إلى حبيبة أمسي ، و حبيبة غدي الذي اشتاق شمسي ، وحبيبة سمائي التي لبدتها الغيوم ، فتاهت فيها إليك رسلي …
تحية
شوقي الخالد بقلبي ، اقتله ، فتحييه دمائى
، فأدفنه ، فيحيا من جديد ...
تحية
الذكرى التي لا تمحى ، والنسيان الذي بات
دربا من المستحيل …
تحية
الورد الذي بات أيقونة فراشتك التي أنتظرها
، لتذكرني بوجهك الجميل ...
تحية
لن تنتهي إلا بموتي ، فتمنيت لأجلها العمر
الطويل ...
أما
بعد …
فلا
زلت غائبتي في وسط الليل تائها أفتش عن
دليل يطمأنني عليك ، نظرت إلى سمائي ، فلم
أجد نجومك التي اعتدت أن تضيئها ، ولم أجد
قمري الذي كان يذكرني بوجهك ، ولم أجد
طيوري التي كنت أرسلها إليك ، ما وجدت سوى
الغيوم التي تغطي كل شئ ، كأنها أبت إلا
أن تزيد ظلمتي التي أدمنتها بعد المغيب
، وأن تخبرني بأن لا سبيل لي إلا استمرار
المسير إليك بلا هدى وبلا طريق !!.
وما
العمل حبيبتي ؟!
، فما
عدت واثقا من جدوى رسائلي ، وما عدت واثقا
من إخلاص رسلي ، وما عاد علي إلا المسير
لبلوغ قلبك رغم جهلي إن كان لا زال مفتوحا
لمثلي ، ورغم الغيوم التي أضاعت كل علامات
الطريق ، و رغم انقطاعك عن مراسلتي ، فلا
زالت هناك أسئلة تبحث عن الإجابة ، ولا
زالت هناك أجوبة تنتظر أن يفجرها السؤال
، لا زال هناك حديث مبتورٌ بيننا حبيبتي
لم يكتمل ، ولابد له أن يكتمل ، ولو بعد
حين !.
أتسائل
دائما في وسط سهادي ، هل أحببتها ؟!
، فيجيبني
رجع الصوت في صدري ، وهل أحبتك هي ؟!
، كذلك
البدائي الذي ظل يسأل عن الشمس والأرض ،
أيهما يدور حول الآخر ؟!
، وإن
كان في قرارة نفسه مقتنعا أن الشمس هي
التي تتعاقب عليه صبحا ، ولا تطيق غياب
أرضه التي يعيش عليها أكثر من ساعات من
الليل ، لكن الحقيقة أن أرضه هي من تدور
حول الشمس تلتمس نورها و دفئها على كل
قطعة منها ، أرضه هي من تحتاجها ، هي من
تريدها صافية مشرقة دون أي غيوم في سمائها
، هي من تود لو توقفت لئلا يكون لهذه الشمس
مغيب أبدا عن أرضها !!
فما
أطول ليل العشق حتى طلوع الشمس ، وما أصعب
انتظارها ، و ما أعقد أن تغطى سمائك بالغيوم
فتمنعك من رؤية مرورها ، وما أغرب أن يزورك
اليأس في هذه الأوقات رفيقا ، فتطرده ،
وتمسك بأوراقك لتكتب خطابا لمن لا تعلم
له عنوانا ، فيتهمك البعض بالجنون ،
فتهجرهم إلى من تظن أنها دوما في الإنتظار
!!.
حبيبتي
، أعلم أنني لازلت تائها في طريق حبك ،
وأعلم أنها كم ضللتك خطواتي ، لكنني سأظل
صامدا ، آملا في الوصول ، وإن أضعت الطريق
آلاف المرات ، وإن سقطت خائفا أو مترددا
، وإن غبت حزينا متألما ، سأستمر في المسير
، داعيا ربي أن يهطل المطر ، ليروي ظمأي
لرؤياك ، ولتزول الغيوم عن سمائك وسمائي
، ولأطمئن عليك ، حتى وإن حالت بيننا
الأزمنة والمكان.
إلي
خطاب آخر قد لا يصل إليك ، وكلمات أخري
أخفيتها بصدري بعد أن علمت كم تؤلمك و
توجعك بعض كلماتي ….
أفتقدك
رفيقة في وحشة الطريق !!!
..
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق