الاثنين، 8 يوليو 2013

رسالة وطني ووطنها …


إلى من تحيا بأرضي ، وما عدت أحيا بأرضها …

سلام نهري المضطرب إلي بحرك الهائج …

أما بعد …

فإني قد جعلتُ أبحث في أرجاء الفؤاد وبين أقدام الحمائم والطيور عن رسالةٍ تطمئنني عليك ، فلم أجد .

ما كنت أتوقع منك شيئا ، لكنه القلق قد أنتابني عليك ، وصرت أسأل نسائم الهواء علّها قد مرت يوما بين رئتيك ، فاستمعت نبضات قلبك ، لتخبرني ، أحزينة أنت مثلى على حال الوطن ؟!!.

الوطن حبيبتي ، ذاك الذي لا زال يبحث عن المحبين ، عن أناس يحققون أحلامه قبل أن يحققون أحلامهم فيه ، عن أناس يحتضنون قلبه لا أن يكسروه ، عن من يريدونه قبل أن يتغير لا بعد أن يغيروه ، عن من يطمئنوه ، لا من يتنازعوه ، وكأنه من أملاكهم ، وهم أملاكه ولم يملكوه ، وكأنه من أطفالهم ، و هم أطفاله و بنوه ، الوطن حبيبتي مسكين غارق في حزنه و برفقة من يكرههم .. و يكرهوه !!!.

أعرف حزنك علي الوطن ، وكم تمنيت أن أكون جوارك لأواسيك ، لكنه الوطن يحتاجنا أن نواسيه ، يحتاج أن نمسك قلبه بأيدينا بعد أن تركناه خوفا عليه ، خوفا أن نشارك في كسره أو أن تكون لنا يد فيه ، فالجميع يقول أنهم يحبون ، ولكن القليل فقط من يضحون ، والقليل فقط في نزاع المحبة من يترك يد من يحب ، لكيلا يصيبه بالضرر .

أتعلمين ، تمنيت كثيرا أن أصبح حارسا لقلب من أُحب ، أقف على أبوابه ، أتحسس جدرانه الخارجية وأحميه من كل سوء ، لا أعرف لماذا لا أثق أنا بنفسي كثيرا ، لِم لم أتمني يوما أن أحرس هذه الأبواب من الداخل ؟! ، لا أعرف لماذا لا أراني أهلا لذلك ؟! ، فهو الحبيب ، يحتاج أن يدخل قلبه من يستحق ، ولعلني من يستحق ، لكنني أخشى عليه كثيرا ، كثيرا ، خشيةً باتت كمرضٍ استقر بداخلي ، فبت أخاف عليه من نفسي ، ولعلني بت أيضا أخيفه ، لكنني في الحقيقة أحبه ، واحتاجه ربما أكثر مما يحتاجني ، أحتاج أن أدخل قلبه لا حارسا ، وإنما محتميا لاجئا !!.

وما الوطن عندي سوى حبيب أحبه ، وما الحبيب عندي سوي وطن أعيش فيه ، وما أملك من نفسي سوي قلبٍ وعمرٍ أقدمه له ، أحبه بهما إن أراد ، وأحرسه بهما إن أراد ، وأفنيهما فيه إن أراد ، ومهما بلغت خطاياه في حقي ، فلست أملك سوى أن أسامحه ، فالحب أكبر من الخطايا ، و الوطن أعز من أية جريرة.

عسى الله أن يزرق الوطن أحبة فيمن يستوطنوه ، وأن يرزق الأحبة أوطانا فيمن يحبون.

أطلت متعمدا ، فعيناي تستحضرك وأنا أكتب إليك .. فاعذريني ..

أستودعك ربي الذي لا تضيع ودائعه .. ولعلها قد تصلك رسالتي وقلبك مطمئن البال على الوطن ..


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق