الأربعاء، 23 مارس 2011

الإسلام هو الحل ؟!

العنوان بالطبع ليس خبريا ... إنما هو سؤال تعجبي ليس أكثر ... سؤالٌ تبادر من أمامي و أنا أشاهد هذا الهلع من تقدم الإسلاميين نحو السلطة ... تقدمُ يشبه ولحد كبير تقدمهم في أي مكان قرروا أن يشاركوا في محيطه السياسي بكل ثقلهم ...

هلعٌ يذكرني دائما بتجربة إيران الإسلامية ... ورعب من ولاية الفقيه ... وإن كانت التجربة وإن شابتها كثير من الأخطاء في الديمقراطية .. إلا إنها حملت لإيران الكثير من التنمية والكثير من الكرامة والعزة في التعامل مع القوى الخارجية بندية إفتقدتها الكثير من دولنا العربية ...

هلعٌ يذكرني بما حدث في السودان .. حينما أتى الإسلاميون بقوى المدافع ... ليسقطوا بعد قليل في خضم حرب أهلية أوصلتها للإنقسام الآن ..

هلعٌ يذكرني بما حدث في الجزائر ... حينما إنتصر الإسلاميون في الجولة الأولى في الإنتخابات .. عام 89 ... فأنطلقت كتائب الجيش لتوقف الإنتخابات ... وترفض نتائجها الأولية ...

هلعٌ يذكرني أيضا بإنتخابات ديمقراطية جدا بشهادة الجميع .. أقامها الفلسطنيون .. لينتصر فيها الإسلاميون أيضا (حماس) .. وليرفض ذات الجميع بعد ذلك نتائجها من الداخل والخارج .. ليبدأ الإنقسام ...

في جميع هذه الذكريات تعلو نفس نبرة التحذير ... من قلة وعي الشعوب .. وهو ما يجعلها تنحاز – عن جهل – تجاه هؤلاء الإسلاميين ... ولكثرة هذه الذكريات .. وإنكاري إتهام هذا القدر من الشعوب بالجهل وقلة الوعي ... فقد بدأت في التساؤل ... ماذا لو كانت الشعوب هي من تميل حقا لأفكار هؤلاء الإسلاميين ؟! ... وماذا لو كان الحل في إيديهم فعلا ؟!.. وهم من حملوا أرواحهم - طوال تاريخ الشعوب - لتحرير الأرض ومقاومة المحتل ؟!

هؤلاء الذين تكونت عقليتهم على يد الأفغاني ومحمد عبده في خطابهم للنخبة... وتكونت عضلاتهم وفتوتهم على يد البنا وخطابه للجماهير ... فكونت كائنا خرافيا لا يمكن مقاومته سياسا أو جماهريا ... فكان الحل قمعها ووضعها على المحرقة لتتكون مخالبها كرد فعل للدفاع عن نفسها ...

لم لا يكون الحل في أيديهم ؟! ...وهم من تتنوع عقولهم ما بين إصلاحيين إستطاعوا بالفعل رفع قامة بلاد كتركيا إلى عنان السماء ... إلى متطرفين اوقعوا أفغانستان وباكستان في بركة وحل عنيفة .. تملؤها الدماء ...

لم أستبعد أبدا وقوع السلطة في أيديهم ... خلال أوقات الثورة ... فأي ديمقراطية في مصر ستوصلهم إليها ... ليس بفعل قلة وعي الناس كما يتشدق العلمانيون .. وإنما لخبرة الإسلاميين ... وإرتباطهم بالناس ... رغم ما عانوه من الحظر والمطاردة والإعتقال ... إرتباط لم يفعله غيرهم من القوى المعارضة .. رغم عدم تعرضهم لمثل هذه الأشياء ... قوى قررت أن تلعب بدمى الديمقراطية التي سمح لهم بها النظام السابق ... والآن تريد أن تحجز مكانا دون ان تعرف أهم قواعد اللعبة السياسية ... الجماهير ...

لم أستبعد إستأثارهم بالسلطة وإن كنت قد شعرت بالمرارة في حلقي حينها ... ولكن هذه هي اللعبة الآن .. وهم الأمهر في لعبها ... وعلينا الإعتراف بذلك .. بل والتعلم منهم أيضا ... وهنا كررت تسأؤلي ... هل الإسلام سيصبح هو الحل ؟! ... وأجبت نفسي هذه المرة ...لا ... التوازن هو الحل ... الإسلاميون هم أحد أطراف هذا التوازن لا أكثر ... و مجرد وجودهم بمفردهم على الساحة ... يصيبها بالإختلال ... وهو شيء لا يعيبهم ... بل يعيب النخب الأخرى التي لم تسارع لتكوين القوى التي تشارك – ولا تصارع – الإسلاميين على الطرف الآخر من معادلة التوازن تلك ...

وهنا تستشعر هذه الغضاضة في حلوق بعض النخب من مشاركة الإسلاميون الساحة ... وذلك بالطبع لأنهم سيضطرون أن يقفوا في دائرة مشتركة ... وقبول أفكار طالما قد رفضوها ... وبالرغم من قبول الإسلاميون لهذا التنازل من طرفهم ... إلا أن إجادتهم لأهم قواعد اللعبة (الجماهير) ... يجعل من يشاركهم أقل حتى وإن بدا بمظهر الند ..

والنتيجة ... وضع بالغ الخطورة ... إسلاميون لديهم القدرة على الممارسة الديمقراطية ... و آخرون فاشلون فيها ... إسلاميون ينادون بالمشاركة و آخرون يرفضونها ... وميزان مختل ... والسؤال الذي لا إجابة له ... من الذي أصابه بالإختلال .. الإسلاميون بوجودهم فيه ... أم الآخرون بعزوفهم عنه ؟!


ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق