حبيبتي
…
سلام
الله عليك معبقا بنسيم عليل أشعر به بيني
وبين أوراقي ..
هذه
أول رسائلي إليك ، أكتبها وضوء الشمس
يصتطدم بوجهي كما يصتطدم بوجه الورقة التي
أكتب عليها مداعبا قلمي الذي أجاد ولسنوات
التعبير عما بداخلي أكثر من أي وسيلة أخرى
قد استعملتها …
أكتب
إليك وأنا لا أشعر بالضيق !!
.. وقد
كانت عادتي إن واجهتني الشمس أن أصنع بيني
وبينها ساترا ، ولكنني اليوم أردتها أن
تلمس كل جزء أكتبه بورقتي ، لكأنني ألتمس
وضوحها ، ألتمس إشراقها ، ألتمس قوتها ،
ألتمس حرارتها ، ألتمس عشقك لها أن يكون
شفيعا أو رسولا بيننا !!.
شمسنا
تلك التي نتشارك فيها ، بعد أن افتقدت
البحر الذي تملكين ، وافتقدت جوارك ، فما
عاد لي غيرها لعلك تشعرين ارتعاشة قلبي من
خلال أشعتها التي تلمس وجنتيك ، ولعلك تصل إليك دفئ مشاعري ورغبتي الحقيقية في الوصول
إليك حتى وإن طال الطريق وصعبت الوسائل
…
تعلمين
حبيبتي ، تمنيت يوما أن أمتلك يوما وضوح
الشمس وثبات موقفها ، تمنيت أن أصبح شمسا
يظن الناس أني آتيهم كل صباح من المشرق و
أرحل عنهم في المغيب ، ولكنهم لا يعلمون
أنهم هم من يأتونها كل يوم ويرحلون عنها ،
وأنها ثابتة في مكانها ، تدور حول حقيقتها !!
.
تمنيت
أن أصبحها لأخبرك بسرها الأعظم ، أن قلبها
المنفجر بالحرارة والقوة قلب خائف ، قلب
يهاب سحابا يظن أنه قد يعزل أشعته عن
أحبائه على الأرض ، قلبا يخاف أن تقسو
حرارته على من يعشقوه فيكرهوه ، قلبا
يرتعد من الغياب ، ويصيبه التماع البرق
في مقتل !!
هو
لا يعلم حبيبتي أن ضوئه أقوى من أن يهزمه
سحابا ، وأنه ينير الدنيا ولو من وراء
الحجب ، لا يعلم أن لا قسوة ولا شدة تهزم
الحب وإنما تقويه ، هو لا يعلم أن لا صوت
يعلو على صمت المحب ، ولا برق يقدر على
الاستمرار مثله ، هو خائف حبيبتي لأنه يجهل
، وما كان عليه في الحقيقة ليقتل مخاوفه
غير أن يسأل !!
سأتوقف
الآن فسامحيني ، فلقد وددت لو أكمل ، لكنها
الشمس توارت بين أبنية من صنع البشر ،
ملقية ظلالها على صفحاتي ، ومظلمة على
أفكاري التي أردت أن تُكتب بوضوح نور الشمس
، وبروح خوفها المستمر الذي يستتر !!
أحبك
وأعتذر !
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق