الأحد، 27 فبراير 2011

من الضغط عليهم ... إلى الضغط معهم ... ومن النظر إلينا ... إلى النظر منا

شئتم أم أبيتم ... فعلينا الإعتراف ... بأنه لا طائل لأي منا في الدخول في مواجهة مع الجيش ...

لا معنى على الإطلاق لتناقل الهمسات التي تحاول أن تزرع الضغينة بيننا وبينهم ... لا مانع لتهيئة الظروف لتشكيل هذه المشاكل و تناقل أخبارها ...

أستغرب كثيرا ممن ينقل هذه الأخبار ... وأحاول أن أصل إلى الرسالة التي يحاول أن يوصلها إلي ... أيريد الجولة القادمة في مواجهة الجيش مثلا ... أيريدني أن أخونه كما خونت كل شخص صافح الرئيس السابق لمجرد تسلمه وسام أو جائزة منه ... ماذا يريد إذن ؟؟ لا أدري ...

أتفهم تماما وجود من يحاول أن يعبث بين الطرفين ... و أتفهم مطالب ومخاوف جميع الثوار .. ومن سالت دمائهم في مواجهة مع اتباع النظام القديم .. ولكن هل لنا أن نتوقف قليلا لنفكر ... ونتحول من الضغط على الجيش ... إلى الضغط معه ... أعجبني حوار أحد الشبان ممن يفتشون عن الأدلة في حادث السيارة الأمريكية ... أعجبني أنه يحاول أن يضغط مع الجيش لمحاولة تقديم الجناة للعدالة ...

من لديه شيء ليساعد به الجيش لتحقيق مطالبه فليفعل ... من يريد أن يسقط الحكومة فليثبت فشلها ...

فليثبت أن من فيها هم خونة و عملاء ... وليمسك بكل منهم على حدا ... وليكن أولهم وزير الداخلية وأنا معكم ... ثلاثون عاما ونحن نطالب بالعدالة ... نطالب أن يحاكم كل من يخطئ ... ظابطا كان أم مواطنا ... أما الآن فقد أصبحنا نطالب أن لا يخطئ الضابط أبدا !!! ... كيف هذا؟! .... أتفهم أن القانون هو من يربي الأفراد ... فليخطئ من يخطئ .. وليكن القانون عليه سيفا كما هو علينا ...

أنا لا أطالبكم بعدم التظاهر ... ولكن لا تكن تلك الوسيلة الوحيدة ... أليس لدينا سوى الضغط على الجيش؟ّ! ... وأعذروني ... فإن كان الجيش متسترا فلنكشف تستره ... ولكن لا طائل أبدا من محاولة جعل الجاني أن يعترف ... خاصة إن كان يحمل سلاحا!! ... فلنكن أكثر إيجابية .. فلنسقط السلسلة خطوة خطوة ... بسياسة .. فقد جلسنا على طاولة الحوار ... وما نريده الآن مستقبل أفضل ...

إن كنا ثورة حقا ... فلا مجال للإلتفاف علينا ... نحن نعرف أعدائنا ... وعلينا أن نتركهم أن يموتوا بغيظهم .. لا أن نطاردهم ... ونحاول ان نقتلهم ... ونجعلهم امام الجيش .. الذي نعتبره حكما بيننا ... يبدو كالضحية ونحن أمامه كالجناة ...

واعذروني مكررا ... فإن قال لي أحدكم أن الجيش ليس حكمنا وأنه من ينفذ أوامرنا ... فسأخبره بأنه لا مفر لنا سوى هذا الأمر وعلينا الآن أن نتفاوض معه كما كنا نطالب من قبل تنحي الرئيس السابق ... أكرر أنا لا أمانع من التظاهرات ... ولكني أمانع من تخوين الطرف الآخر من المفاوضات ... والضغط عليه بشدة ... في تصور منا بأنها الوسيلة المثلى لأخذ الحقوق ... وأطالب بالضغط معه ... وإفهامه الصورة مرة تلو الأخرى ... دون الدخول في صراع معه أو محاولة استعدائه ...

أما الجيش ... فأعلم تمام العلم ... بأنه لا يتعامل مع مطالبنا فقط .. يتعامل مع مطالبنا ... ومطالب قيادات سابقة ... وقوى خارجية ... ومفسدين لا زالوا يقبعون بيننا ... ونطالبه نحن أن ينظر لنا فقط ... وأظن ان هذا ليس بالخيار الصائب ... النظر لنا فقط .. يعني وقوع الجيش في براثين الأخرين .. واستعدائهم عليه ... وهو الذي أتى ليحمينا .. لا لنحميه ... المطلب الأعدل ... بدلا من أن ينظر إلينا ...أن نطالبه أن ينظر منا ... من منظورنا نحن ...إلى كل الأطراف ... ونفوضه تماما حينها أن يتخذ الأصلح ... ونحن كما قلت سنساعده تماما لإكتشاف ذلك الأصلح ...

أعرف أن البعض قد لا يروقه كلامي ... لكنه الواقع ... وإنه الوقت الذي علينا أن نتمهل في التفكير فيه حتى لا ننجرف للأسوء ...

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق