الأربعاء، 16 مارس 2011

بروتوكولات حكماء الثورة ...

تبادر لذهني ذات يوم .. الشروع في كتابة كتاب مفزع على شاكلة "بروتوكولات حكماء صهيون" .. كنت سأسميه "بروتوكولات حكماء العرب" ... الهدف من هذا الكتاب ليس أكثر من إثارة الفزع في قلوب الصهاينة ... وإشعال مخاوفهم بأن هناك مؤامرة ما تحاك ضدهم ... وتسعى للإنقضاض عليهم والفتك بهم ...

و لم أتوقع - وأنا أحاول كتابته – إلا أن تكون إرهاصات شبيهة بما كتب في البروتوكلات الصهيونية ... إرهاصات عامة ... تخطط وتؤكد بكل ثقة ... أنها بالفعل حققت هذه المخططات !!!... وأنها سلمت إسرائيل فلسطين كاملة بمعاونة مع بلفور (الذي كان عميلا مزدوجا) .. في إطار خطة تسليم اليهود للعرب حتى يفتكوا بهم بعد أن يكتمل عددهم في هذا المكان ...

بالطبع لم أكمل كتابة الكتاب .. لشعوري بالعته الفكري ... وربما لأني لست شيطانا ... ولكنني تأكدت أن البروتوكلات الصهيونية فزاعة يطلقونها في سبيل إحباط أي أمل يمكن أن يساعدنا على النهوض ... ومحاولة التأكيد أن كل الخيوط بين أصابعهم .. وأنها لم تترك شيء إلا ولها منه خيط لتتحكم فيه...

ورغم تصديقي لبعض هذه البروتوكولات ... وتأكدي من سوء نوايا فاعليهم .. لكنني كنت أرى أن أي فزاعة ليست ذات وجه واحد .. الفزاعة ذات وجهان ... وجه يخيف ... ووجه يخاف ... ولذا وجدت أنه من السهل جدا القضاء عليها بأيدينا ... وبقمة البساطة ... ألا نخاف ... أن نثق في قوتنا ... نثق في ربنا ... بأنه هو المتحكم الأوحد في هذا الكون .. وأنه الحكيم الأعظم .. وليسوا حكماء البشر ...

وتكررت ذات الرؤى مرة أخرى لدي بعد إنتهاء الثورة .. عندما كنت أرى الخوف والقلق من كل شيء يبدو على الوجوه ... من الجيش .. من الأخوان .. من فلول لقوى سياسية سابقة .. أو لأجهزة أمنية فاسدة ... كنت أتعجب من صعود لهجة تحاول ترسيخ مبدأ الفزع من فزاعة ما ... وكأننا لسنا من واجهنا هذه القوى السياسية والأجهزة الأمنية وهي بكل قوتها .. وأنتصرنا عليها ... كان أولى لنا أن نحاول مسرعين أن نضع أرجلنا في كل شبر من الحرية قد منعونا منها سابقا ... وهذه هي الضمانة الحقيقية .... فالحصول على الحرية يشبه الموت ... لا عودة منه أبدا ... ومن سيستطيع أن يجعل صوته يعلوا أمام الجميع .. لن يخفضه أبدا .. ومن يتأكد من أن صندوق الإقتراع سيفرز وبنزاهة ما يعبر عنه وعن طموحاته ... لن يرضاه بديلا ... ومن يتأكد أن القضاء والقانون سيف مسلط لحمايته فوق رقاب الجميع ... لن يسمح ثانية أن يسلط على رقبته وبدون وجه حق ...

دعونا من بروتوكلات حكماء الثورة تلك ... تلك التي تفزعنا من كل من حولنا ... ولنكمل طريقنا لنضع أقدامنا على حرية لم تطئها من قبل ... وليأت من شاء ليأخذها منا ... وليأخذها ولكن على أجسادنا ...

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق