الأحد، 27 مارس 2011

إجتثاث الوطني ...


عودة إلى الفساد ...
وحين يذكر الفساد ... يذكر الوطني ... أقصد الحزب الوطني ... ماذا نريد نحن من الحزب الوطني الآن ؟! .. تعلو أصوات الجميع ... الثائرين وغيرهم ...
"فليرحلوا" ...
"عن أي منصب فليرحلوا" ...
"لا نريد أن نراهم في أي مكان" ...
وهنا لابد أن أتحدث .. وأتذكر هيئة إجتثاث البعث ... تلك التي أنشأها الأمريكان بأمر من الحاكم الأمريكي المدني للعراق ... الهدف ... اجتثاث فكر البعث وتصفية دوائر الدولة من اعضائه ... ولإعطاء الهيئة صفة أكثر شرعية ... فقد تم التصديق عليها في الدستور العراقي كهيئة دستورية !!


أظن أن هيئة بهذه الشاكلة قد ترضي كثيرا من المصريين إذا تم تشكيلها الآن ... بل وتشفي غليلهم ... كما فعلت تماما في الشعب العراقي حينها ... ولكنها في الحقيقة كانت بداية لفصل آخر من الفساد ...
فالشعب العراقي الذي إرتضى بهذه اللجنة ضمانة لعدم تمكن رواد الفساد القديم من العودة إلى ملاعبهم ... لم يستطيعوا أن يمنعوا رواد الفساد الجديد من الدخول في ذات الملاعب ... لماذا ؟ .. بسهولة أجيب عليك ... أن الهيئة مهمتها هي أجتثاث البعث .. وليس إجتثاث الفساد ...
ما فعلته الهيئة .. أن ترجمت بدستوريتها كلمة الفساد إلى البعث ... ومنه فقد تركت الفساد يعيث في الأرض .. وذهبت اللجنة - وإلى الآن - للعدو وراء البعث والبعثيين ... وقتها ... حاول كثير من المثقفين العراقيين إلى التنبيه على هذه الحقيقة .. وأن مهمة الهيئة لابد أن تعدل لتكون إجتثاث الفكر البعثي .. وليس أفراده ... ولكن هذا لم يحدث فعليا ...
في مصر ... ربما يحاول البعض استنساخ هذه التجربة ... وليس هذا هو المطلوب في الحقيقة ... وليس المطلوب أيضا إجتثاث الفساد ... فهذه من وجهة نظري مهمة مستحيلة ... فالفساد سيظل حاضرا في كل وقت وفي كل حين .. ما دام الصلاح موجودا في ذات الوقت وذات الحين ... المطلوب دساتير وقوانين تزيل الفساد وتعاقب الفاسدين ... وتحمي الصلاح وتعلي الصالحين ... ولا تساوي بين الفساد و الفاسدين ... فنهمله في غيرهم ... ولا تساوي بين الصلاح و الصالحين .. فنفقده في غيرهم ...
ورحم الله شيخنا الجليل الشعراوي حين قال عن الثائر الحق أنه لا يثور ضد طائفة ... ولكن يثور ضد ظلم طائفة ... والفرق كبير ...

ش.ز

0 التعليقات:

إرسال تعليق