الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

رسالة غيوم سمائي و سمائها …


إلى حبيبة أمسي ، و حبيبة غدي الذي اشتاق شمسي ، وحبيبة سمائي التي لبدتها الغيوم ، فتاهت فيها إليك رسلي …

تحية شوقي الخالد بقلبي ، اقتله ، فتحييه دمائى ، فأدفنه ، فيحيا من جديد ...
تحية الذكرى التي لا تمحى ، والنسيان الذي بات دربا من المستحيل …
تحية الورد الذي بات أيقونة فراشتك التي أنتظرها ، لتذكرني بوجهك الجميل ...
تحية لن تنتهي إلا بموتي ، فتمنيت لأجلها العمر الطويل ...

أما بعد …

فلا زلت غائبتي في وسط الليل تائها أفتش عن دليل يطمأنني عليك ، نظرت إلى سمائي ، فلم أجد نجومك التي اعتدت أن تضيئها ، ولم أجد قمري الذي كان يذكرني بوجهك ، ولم أجد طيوري التي كنت أرسلها إليك ، ما وجدت سوى الغيوم التي تغطي كل شئ ، كأنها أبت إلا أن تزيد ظلمتي التي أدمنتها بعد المغيب ، وأن تخبرني بأن لا سبيل لي إلا استمرار المسير إليك بلا هدى وبلا طريق !!.

وما العمل حبيبتي ؟! ، فما عدت واثقا من جدوى رسائلي ، وما عدت واثقا من إخلاص رسلي ، وما عاد علي إلا المسير لبلوغ قلبك رغم جهلي إن كان لا زال مفتوحا لمثلي ، ورغم الغيوم التي أضاعت كل علامات الطريق ، و رغم انقطاعك عن مراسلتي ، فلا زالت هناك أسئلة تبحث عن الإجابة ، ولا زالت هناك أجوبة تنتظر أن يفجرها السؤال ، لا زال هناك حديث مبتورٌ بيننا حبيبتي لم يكتمل ، ولابد له أن يكتمل ، ولو بعد حين !.

أتسائل دائما في وسط سهادي ، هل أحببتها ؟! ، فيجيبني رجع الصوت في صدري ، وهل أحبتك هي ؟! ، كذلك البدائي الذي ظل يسأل عن الشمس والأرض ، أيهما يدور حول الآخر ؟! ، وإن كان في قرارة نفسه مقتنعا أن الشمس هي التي تتعاقب عليه صبحا ، ولا تطيق غياب أرضه التي يعيش عليها أكثر من ساعات من الليل ، لكن الحقيقة أن أرضه هي من تدور حول الشمس تلتمس نورها و دفئها على كل قطعة منها ، أرضه هي من تحتاجها ، هي من تريدها صافية مشرقة دون أي غيوم في سمائها ، هي من تود لو توقفت لئلا يكون لهذه الشمس مغيب أبدا عن أرضها !!

فما أطول ليل العشق حتى طلوع الشمس ، وما أصعب انتظارها ، و ما أعقد أن تغطى سمائك بالغيوم فتمنعك من رؤية مرورها ، وما أغرب أن يزورك اليأس في هذه الأوقات رفيقا ، فتطرده ، وتمسك بأوراقك لتكتب خطابا لمن لا تعلم له عنوانا ، فيتهمك البعض بالجنون ، فتهجرهم إلى من تظن أنها دوما في الإنتظار !!.

حبيبتي ، أعلم أنني لازلت تائها في طريق حبك ، وأعلم أنها كم ضللتك خطواتي ، لكنني سأظل صامدا ، آملا في الوصول ، وإن أضعت الطريق آلاف المرات ، وإن سقطت خائفا أو مترددا ، وإن غبت حزينا متألما ، سأستمر في المسير ، داعيا ربي أن يهطل المطر ، ليروي ظمأي لرؤياك ، ولتزول الغيوم عن سمائك وسمائي ، ولأطمئن عليك ، حتى وإن حالت بيننا الأزمنة والمكان.

إلي خطاب آخر قد لا يصل إليك ، وكلمات أخري أخفيتها بصدري بعد أن علمت كم تؤلمك و توجعك بعض كلماتي ….

أفتقدك رفيقة في وحشة الطريق !!! ..


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق