم له حتى يأتي الخصم الآخر، فلعل عينيه مقلوعتان !!”

وكما يبغى الخلطاء بعضهم على بعض ، فالحَكَم فد يعتريه الهوي فيحيد عن الحق ، فالهوى هو ما قد يقلب الموازين ، فيجعل الباطل ظاهرا وهو زاهق ، وبدلا أن يكون الحَكَم هو من يفصل بين الخلطاء ويوقف بغيهم على بعض ، يزيدههم ضلالا وبغيانا على بعضهم.



يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ٢٦

ص

تحياتي
ش.ز




0 التعليقات:

إرسال تعليق