
ولأني في ذلك الوقت كنت لا أجيد القيادة ... جعلت أفكر كثيرا وأنا أقرر أن أشتري سيارتي ... الأصوات هنا وهناك كانت تعلو تطالبني بشراء سيارة مستعملة ... ومحاولة التجربة فيها ... ولتكن السيارة الجديدة هي المرحلة الثانية عندئذ ... وأصوات أخرى تعالت ... فلتكن جديدة ... لم أشتر المستعملة وأتحمل أذاها وما فيها من أشياء لا يعلمها إلا الله ؟! .. واستكمالا لزرع الشك والمؤامرة .. أقنعني الجميع أن لا أحد يبيع سيارته الآن إلا لعيبٍ خطير فيها ...
أكاد أرى هذا التخبط الذي حصل لي حينها في عيون الناس اليوم ... دستور جديد ... أم دستور مستعمل أكل عليه الدهر وشرب ... القائدون الماهرون ... يعلنونها وبكل قوة ... لا ... دستور جديد (كسيارة جديدة)... وهم في هذه الحالة يجعلون القيادة مقصورة عليهم ... ليس بدعوى الدكتاتورية ... بل بدعوى مهارتهم القيادية .. أما المبتدئون ... فيقولون نعم ... لدستور معدل (كسيارة مستعملة) يمارسون فيها أول خطواتهم القيادية ... ليستطيعوا فيما بعد أن يشاركوا الماهرون مناصبهم الرفيعة ... أو مقاعد القيادة على متن دستور جديد يشاركون في إيجاده ...
وهنا عادت فكرة أخرى تدور في رأسي ... هل دور النخبة أن يقودون الشعب ... أم أن دورهم أن يعلموه القيادة ... لم أشعر أن هناك من ينادي بأن ما دام الشعب جاهلا .. فلا داعي لتعليمه .. نحن نستطيع أن نريحه من هذه المهمة الآن حتى يتعلم ... وهل سيتعلم الشعب إلا إذا مارس .. وأخطأ وصدم سيارته مرة وأخرى .. ولم المطالبة بإحراجه و شراء سيارة جديدة له ... والإحراج هنا لأن السيارة ستحمل بلاده ... وبالطبع سيبتعد هو حينها خوفا أن قيادته له قد تصيبها بالضرر ...
لا أجد من بد أن نهيء خطوة إنتقالية بين عصرين ... ولا أجد غضاضة من إستخدام سيارة قديمة - هي الأقرب لعقول شعب لم يقد مرة سيارة ولو في أحلامه - لبدأ تعليمه القيادة .. ولا أجد خوفا من شيء إلا من عدم الوفاء بالوعد و شراء السيارة الجديدة له ... وحينها فهو لن يعنيه شيء .. سيذهب وحيدا لشراء سيارته الجديدة بعد أن تعلم القيادة ...
الجميع سيسألني الآن .. وماذا فعلت في موضوعك أنت ؟؟؟ .. الحقيقة أني و رغم أني لا أجيد القيادة حينها .. أصررت على شراء الجديدة ... ولا أنكر كم آذيتها J ...
نعم ... نحن لا نجيد القيادة ولكننا نستحقها ...
ش.ز
0 التعليقات:
إرسال تعليق