الخميس، 31 يناير 2013

ملاك الأرض !!



واستيقظت ...
تلك الملاك ...
وتلفتت حولها ...
فلم تر شيئا ...
مما كانت تراه ...
مما كان هناك في السماء ...
ففركت عينها ...
وحاولت أن تعود إلى النوم ...
فلم تستطع ...
كيف ينام ملاك في هذه الأرض ...
وسط كل هؤلاء المخلوقات ...
أهؤلاء هم البشر ...
أهذا الذي يظهر في وسط السماء ...
هو القمر ...
غريبة هي الأرض ...
غريبة... غريبة ...
هكذا كانت أفكارها ...
لكنها توقفت ...
عن التفكير لحظة واحدة ...
لحظة واحدة فقط ...
عندما تناهى ...
ذلك الصوت الضعيف ...
إلى أسماعها ...
****
من قبل هذا الصوت ...
ما كان شيء في هذه الدنيا ...
يستحق الانتظار بنظرها ...
كل الأصوات حولها ...
عالية ... مرتفعة ...
كانت تهرب منها ...
كانت تبتعد عنها ...
كانت منها تفر ...
كانت لا تنظر جوارها أبدا ...
إلا حين سماعها ...
ذلك الصوت ...
صوت الحياة الوحيد ...
في عالم قد مات ...
صوت قلب دافئ ...
رقيق ...
يكمن في صدر قريب ...
تسمعه وكأنه ...
زهرة نادية ...
تأتي من حبيب...
ضعيف جدا...
ضعيف ...
وكم له من تأثير عجيب ...
*****
"أين أنت ؟؟" ...
هكذا نادت ...
"وأين كنت
ولم غبت كل هذا....
عني حتى يئست....
أتراك حقيقة ...
أم أنا من فرط شوقي ...
قد جننت...
هل أنت في أحد من هؤلاء...
وكيف لي أن أعرف ...
أيهم أنت ...
أيهم أنت ؟؟؟"
ودمعة سالت من ملاك ...
كأطهر ما يكون ...
قطرة سقطت لتخرج لحنا ...
خرافيا حنون ...
لحنا لأجله الدنيا تختفي ...
ومهما كانت ...
مهما كانت تهون ...
*****
وهانت ...
هانت هذه الأرض واختفت...
هي والسماء ....
لكأنها بدموعها قد طهرتها ...
وأخرجت منها البلاء ...
ومن بعيد ...
بدا ظلا يأتيها من بعيد ...
يمشي هادئا ...
في الهواء ...
ِظل ذلك الصوت ...
الذي سمعته ...
ِظل خفقات قلب ...
قد رأته ...
بإحساسها ...
بعد طول عناء ...
*****
"ألا تعرفيني؟؟"
قالها ...
وسمِعَتها وهي لا زالت ...
في أثر الذهول ...
"من أنت ؟؟
من أنت أيها المجهول؟؟
وفي صدر من تسكن
وعن أي شيء تقول؟؟"
"أتراني قد مت؟؟
وأنت ملاك العقول؟
أم أنني نائمة
وخيالي هو المسئول؟؟"
*****
"ألا تعرفيني؟؟"
"نعم أعرفك ...
أنت الوحيد الذي ...
أظنك تعرفني ...
أنت الخرافي الذي ...
إلى غير هذا العالم ...
سيحملني ...
ويأخذني إلى موطني ...
وينقذني ...
أعرفك وأتمنى التقرب إليك ...
ولكني خائفة ...
أن تكون سراب أملي الزائف
الذي سيقتلني ...
فابتعد عني ...
ابتعد عني ..."
*****
"ألا تعرفيني؟؟"
"لست اعرف ...
لكنني أشعر أنك تأسى لحالي ...
أنت من تصلح لي كل أفعالي ...
أنت من تدفعني دفعا إلى أقوالي ...
أنت غير كل هؤلاء البشر ...
ليت شعري أين تسكن ...
فألقي إليك أحمالي ...
عجبت ...
هل هناك قلب مثلك ...
مستمر في الحياة ...
وإن كان فأين كنت ...
وأنا عطشانة ...
وأنت لي نهر المياه ...
نهر المياه ..."
*****
"تَضعُف...
تَضعُف...
ثم تقوى ...
وتشتد ...
ثم تُكسر ...
وعلى عقبيك ترتد ...
وترجع ضعيفا ...
ضعيفا ...
أيها الصوت ...
وها أنا قد مللت ...
فقل هل لي من شريك ...
أترى لي من مثيل ...
يشاركني ...
أم سأبقى وحيدة ...
ها هنا ...
أنتظر الرد ..."
*****
جلسَت ...
في ركن هذا الفضاء ...
تفكر ...
الصوت يهدأ...
والقلق يبدأ...
أخذَت تعدو وتعدو ...
باحثة عن أي شيء ...
باحثة عن فناء ...
فلم تجد ...
ومع عدوها ...
الصوت يقوى ...
ويقوى ...
ويُزيد انفعالها ...
فتوقفت ..
والصوت يملأ نفسها ...
صارخة نادت ...
"من أنت؟؟..."
"من أنت؟؟..."
*****
"أنا قلبك يا ملاك الأرض ...
فلتخفقي معه ...
ولتشعري به ...
ولا تقتليه ...
ولا تتعذبي ...
ولتدخليه ...
ولتعرفي ما فيه ...
ولا تتهربي
لا تتهربي ..."
*****
"قلبي !!! ..."
واستيقظت ملاك الأرض ...
ذاهلة ...
شارد بالها …
فلأعوام ما سمعت صوتا لقلبها …
وسماعه في الحقيقة كان نبؤة …
أن هناك على الأرض ملاك غيرها !!
وأن عليها أن تنظر حولها ...
لتبحث عن ملائكة مثلها …
لتبحث عن ملائكة مثلها …


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق