السبت، 20 يوليو 2013

رمضات ١١ : ولكن ما تعمدت قلوبكم …


وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
الأحزاب ٥

فلم تخلق القلوب لتحتوي الإنسان ، وإنما خلق هو ليحتويها ، مضغة بداخله ، إن صلحت صلح جسده وحاله ، وإن فسدت فسد جسده وحاله ، وعليه فقد صار كل خطأ الإنسان مغفور له ، إلا ما تعمد وأيقن قلبه ولم ينكر ، وهي من رحمة الخالق علينا الذي تجاوز عن كل أخطاء حواسنا فيما عدا ما وافقه القلب و صدقه.

عن أبو ذر الغفاري قال :
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ، قلت: وإن زنى وإن سرق ، قال: وإن زنى وإن سرق ، قلت: وإن زنى وإن سرق ، قال : وإن زنى وإن سرق ، قلت وإن زنى وإن سرق ، قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر ، وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال وإن رغم أنف أبي ذر " رواه البخاري ومسلم

فالقلوب بوصلة الإنسان ، ، هي ما تحدد اتجاهاته وتقيس أفعاله ، ومن هنا كانت محل لنوايا الإنسان وموضع لها ، فقد يقتل الإنسان ، وقد يزني ، وقد يسرق ، وقد يرتكب الكبائر عن غفلة من قلبه ، وعن أضطراب في نواياه ، وتلك الغفلة وذاك الإضطراب هو ما يمنحه مفتاحا لتوبته ولن أيقن قلبه ما يفعل لفقد هذا المفتاح ولاستمرت غفلته ، يقول تعالى :

إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
النساء ١٧

فالمقاييس إذن ليست مقاييس ما تفعل وإنما هي مقاييس من وقر في القلوب ، فليس من تفعل من باطل مهما بلغ أثره بأعظم من تعمد باطل وقر في قلبك ، فلست والله بمحاسب على ما تفعله جوارحك بقدر ما أنت محاسب على ما يملأ قلبك ، فطهر قلبك ، وأعمل على إزالة ما فيه من سوء وجهالة . فربما كان شفيعا يوم القيامة - بما ملأته – لك ولجوارحك.

اللهم طهر قلوبنا ..


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق