السبت، 19 مارس 2011

ميكروباص الحرية ....

إلى مقر الاستفتاء ... التوصيل مجانا ...

نعم التوصيل مجانا ... ولا شيء يمكن أن تخسره اليوم حتى ثمن ذهابك إلى المقر الإنتخابي لتدلي بصوتك ...

تصورت نفسي سائق هذه الميكروباص .. وما هي الرسالة التي كان يحاول أن يوصلها إلى الناس من هذه الورقة التي وضعها على زجاجه الخلفي ... لن يكسب رزقا من ذلك الشيء ... ولن يستطيع هو أن يقنع أحدا برأيه كي يوصله إلى اللجان بنفسه ... هو حاول أن يشارك ولو بشئ صغير في تغيير بلاده ... وأظن أن التاريخ لابد أن يذكر له ذلك يوما ما ...

كنت سعيدا وأنا في اللجنة الإنتخابية ... ولأن أوقات السعادة تمر سريعا .. فلم أشعر بها ... تمنيت أن أضع أصابعي جميعها في الحبر الفسفوري ...

شعرت أننا في ليلة حناء لعروسنا مصر .. وعلينا جميعا رجالا ونساء أن نحنّي أيدينا بهذا الحبر ...

الناس بكل أطيافهم ... رجال وأطفال ونساء ... يشاركون ... ونحن في بداية اليوم الكرنفالي ... يتحدث أخي مع الرجل الذي أمامه ... يخبره الرجل أنه سيقول لا ... ولم يفزع عندما أخبره أخي بأنه سيقول نعم ... كلاهما ذيّل كلامه أن الخيارين خير لمصر مادام هذا رأي الأغلبية ... وليس رأي الحكام ..

خرجت من اللجنة أتلاعب سعيدا بالحبر الفسفوري ... ولم أكن أستبعد على الإطلاق أن أرى ميكروباصا آخر يضع على زجاجه لافتة أخرى .. مكتوب عليها ...

"للتوصيل إلى المنازل ... بشرط الحبر الفسفوري" J

عاشت مصر ... وعاش شعبها ...


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق