الثلاثاء، 12 فبراير 2013

رسالة شمسي الخائفة إليها !!



حبيبتي …

سلام الله عليك معبقا بنسيم عليل أشعر به بيني وبين أوراقي ..

هذه أول رسائلي إليك ، أكتبها وضوء الشمس يصتطدم بوجهي كما يصتطدم بوجه الورقة التي أكتب عليها مداعبا قلمي الذي أجاد ولسنوات التعبير عما بداخلي أكثر من أي وسيلة أخرى قد استعملتها …

أكتب إليك وأنا لا أشعر بالضيق !! .. وقد كانت عادتي إن واجهتني الشمس أن أصنع بيني وبينها ساترا ، ولكنني اليوم أردتها أن تلمس كل جزء أكتبه بورقتي ، لكأنني ألتمس وضوحها ، ألتمس إشراقها ، ألتمس قوتها ، ألتمس حرارتها ، ألتمس عشقك لها أن يكون شفيعا أو رسولا بيننا !!.

شمسنا تلك التي نتشارك فيها ، بعد أن افتقدت البحر الذي تملكين ، وافتقدت جوارك ، فما عاد لي غيرها لعلك تشعرين ارتعاشة قلبي من خلال أشعتها التي تلمس وجنتيك ، ولعلك تصل إليك دفئ مشاعري ورغبتي الحقيقية في الوصول إليك حتى وإن طال الطريق وصعبت الوسائل …

تعلمين حبيبتي ، تمنيت يوما أن أمتلك يوما وضوح الشمس وثبات موقفها ، تمنيت أن أصبح شمسا يظن الناس أني آتيهم كل صباح من المشرق و أرحل عنهم في المغيب ، ولكنهم لا يعلمون أنهم هم من يأتونها كل يوم ويرحلون عنها ، وأنها ثابتة في مكانها ، تدور حول حقيقتها !! .

تمنيت أن أصبحها لأخبرك بسرها الأعظم ، أن قلبها المنفجر بالحرارة والقوة قلب خائف ، قلب يهاب سحابا يظن أنه قد يعزل أشعته عن أحبائه على الأرض ، قلبا يخاف أن تقسو حرارته على من يعشقوه فيكرهوه ، قلبا يرتعد من الغياب ، ويصيبه التماع البرق في مقتل !!

هو لا يعلم حبيبتي أن ضوئه أقوى من أن يهزمه سحابا ، وأنه ينير الدنيا ولو من وراء الحجب ، لا يعلم أن لا قسوة ولا شدة تهزم الحب وإنما تقويه ، هو لا يعلم أن لا صوت يعلو على صمت المحب ، ولا برق يقدر على الاستمرار مثله ، هو خائف حبيبتي لأنه يجهل ، وما كان عليه في الحقيقة ليقتل مخاوفه غير أن يسأل !!

سأتوقف الآن فسامحيني ، فلقد وددت لو أكمل ، لكنها الشمس توارت بين أبنية من صنع البشر ، ملقية ظلالها على صفحاتي ، ومظلمة على أفكاري التي أردت أن تُكتب بوضوح نور الشمس ، وبروح خوفها المستمر الذي يستتر !!

أحبك وأعتذر !

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق