موجتي
المتجددة دائما على شطآن قلبي …
سلام
موصول بيني وبينك لا يقطعه طول السفر …
أكتب
إليك اليوم حبيبتي وكأنني لم أكتب لك
سابقا ، وكأنها أول رسالة أبعثها إليك ،
وأول لحظة شوق أمتلكتها تجاهك ، تلك التي
اشتعلت بصدري ، فلم تفتر ولم تندثر ، أكتب
إليك بقلمي الذي أدمن -
مثلي
-
الكتابة
إليك ، وبات مداده يتغني بحلمك الجميل
فلا ينتهي ، أكتب إليك بكل ما أملك من حواس
صارت -
وبلا
شك -
إليك
تنتمي ، أكتب إليك لأنني لا أعرف سببا ،
فلا تستغربي !!
أكتب
إليك ونهري ما زال صابرا ومثابرا في الطريق
إليك ، يود لو أصبح بحرا عاصفا كالذي
تعشقيه ، يود لو يكسر كل قواعد الطبيعة
التي قيدوه بها ليأتيك هادرا ومسرعا ،
لكنه يخشى عليك ، ويشفق على شطآنك المنهكة
من تلاطم أمواج البحر ، ولذا كان قراره
"مسار
طويل للغرق فيما تعشقين"
!! ،
وأين
هذا الذي تعشقينه حبيبتي سوى البحر ، سوى
ترانيمه التي دوما على مسامعي ترددين ،
وكم تضربني الغيرة حين أعلم أنه يرافقك
كل صباح حين تغدين أو وفي المساء حين
تروحين ، ويضربني الحزن أحيانا علي نهري
الهادئ الذي تتجاهلين ، لكنه صامدا يخبرني
:
"موعدنا
معها عند المصب "
،
حيث أصبح بحرا ، فتعشقني كما تعشقه ،
وتذكرني كما تذكره ، وأدخل قلبها موجا
ونبضا وحنين !!
في
أعماق بحرك تسكن مياه نهري حبيبتي ، انظري
، لن تريها في الأمواج التي تأتي زاحفة
إلى قدميك ، وإنما سترينها في أعماقه على
مدي بصرك البعيد ، و سترينها وهي تنتظر
أن تدركيها ، تنتظر أن تلفت أنظارك إليها
، بعد أن جعلت طوال أعوام عديدة تطهر بحرك
، وتمنع قناديله أن تأذي قيد أنملة من
روحك الغالية !.
أستأذنك
الآن ، فلا زالت رحلتي النهرية في وسط
الطريق ، وقد أظلم الليل ، وقد اعتدت أن
أشعل شموعي المتناثرة على سطح النهر ،
علني قد أصل إلي قلبك الليلة في جيش من
نور ..
أحبك
ويا ليتها ..
تكفي
السطور !!
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق