الجمعة، 12 يوليو 2013

رمضات ٣ : أرض الله واسعة ..


إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ...
النساء ٩٧

هي أرض الله الواسعة ، ليست كأرضنا الضيقة ، أرضه التي تحتمل جميع المعاني ، مادية كانت أم معنوية ، فالهجرة هنا إن كانت تعني الرحيل من أرض ضاقت بما تحمله النفس من رغبة للإصلاح و التمسك بالمبادئ والدين ، فهي تعني أيضا هجر كل ما يوقف الإنسان من عوائق وعثرات وحزن ويأس ، فمهما علت أخطاء الإنسان فهناك من المؤكد فرص أخري لإصلاحها ، وهناك أيضا أرض أخري مستعدة لأن يصحح فيها أخطاءه ولا يكرر فيها تجاربه الخاطئة ، المهم أن لا نتوقف ، المهم أن يستمر السعي ، وإلا فقد بدأنا في ظلم أنفسنا واستضعافها.

وتأمل سؤال الملائكة لمن توقفوا ، وأقعدهم كسلهم و ضعف نفوسهم وأهوائهم عن السعي والهجرة بما يحملون من دينهم و قدراتهم ليبلغوا الدعوة ويعمروا في هذه الأرض ، تأمل سؤالهم الإستنكاري لهم "فيم كنتم ؟!"، فيم كان توقفكم بما تملكون من القدرة والنعم التي منحها الله لكم ، ما حجتكم بما أوسعه الله عليكم من النعم والأرض والرحمة ، لم تضيقونها على أنفسكم ، وتستضعفونها وهو الذي منحكم ما تستقوون به على أنفسكم وشياطينكم !!

فليعلم كل إنسان أن الله قد منحه من التعم ما يؤهله أن يستمر في هذه الحياة ليعمرها ولينشر دعوة الله فيها ، وأنه لا مجال للحديث أو التحجج باستضعاف أو بقهر أو بعجز ، فالإنسان لم يأت لهذه الأرض إلا خليفة لربه فيها ، وما كان الله أن يمنحه الخلافة دون أن يؤهله بما يستطيع أن يمارس دوره بل وأرشده إلى الحق والصواب برسل وديانات بعثها إليه ، فما كان منه بعد ذلك إلا تقصيرا وكسلا ، فهو تفريط في تلك الخلافة ، وعدم استحقاق ليها.

اللهم اجعلنا ممن يهاجرون في الأرض وبين نفوس الناس لينشروا اسمك و ليعمروا أرضك ولينصروا من ينصرك.

ش.ز


0 التعليقات:

إرسال تعليق