الجمعة، 21 مارس 2014

أمك مرة أخرى ...


الأمر ليس ماديا كما يظنه البعض ، الأمر ليس مجرد أمرأة حملتك في بطنها ، وأكلت من طعامها ، و استنفذت من قواها تسعة أشهر ، الأمر ليس مجرد حبل كان يربط بينكما ، قطعوه ليجعلوك مستقلا عنها ، الأمر ليس مجرد ميلاد كانت سببا فيه ، و خاطرت فيه بحياتها لتطلقك إلى الحياة ، الأمر يتعدى ذلك بكثير ، لكن القليل من يشعر بذلك !!

فقط عندما تنكسر روحك ستشعر بذلك ، عندما تسير تائها في دروب الحياة تبحث عن بداية ، عن ميلاد جديد ، عن خفقة قلب أولى خالية من الهموم ، عن خطوة تتعثر فيها فتجد اليد تمتد إليك ولا تلوم ، عن دفعة تخرجك من رحم أحزانك التي أحاطت بك ، عن رحمة ترجوها ومنحها لها الله ،  حينها فقط ، ستدرك أنه مع مرور الزمن ، وما اكتسبنه من قوة ، وما أصابها من وهن ، فلن يملك القدرة على فعل ذلك سواها !!

ستعجب حين نراها ، تشعر خقفة الحب في جنبيك ، ستعجب عندما تراها ، ترى بريق الدمع المكتوم في عينيك ، ستعجب عندما تراها ، تحتمل غضبك الذي تخفي وراءه مشاعر تفهمها ، ستعجب عندما تراها ، تداويك وفي داوئك ما سوف يؤلمها ، ستعجب حين تبقى قوية حين ضعفك ، تمسك بأجزاء روحك المكسورة تلملمها ، تحاول أن تصلحها وإن عجزت ، تضرب الأرض بحثا عن ماء ليرويك ، تبحث عن حبل سري بريطها بروحك لتطعمك من روحها ، لتمنحك ابتسامنها ، وفرحتها ، و ما تبقى وإن قل من أنفاسها ، لتنجب روحك من جديد ، لتخرجها صاخبة قوية من جديد ، روحا تضرب الأرض لتخرج مائها بنفسها ، وحينها تقطع ما وصل بينكما لتطلقك ، تظنها تمنحك إلى الحياة  و هي تمنحك أياها  ، أمك في المرة الأولى ، و أمك مرة أخرى !! ...

قد تكون سنة الحياة لديك أن ترحل عنها ، ولكنها سنة الحياة لديها أن تعود إليك ...

أمي .. هو قلبك فلن أهدي إليك ما فيه ...

كل عام وأنت بخير ...


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق